فرنسا واستثمارات دول الجوار السوري 3

محمد أحمد الروسان

الدولة العبرية، تستخدم تحقيق الأهداف التكتيكية، لصياغة وإنتاج الاستراتيجي منها بإتقان، بحيث أنّ الأمر الاستراتيجي المفروغ منه، يتمثل في السيطرة على أراضي الغير العربي الاستراتيجية منها، وإكمال عمليات تهويدها والقضاء على أيّ احتمالات لنشوء المقاومة الوطنية، مع سعي حثيث لها إلى مزيد، من توريط واشنطن في أزمات الشرق الأوسط المختلفة، كي يقود ويؤدّي ذلك إلى تسهيل مهمات الجناح اليميني المتطرف المحافظين الجدد بنسخهم المستحدثة في إدارة الرئيس باراك أوباما، وينجح في إعادة القوّات الأميركية الاحتلالية إلى العراق عبر الأحداث في الأنبار بصور مختلفة.

كما قد يقود إلى التأجيل أو التباطؤ في الانسحاب الأميركي في أفغانستان واتخاذ الأزمة الأوكرانية ذريعة أخرى، والترويج الأميركي لعدم التعاون الروسي مع واشنطن في الانسحابات الموهومة من أفغانستان، وكلّ العالم شهد كيف جاء توقيت اغتيال أسامة بن لادن لمزيد من تأجيل الخروج الأميركي من كابول في وقته، ثم أنتج لنا الأميركان أبو بكر البغدادي بعد تصفية بن لادن من بوكا1، والآن يعملون على إنتاج أبو الحسين الإيراني عبر نموذج بوكا2 بالرغم من تفاهمات محطة لوزان…

كما تسعى العاصمة الأميركية واشنطن دي سي، إلى خلق مصادر تهديد وخطر محدق، في ظاهرها حقيقي وفي باطنها وهمي مفترض، كي تستطيع «إسرائيل» الحصول على المزيد من القدرات والمقدّرات المختلفة من أميركا، وخلق مبرّرات ابتزاز مقنعة للإدارة الأميركية وحلفائها من الدول الغربية، مع دفع دول خليجية عربية معروفة إلى مزيد من الحلقات التطبيعية مع تل أبيب والارتماء بأحضانها.

وتتحدث المعلومات، بأنّ هناك مشروعاً «إسرائيلياً» أميركياً لنشر وبناء قدرات نووية، لموازنة القدرات النووية الإيرانية، سيتمّ بناء بعضها ونشر الآخر في دول خليجية عربية ومعروفة، رغم اتفاقات وتفاهمات مجموعة خمسة زائد واحد مع إيران، وذلك بموجب اتفاقيات أمنية خاصة تمّ توقيعها سرّاً وقبل أكثر من عامين، وقد تكون اجتماعات باراك أوباما والمكارثيون الجدد في واشنطن، وفي ساحات ودول عربية قد أعطت إشارة البدء لنشر تلك القدرات النووية! فماذا يعني ذلك؟

التطبيع «الإسرائيلي» مع دول الخليج

أعتقد وأحسب أنّه يتموضع ويتبلور، متمحوراً بالمعنى الاستراتيجي التالي: فكرة التعايش مع إيران النووية، صارت مقبولة لدى «الإسرائيليين»، وصار العقل الاستراتيجي الأمني «الإسرائيلي»، أكثر اهتماماً وتوظيفاً وتوليفاً، لفكرة مفهوم إيران النووية، ليحقق مزيد من المكاسب المختلفة، ومزيد من فتح نوافذ الفرص المهدورة في السابق من الزاوية «الإسرائيلية»، وفي مقدمتها تعظيم المنافع لجهة التقدّم في مشروع التطبيع «الإسرائيلي» مع دول الخليج المختلفة.

ومع تقليل المخاطر المختلفة على «إسرائيل» نفسها، وذلك عبر الضغط من أجل إعادة تنميط العلاقات والروابط، من أجل فصمها أو التقليل من حرارتها بين أطراف مربع سورية، حزب الله، المقاومة الفلسطينية، وإيران من منظور العامل الأميركي «الإسرائيلي» وبعض من الدول الأوروبية، في متغيّر مجريات السياق الأمني الجمعي في الشرق الأوسط، والذي يعمل على إضعاف الحلقة الإيرانية خاصرة الفدرالية الروسية الضعيفة، عبر محاولات إضعاف سورية وللسنة الرابعة على التوالي وإخراجها من باقي حلقات محور الممانعة.

وتقول المعلومات، بعدم حدوث مواجهات عسكرية على المدى القصير في المنطقة، بالرغم من وجود طائرات «إسرائيلية» مقاتلة ومتطورة، في بعض القواعد الأميركية في المنطقة ودول الجوار السوري والعراق تحديداً، مع اندلاع مواجهات ديبلوماسية قويّة حول المنطقة وفيها، حيث ابتدأت بحملة بناء الذرائع الجديدة، حول موضوعة صواريخ سكود وغيرها، العاملة بالوقود السائل، والتي تحتاج إلى أكثر من ثلاثة أرباع الساعة لإطلاقها؟

وفي ظني وتقديري، أنّ استخدام الأزمات كأسلوب إدارة، في تفعيل أزمة حملة بناء الذرائع الجديدة، سوف يؤدّي إلى تفعيل أزمة داخلية لبنانية حول أسلحة حزب الله اللبناني والمقاومة، وهذا من شأنه أن يقود إلى إعادة إنتاج إشعال الساحة السياسية اللبنانية، والساحات السياسية الضعيفة الأخرى، وكما من الممكن أن يؤدّي كلّ ذلك إلى قرارات دولية جديدة تستهدف قوى محور الممانعة في المنطقة، وخاصةً سورية ولبنان وإيران وحماس وحزب الله والمقاومات الأخرى، والتي من الممكن أن تنشأ لاحقاً في المنطقة بعد إطلاق إستراتيجية المقاومة من سورية لاستعادة الجولان السوري المحتلّ، بعد رغبة «الإسرائيلي» في تغيير قواعد فك الاشتباك السابقة، فتمّت إزالة الألغام من الجانب المحتلّ في الجولان باتجاه القنيطرة، قابلته إزالة الألغام من الجانب السوري باتجاه الجانب الفلسطيني المحتلّ إسرائيل ، كلّ ذلك ممكن الحدوث والتفاعل تبعاً لمجريات متغيّر العامل الدولي، ومتغيّر بؤر الصراعات الجزئية في الساحات السياسية الضعيفة والقوية في المنطقة.

ومن هذا المنطلق وعبر هذه السياقات الآنفة، ممكن فهم ما يجري على الحدود السورية التركية وخاصة على معبر كسب، وحيث الأخير هو قرم سورية، هناك محاولات تركية لإعادة إنتاجات لمعركة كسب السابقة، كذلك ما يجري وما قد يعدّ له في الجنوب السوري الساخن خاصةً وبعد وصف مصدر عسكري أردني بوضوح: أنّ الحدود الأردنية السورية فسيفسائية بامتياز!

محام، عضو المكتب السياسي للحركة الشعبية الأردنية

www.roussanlegal.0pi.com

mohd ahamd2003 yahoo.com

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى