مشاورات جنيف تنطلق اليوم والجيش يحصّن الحسكة

أحبط الأمن السوري أمس عملية تسلل لمجموعة أنغماسية من تنظيم «جبهة النصرة» الارهابي، كانت تستهدف اغتيال اللواء محمد عيد مدير هيئة الإمداد والتموين في الجيش السوري.

مجموعة «النصرة» تسللت من منطقة الأحراش على اوتوستراد العدوي المحيطة بمنطقة برزة الى ركن الدين، حيث اشتبكت معها وحدة من الجيش السوري في شارع برنية في محيط مركز هيئة الامداد والتموين، ما أسفر عن مقتل اثنين من المهاجمين فيما فجر المهاجم الثالث نفسه بحزام ناسف ما أسفر عن اصابة 6 مواطنين بجروح متفرقة.

في وقت نفذ الجيش عملية تمشيط واسعة لمنطقة بساتين العدوي الممتدة من حي ركن الدين وصولاً إلى القابون والتي تحاذي أيضاً منطقة العباسيين.

وفي دمشق أيضاً، فككت وحدات الهندسة في الجيش السوري سيارة مفخخة بنحو 150 كلغ من مادة «c4»، كانت مركونة قرب مستشفى الحياة بعد جسر الثورة.

ميدانياً، صد الجيش هجوماً لمسلحي القلمون في جرود الجبة وعسال الورد، ما أسفر عن مقتل أكثر من 20 مسلحاً وجرح 50 آخرين، في حين استهدفت مدفعية الجيش المناطق الجردية في القلمون وسط تحليق مكثف للطيران الحربي والمروحي في سماء المنطقة.

وفي سياق متصل، أحكمت وحدات الجيش سيطرتها على 8 قرى جديدة في ريف الحسكة الجنوبي الشرقي، هي: الصلالية والحمر ورد شقرا وصخر والسرب والمجيبرة ورجمان والتبة.

وسيطرة الجيش على هذه القرى جاءت بعد اشتباكات عنيفة مع تنظيم «داعش» الارهابي، حيث ستسمح هذه السيطرة للجيش بتوسيع الطوق الأمني حول الحسكة من الجهة الشرقية وتركيز نقاط استناد تتيح له تغطية نارية واسعة لقطع طرق إمداد «داعش» بين مدينة الشدادي والهول.

كما استهدفت مدفعية الجيش السوري تحصينات وتحركات «داعش» في بلدة العريشة وقرب قصر حماد الأسعد ومحيط المصرف الزراعي في مدينة الشدادي.

الى ذلك، أصيب جنديان أمميان أمس، إثر سقوط قذائف، مصدرها الأراضي السورية، على هضبة الجولان المحتل.

وقال المتحدث باسم جيش العدو إن «اثنين من قوات حفظ السلام أصيبا إثر سقوط قذائف هاون أطلقت من سورية على مرتفعات الجولان».

سياسياً، يبدأ مبعوث الأمم المتحدة الخاص بسورية ستيفان دي ميستورا اليوم الثلاثاء في جنيف مشاورات منفصلة مع شخصيات من الحكومة والمعارضة السورية في محاولة للتمهيد لجولة ثالثة من المفاوضات الرسمية.

وأعلن المتحدث باسم الأمم المتحدة أحمد فوزي أن المشاورات التي كان يفترض أن تنطلق الاثنين 4 أيار ستنطلق بعد ظهر الثلاثاء وستتواصل ما بين 4 و 6 أسابيع بمشاركة ممثلين وسفراء الأطراف المدعوة إلى جانب خبراء، وسيستبقها دي ميستورا بحديث للصحافيين.

ومن المنتظر أن تشارك في هذه المشاورات التمهيدية الدول المعنية مباشرة بالشأن السوري وأطراف دولية أخرى، فضلاً عن عدد من الدبلوماسيين العرب والأجانب.

وستجري المناقشات في شكل ثنائي بين دي ميستورا أو معاونه ومختلف الوفود على حدة بهدف معرفة مدى استعدادهم للانتقال «من مرحلة المشاورات إلى المفاوضات» بالاستناد إلى بيان جنيف الصادر في 30 حزيران عام 2012.

وستدور المشاورات بين الوسيط الدولي دي ميستورا وممثلي أطراف النزاع السوري في أجواء من السرية في قصر الأمم المتحدة بجنيف، وستخضع المكاتب التي تستضيفها لحراسة أمنية مشددة، ولن يسمح للمصورين بالتقاط صور بداية المحادثات على غرار ما يجري في اللقاءات الدبلوماسية الرسمية، إلا أن تلفزيون ومصوري الأمم المتحدة سيتمكنون من أخذ بعض الصور واللقطات.

وأشار المتحدث باسم الأمم المتحدة أحمد فوزي في هذا الصدد إلى أن «الوسيط طلب تعتيماً إعلامياً على هذه المشاورات».

ودعيت إيران الى المشاورات، فيما كانت استبعدت من مؤتمري الأمم المتحدة حول سورية عامي 2012 و2014، إلا أن الأمم المتحدة حتى الآن لم تنشر قائمة بالأطراف التي قبلت المشاركة في هذه المشاورات.

بدوره، أعلن رئيس «الائتلاف المعارض» خالد خوجة أن «مشاركة إيران في مؤتمر «جنيف- 3» في حال انعقاده ستكون مقبولة شريطة موافقتها على مقررات «جنيف- 2» بما تضمنته في شأن المرحلة الانتقالية»، فيما أبلغ «الائتلاف» دي ميستورا موافقته على حضور اللقاءات التشاورية التي دعا إليها في جنيف.

وفيما لم تؤكد الحكومة السورية رسمياً مشاركتها في مشاورات جنيف، إلا أن مصدراً رسمياً ذكر أن دمشق قد تمثل بسفيرها لدى مجلس حقوق الإنسان بجنيف حسام الدين علاء.

من جهة أخرى، يمثل ألكسندر بورودافكين المندوب الروسي لدى فرع الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف بلاده في هذه المشاورات في شأن سورية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى