هل فعلاً تحضّر «إسرائيل» لحرب على لبنان؟

يوسف المصري

يتعالى الهمس داخل كواليس محافل سياسية لبنانية عن احتمالات أن تكون «إسرائيل» تخبّئ مفاجأة عدوانية عسكرية ضد لبنان.

وتقدم هذه المحافل مجموعة مؤشرات لتدعيم ما تسميه قلقها من هذا الاحتمال:

أولها، حقيقة أن «إسرائيل» قامت خلال الأيام الخمسة عشر الأخيرة بنحو عشر مناورات على الحدود الفلسطينية المحتلة مع لبنان، وهي تضمّنت محاكاة عدة سيناريوات مطروحة في أية حرب مقبلة في لبنان بين المقاومة والجيش «الإسرائيلي».

ثانيها، أن نتنياهو يسعى لتشكيل حكومة حرب يمينية ستبصر النور أغلب الظن يوم الأربعاء المقبل.

ثالث هذه المؤشرات يتمثل بأن تقديرات الاستخبارات «الإسرائيلية» تركز في معظمها على أنه توجد لـ«إسرائيل» فرصة في اغتنام انشغال حزب الله في الحرب السورية خصوصاً في هذه اللحظة التي يستعر وطيسها من القلمون المتأجج تحت الرماد إلى الجبهة الجنوبية وصولاً إلى الشمال الملتهب.

مصادر عسكرية كشفت لـ«البناء» رداً على إيراد المؤشرات الآنفة، ما يلي:

أولاً- بخصوص المعلومات المقدمة عن المناورات التي تقوم بها «إسرائيل» على جهتها من الحدود مع لبنان، فهي صحيحة، ولكنها لا تشكل خروجاً عن سياق روتيني في حركة الجيش «الإسرائيلي» المعتادة في هذه المنطقة منذ فترة غير قصيرة.

فمنذ حرب العام 2006، لا تنفك «إسرائيل» تقوم بالعديد من المناورات العسكرية على الحدود مع لبنان، وهي بلغت المئات، وتمتاز بأنها مكثفة ومتتالية زمنياً. وبهذا المعنى فإن المناورات الأخيرة ليست حالة استثنائية أو هي ظاهرة يمكن أن تلفت الأنظار.

ثانياً- من منظار عسكري فالمعروف أن «إسرائيل» حينما تكون بوارد شن حرب عدوانية، فهي لا تقوم باستباق ذلك بحشد قواتها على الطرف الأمامي من جبهتها مع لبنان، بل تقوم بنشر تحشداتها وراء خطوطها الأمامية وفي شكل مخفي. وجرياً على عادتها أيضاً، فهي تبدأ عدوانها بغزارة قصف جوي ومدفعي تقوم في أثنائها تحشداتها البرية بالتقدم إلى الخطوط الأمامية.

وبحسب معطيات استخباراتية فإنه حتى هذه الساعة لا توجد معلومات تلحظ وجود تحشدات «إسرائيلية» لافتة وراء خطوطها الأمامية.

ثالثاً- إن نتنياهو مضطر لتشكيل حكومة يمينية مراعاة لتوازنات تتعلق بالوضع الداخلي للساحة السياسية «الإسرائيلية»، وليس لأسباب أخرى.

رابعاً- كل المعلومات المستقاة من المصادر الأمنية والمفتوحة تؤكد أن «إسرائيل» لا تزال لوجستياً غير جاهزة لشن عدوان جديد على لبنان.

وهنا توجد الكثير من المعطيات، أبرزها فشل القبة الحديدية، وعبر حرب غزة الأخيرة واتصالها باستنتاجات عسكرية على صلة بأية حرب مرتقبة في لبنان.

خامساً- على رغم كل ما تقدم فإنه يظل من المهم الحفاظ على حالة اليقظة من نوايا «إسرائيل» العدوانية وهو أمر موجود دائماً لدى المقاومة التي تعرف كيف توجه رسائل التحذيرات لـ«إسرائيل» وتعرف كيف تواجه أي عدوان تشنه على لبنان وذلك في كل ظرف وفي كل وقت.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى