«جنيف» يراهن على متغيرات الميدان اليمني

مسار جنيف اليمني الذي يجري على غير ما يشتهي مؤتمر الرياض، لم يكتف بتجاهل توصيات المؤتمر، بل أخذ بما رآه «أنصار الله» أساساً للحوار الوطني، كما جاء في دعوة الأمين العام للامم المتحدة.

التأكيد على قيادة يمنية للمحادثات ربما يتناغم مع مطلب الجيش وأنصار الله في رفض الوصاية الإقليمية والدولية التي رعت المبادرة الخليجية، وربما يقر ضمناً باستئناف الحوار من حيث توقف في اتفاقية السلم والشراكة، قبل الضربات الجوية.

لكن التأكيد على قيادة يمنية يتجنب دعوة مؤتمر الرياض إلى مقاطعة أنصار الله وتسليم زمام الأمور لحكومة الرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي.

على صعيد آخر، ضرب الإرهاب التكفيري في بلدة القديح بمدينة القطيف شرق السعودية، حيث استهدف مسجد عندما كان المصلّون يؤدّون صلاة الجمعة.

وفي التفاصيل، فجّر انتحاري نفسه بعد دخوله الى المسجد وتسلّله الى الصفوف الخلفية للمصلّين. وتضاربت المعلومات حول عدد الشهداء الذين سقطوا، فصفحة «القطيف مباشر» على «تويتر» تحدّثت عن سقوط 6 شهداء، فيما ذكرت صفحة «العوامية الإخبارية» أن 20 شهيداً سقطوا جراء العملية الإرهابية.

من جهته، أعلن الأمين العام لهيئة الصحافيين السعوديين عبدالله الجحلان في حديث لمحطة «سي بي سي اكسترا» أن الانفجار أدّى الى مصرع 30 شخصاً وجرح العشرات.

وأظهرت الصور الأولية حجم الدمار والخراب الذي لحق بالمسجد وآثار الدماء، كما نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صورة بقايا الانتحاري الذي نفّذ الاعتداء الإرهابي.

هذا وتوافد المواطنون الى منطقة التفجير في بلدة القديح، رافضين الإرهاب التكفيري الذي ضرب منطقتهم.

مقتل ضابطين سعوديين

ميدانياً، واصل الجيش اليمني واللجان الشعبية تقدمهم على كافة المحاور في جبهات المحافظات الشمالية الحدودية، على رغم الغارات الوحشية التي تشنها قوات العدوان السعودي على الأراضي اليمنية، فقد سيطر الجيش واللجان الشعبية على موقع المعزاب العسكري السعودي في حجة ودمروا عدداً من آلياته العسكرية، فيما شوهد هروب جماعي من الموقع في صفوف الجنود السعوديين.

وتكمن الأهمية الاستراتيجية لهذا الموقع كونه يشرف على مختلف النقاط، وكانت قوات العدوان السعودي تفرض من خلاله سيطرة نارية على منطقة المدافن التابعة لمحافظة حجة والخط العام، كما كانت تمارس من خلاله الاعتدءات اليومية على المواطنين وتطلق منه الصواريخ والقذائف مستهدفة منازل وممتلكات المواطنين.

وبالسيطرة على هذا الموقع تكون اللجان والجيش قد فرضوا سيطرة نارية على مختلف المواقع العسكرية السعودية وأبرزها جلاح والمسحية، كما أن موقع المعزاب قريب من جبل جحفان الاستراتيجي.

الجدير بالذكر أن هذا الإنجاز جاء رغم القصف المكثف لطائرات الأباتشي على رغم التحصينات العسكرية السعودية، ويأتي أيضاً بعد السيطرة في وقت سابق على برج الرديف العسكري السعودي الاستراتيجي.

كما تمكن الجيش واللجان الشعبية من السيطرة على منطقة خمر الاستراتيجية ومواصلة التقدم باتجاه منطقة الصعيد في شبوة، بعد قتل واعتقال العشرات من عناصر تنظيم «القاعدة» الإرهابي، فيما طهَّر الجيش اليمني واللجان الشعبية جبل العروس وكامل جبل صبر الاستراتيجيين في تعز من عناصر التنظيم وميليشيا الإصلاح.

وقصف الجيش اليمني مقر قيادة حرس الحدود السعودي في ظهران، وعدداً من المواقع العسكرية السعودية في منطقة علب الحدودية بعشرات القذائف المدفعية. وأصاب القصف معسكر عين الحارة والجرباء في جيزان.

وأفادت مصادر يمنية عن مقتل ضابطين سعوديين وتدمير آليتين عسكريتين في موقع ثعبان الواقع بين منطقتي طخية وعلب، وعن فرار جنود الجيش السعودي من موقع بربران في نجران بعد تدمير أبناء القبائل اليمنية آليتين عسكريتين للجيش السعودي.

وأكد الناطق باسم القوات المسلحة اليمنية في حديث لقناة «المسيرة» اليمنية ان ما حصل اليوم على الحدود السعودية هو جزء من الرد وعليهم أن ينتظروا المزيد.

مواصلة السعودي

هذه الإنجازات اليمنية، والتقدم باتجاه المواقع السعودية، تأتي رداً على مواصلة طائرات العدوان السعودي غاراتها على المدنيين في المناطق السكنية، حيث شنت الطائرات سلسلة غارات على مناطق ضبوة وريمة حميد جنوب العاصمة صنعاء، فيما تعرضت مناطق أرحب وخشم البكرة في بني الحارث وشبكة الاتصالات في جبل ضين بالعاصمة إلى غارات عشوائية.

وأطلق جيش العدوان السعودي خمسة صواريخ على مديرية ساقين، ومنبه الحدودية في صعدة. يأتي ذلك بعد سلسلة غارات سعودية استهدفت شمال صنعاء وطاولت مواقع قرب مطار العاصمة.

سياسياً، رحبت منظمات حقوقية عدة ومنظمات المجتمع المدني بإعلان الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون انطلاق مؤتمر جنيف في 28 أيار الجاري برعاية الامم المتحدة ومشاركة جميع المكونات اليمنية بهدف الوصول إلى حل سياسي شامل بقيادة يمنية.

وأكدت رابطة المعونة لحقوق الإنسان والهجرة ومؤسسة البيت القانوني «سياق» وائتلاف منظمات المجتمع المدني اليمني «شركاء» في بيان مشترك صدر عنها اليوم دعمها المطلق لجهود الامم المتحدة ومبعوثها الجديد لليمن اسماعيل ولد الشيخ لإعادة احياء ورعاية الحوار السياسي الحقيقي والشامل بين الفرقاء اليمنيين بحيادية ومهنية.

وأبدت هذه المنظمات استعدادها التام للإسهام في انجاح المشاورات الأممية للوصول الى تسوية سياسية تشارك فيها جميع الأطراف بحسن نية، معتبرة ان ذلك يشكل الطريقة المثلى لتجاوز الازمة السياسية من حيث انتهت المشاورات التي أشرف عليها المبعوث الأممي السابق بنعمر في صنعاء .

وطالبت جميع المكونات والقوی السياسية اليمنية الموافقة علی الدعوة لحضور هذا الحوار بحسن نية ومن دون تردد لإنقاذ اليمن، مؤكدة أن أي قوی سياسية سترفض الحضور لهذا الحوار ستعتبر معرقلاً أساسياً للسلام في اليمن وقرارات الشرعية الدولية ومشاركاً في جرائم العدوان والإبادة الجماعية ضد الشعب اليمني.

ورحبت بريطانيا بإعلان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عقد مؤتمر لجميع الأطراف اليمنية في جنيف، معتبرة أن الوضع الإنساني في اليمن لا يزال «سيئاً»، داعية كافة الأطراف السياسية اليمنية إلى المشاركة في تلك المشاورات والانخراط فيها بنوايا حسنة ومن دون فرض أيِّ شروطٍ مسبقة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى