المرصد

المرصد

برامج المواهب… كفى!

هنادي عيسى

صارت برامج المواهب على كلّ المحطات العربية، عبئاً على المشاهد العربي. بدايةً من الناحية المادية، عبر استغلال الناس بالتصويت للمشتركين في هذه البرامج من خلال الهواتف النقّالة. أما العبء المعنوي، فيتمثل في كمّية هذه البرامج المتشابهة، التي أصبحت مملّة ومستفزّة في الوقت عينه.

ومع ذلك، هناك برامج هواة جديدة انطلقت، وستنتهي قبل رمضان المقبل، منها «مذيع العرب» الذي يهدف إلى اكتشاف جيل جديد من المذيعين في العالم العربي، ويُعرض على قناتَي «الحياة» المصرية و«أبو ظبي الأولى» الإماراتية. وعلى رغم أنّ المحطات التلفزيونية بحاجة إلى جيل من الشباب في مجال تقديم البرامج، إنما تُرى، هل سيلقى المتخرّجون في هذا البرنامج الذي تتألف لجنة حكامه من الممثلة ليلى علوي ـ التي لا يعرف مدى علاقتها بالمذيعين واللإعلاميين، وطوني خليفة ومنى أبو حمزة، هل سيلقى هولاء الهواة مصير زملائهم في برامج مواهب الغناء، أي الإهمال والضياع في غياهب النسيان؟ أسابيع قليلة تفصلنا عن الجواب.

وقريباً، ينطلق برنامج «نجم الشعب» على شاشة «النهار»، والذي تتألف لجنة الحكام فيه من الشاب خالد وحكيم ونيكول سابا، وهو ضمن إطار اكتشاف مواهب الغناء.

أما بعد انتهاء «إكس فاكتر» الذي كان يُعرض على شاشة «mbc» بلجنته الجديدة التي ضمّت راغب علامة وإليسا ودنيا سمير غانم، والذي يبدو أنه لم يلق الصدى المطلوب كما البرامج الأخرى على قنوات المحطة نفسها، يجري في الكواليس التحضير لبرنامج «ذا فويس» الخاص بالأطفال، ولجنته مؤلفة من نانسي عجرم وكاظم الساهر وتامر حسني، ويُعرض بعد رمضان. هذا إضافةً إلى النسخة الخاصة بالكبار، عدا التحضير لمواسم جديدة من «آراب آيدول» و«آرابس غوت تالنت»، و«ستار آكاديمي» على «سي بي سي». أما برنامج «صوت الجيل الجديد» الخاص أيضاً بمواهب الغناء، فيُعرَض على شاشة «دبي»، وتتألف لجنته من فارس كرم وأسماء المنوّر وفايز سعيد. ومع أنّ فكرته مبتكرة، لكن سوء اختيار المواهب لم يسعف البرنامج.

وهنا لا بدّ من طرح سؤال على المحطات التلفزيونية. تُرى، أليس الأجدى بكم البحث عن أفكار مبتكرة بعيدة عن التقليد والاستنساخ لعرضها على مشاهديكم بدل اللهاث وراء برامج أكل الدهر عليها وشرب؟ خصوصاً أنّ المعلومات تؤكّد أنّ التصويت عبر الهواتف النقالة لم يعد مربحاً في العالم العربي. وأنّ إدارة أيّ محطة هي التي تختار الرابح بناءً على سياسة معيّنة. إذاً، ما الهدف من هذا الكمّ الكبير من برامج اكتشاف المواهب سوى الاستسهال، وعدم البحث عن التميّز؟

أمّا الجانب المربح الوحيد، فهو لنجوم الغناء والتمثيل الذي وجدوا في مشاركتهم في هذه البرامج، مردوداً مادياً يعوّضهم كساد سوق الحفلات والأعمال الدرامية في العالم العربي، نتيجةً للأحداث الأمنية والسياسية السائدة منذ سنوات قليلة.

فعلاً هناك تخمة في برامج الهواة، لذا نقول: كفى!

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى