تصريحات كارتر… ترويج لقوة «داعش»

ناديا شحادة

يعيش العراق منذ مدة في حالة طوارئ بسبب تمدد تنظيم «داعش» الذي ينمو ويقوى بسرعة ويزداد في توسعه وبالذات في محافظة الأنبار بعد سيطرته على الرمادي، حيث أظهرت المستجدات الأخيرة في معركة الأنبار ان هناك مؤشرات حقيقية لحرب استنزافية غير محسوبة النتائج، وهذا أحد أهم أهداف مؤسسي «داعش» في الشرق الأوسط وهو استمرار الاستنزاف لتحقيق أجندة بعض الدول الإقليمية والدولية الساعية لتغيير الشرق الأوسط من خلال «داعش»، ومنذ سقوط مدينة الرمادي أظهرت الوقائع والتطورات الميدانية في الحرب ضد «داعش» مفارقات وتباينات متعددة المقاصد من بعض الدول العالمية المشاركة في شكل مباشر في هذه القضية، والدليل على ذلك تناقض السياسة الأميركية في مواجهة هذا التنظيم، ومدى فاعلية الاستراتيجية الأميركية بشن ضربات جوية لمساعدة بغداد في دحر «داعش»، وقد أوضح واقع الحرب ضد «داعش» ان العراق لا يعول على أميركا التي تنتهج سياسة المماطلة والغموض في مساعدة العراق ودعمه لمحاربة «داعش»، لذا بدأت تعد القوات العراقية بالتعاون مع الحشد الشعبي لعملية عسكرية سريعة الهدف منها استعادة مدينة الرمادي عاصمة محافظة الأنبار من أيدي «داعش»، فبدأت القوات العراقية والحشد الشعبي في عملية عسكرية أطلق عليها أسم لبيك يا حسين تهدف الى محاصرة الرمادي غرب البلاد لتحريرها من سيطرة «داعش»، وأكد المتحدث باسم قوات الحشد الشعبي أحمد الأسدي في 26 أيار ان العملية هي تحضير لتحرير الأنبار بعد عشرة أيام من إعلان الجهاديين سيطرتهم على الرمادي مركز المحافظة أكبر المحافظات العراقية.

أميركا التي بدأت تغير ملامح استراتيجيتها في محاربة «داعش» وفقاً للمتغيرات العسكرية والسياسية التي حدثت مؤخراً والتي تتمثل في تغيير دفة الانتصارات العسكرية في العراق بمساعدة ايرانية، هذه الانتصارات التي فاجأت الولايات المتحدة الاميركية حيث ذكر موقع «دايلي بيست» الأميركي في 3 آذار من العام الجاري ان الولايات المتحدة تفاجأت بالهجوم العراقي على «داعش»، مشيراً إلى ان هذا الهجوم الاكبر على الاطلاق حتى الآن من قبل القوات العراقية ضد التنظيم الارهابي قد تم من دون مساعدة اميركية.

فالولايات المتحدة التي تقود حلفاً عسكرياً دولياً للحرب ضد تنظيم «داعش» قلقة من الانتصارات التي تحققها القوات المسلحة العراقية المدعومة بالحشد الشعبي، حيث عبر رئيس الاركان للقوات الأميركية المشتركة مارتن ديمبسي عن قلقه مما ستؤول اليه الاوضاع بعد استرجاع الجيش العراقي وقوات الحشد الشعبي لمدينة تكريت وذلك في اطار توقعه في 11 آذار في أن تحقق القوات العراقية ومقاتلي الحشد الشعبي الذين يحاربون معها لاستعادة تكريت انتصاراً مؤكداً، فالسياسة الاميركية المعروفة بالمرواغة التي لا تريد خسارة العراق لم يرق لها الانتصارات التي يحققها الجيش العراقي والحشد الشعبي ضد تنظيم «داعش».

فبعد ان شنت القوات العراقية بمساندة فصائل الحشد الشعبي أول هجوم مضاد على تنظيم «داعش» في منطقة حصيبة الواقعة شرق المدينة واستعادت اجزاء منها بحسب مصادر امنية عراقية، اكد عقيد في الشرطة العراقية في 23 أيار على انه انطلقت أول عملية عسكرية بعد سقوط مدينة الرمادي لتحرير منطقة حصيبة الشرقية التي تبعد سبعة كليومترات شرق الرمادي، ففي خطوة انتقادية حادة وجهتها واشنطن حيث اتهم وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر الجيش العراقي بالتخلي عن الرمادي، وان القوات الاميركية تشجعهم على الاشتباك بشكل مباشر بدرجة اكبر.

واشنطن التي تناصر تنظيم «داعش» وليست لديها رغبة جادة في محاربته وهذا ما أكده الجنرال سليمان حيث قال ان الولايات المتحدة ليست لديها إرادة لقتال «داعش»، يؤكد المتابعون أنها تسعى للترويج لقوة «داعش» ولإحباط الروح القتالية لدى الجيش العراقي وقوات الحشد الشعبي من خلال تصريحات وزير الدفاع الأميركي الأخيرة التي قابلتها حملة اعلامية مغرضة بالحشد الشعبي العراقي باتهامه بارتكاب المجازر بحق المواطنين العراقيين وتشبيهه بتنظيم «داعش» الارهابي، فهذه الاتهامات التي تأتي كجزء من الحملة السياسية والاعلامية التي تقودها الجهات والمنظمات الدولية والاعلامية الموجهة ضد ابناء الحشد الشعبي هدفها الاول إرباك أداء هذه القوات ولخلق حالة من الخوف والتردد لدى المقاتلين في أداء واجبهم الوطني.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى