المشهد اليمني… المقاومة تقصف العمق السعودي

ناديا شحادة

بعد فشل «عاصفة الحزم» الذريع في تحقيق نجاح ملموس على الارض أصيب آل سعود بهستيريا واستمرت المملكة بوحشية الحرب العدوانية التي تشنها على اليمن، مخلفة المزيد من الضحايا في صفوف المدنيين تلك الحرب التي لا تخضع لأية قواعد اشتباك وليس فيها خطوط حمر على رغم المبررات والذرائع والشعارات التي ابتدعها المعتدي السعودي، فبات واضحاً للجميع ان طابع تلك الحرب يتناقض مع الأسباب المعلنة والتي زعم آل سعود أنها من اجل مصحلة الشعب اليمني، فالحقيقة المجسدة بنتيجة وقائع يوميات هذه الحرب ما هي الا تدمير اليمن الذي بات يدفع ثمن خياراته ليس فقط من خلال الصواريخ التي تقذفها طائرات وبوارج ووسائل الحرب برياً وجوياً وبحرياً بل من خلال الحصار الذي فرض على ابناء هذا الشعب الذي بات مهدداً بالموت من الجوع والامراض والاوبئة التي وصلت الى مستوى انساني مأسوي قد يتحول الى كارثي اذا لم يسمح التحالف الذي تقوده السعودية باستيراد وتوزيع اغذية ووقود وأدوية حيوية وهذا ما أكدته اللجنة الدولية للصليب الاحمر في 27 أيار من العام الحالي، ويؤكد المتابع للوضع اليمني ان ما وصل اليه الشعب من وضع مأسوي كارثي بات يستدعي من العالم وفي مقدمه الامم المتحدة والمنظمات الانسانية التابعة له القيام بواجبها على نحو متسارع واتخاذ قرارات جادة ومسؤولة ترتقي الى مستوى هول المأساه الانسانية التي يعيش تحتها ابناء اليمن، قرارات يتم بموجبها رفع الحصار البري والبحري والجوي، لا الاكتفاء بالدعوات لقوى العدوان من اجل السماح لها للقيام بمهماتها.

ووسط الوضع المأسوي الكارثي الذي بات الشعب اليمني يعانيه بسبب الحصار المفروض عليه من السعودية والدول المتحالفة معه لا تزال طائرات آل سعود ترتكب سيل من المجازر والانتهاكات بحق أبناء اليمن، وآخرها مجزرة الأمس حيث شنت الطائرات السعودية عشرين غارة على وسط مدينة صعدة ومعسكرات الأمن المركزي والنجدة ومنطقة القصر الجمهوري ما أدى الى استشهاد ستة وتسعين شخصاً وأصيب نحو ثلاثمئة جراء تلك الغارات، وكانت وزارة الصحة اليمينة أعلنت في 27 ايار عن سقوط خمسة واربعين شهيداً في الغارات على صنعاء وحدها ومن بين الشهداء عدد كبير من النساء والاطفال.

المشهد اليمني الآن يوضح أن اليمن خسر الكثير من أبنائه ودمرت بناه التحتية في المجالات كافة ولكن المتمعن للعمق الحوثي يعرف انه بدأ الوقت للرد المباشر على العمق السعودي من قبل المقاومة الوطنية اليمنية والجيش والقبائل لإيلام آل سعود، فها هي القبائل بالتعاون مع الجيش وبمساندة اللجان الشعبية تتقدم في الداخل السعودي وتقتحم موقع المخروق الحدودي في ظل تراجع القوات السعودية اكثر من عشرين كيلومتراً عن الحدود بين اليمن والسعودية، وقُتل جنديان سعوديان وأصيب 5 آخرون من قوات حرس الحدود اثر سقوط قذائف اطلقت من الاراضي اليمينة في منطقة عسير الحدودية وأكد ذلك بيان صادر عن وزارة الداخلية السعودية في 27 أيار من العام الحالي.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى