وفد الدوما: الحفاظ على الأمن القومي الروسي يبدأ من دمشق

قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن بلاده تعتبر تعزيز دعم الولايات المتحدة للمعارضة السورية المسلحة قصر نظر مضيفاً أن موسكو لا تؤيد ذلك.

وأضاف في مؤتمر صحافي مع نظيره الإماراتي عبدالله بن زايد آل نهيان إن «الأميركيين يعتقدون أن قتالاً فعالاً أكثر من قبل المعارضة المعتدلة سيجعل النظام أكثر مرونة، وفي الوقت نفسه سيضر بما يسمى «الدولة الإسلامية» و«جبهة النصرة» وتنظيمات إرهابية أخرى».

وقال الوزير الروسي إن «موسكو تعتبر هذه الخطوة قصر نظر، وذلك لأن التجربة في الأعوام الأخيرة توضح أن غالبية ما يسمى بالمعارضين المعتدلين الذين نالوا المساعدة على شكل سلاح ودعم مالي ومساعدة المدربين العسكريين الأجانب، في نهاية المطاف كل هذا صب في جهة الإرهابيين».

ورداً على سؤال في شأن تحسن العلاقات الأميركية – الروسية، قال لافروف «سنستمر مع الولايات المتحدة في الحوار على أساس التوجه المعلن في شأن تفعيل حوار وطني سياسي شامل بين جميع القوى السورية».

هذا وكانت وزارة الخارجية الروسية أفادت في وقت سابق بأن الوزير لافروف ونظيره الأميركي جون كيري بحثا عبر اتصال هاتفي «إمكانات التعامل الروسي الأميركي في تسوية مختلف الأزمات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بما في ذلك الأوضاع في سورية واليمن».

وفي السياق، أكد وفد مجلس الدوما الروسي الذي يزور سورية أن روسيا تولي اهتماماً خاصاً بدعم الحكومة والشعب السوري في حربها ضد الإرهاب، لافتاً إلى أن السنوات الأربع الماضية برهنت على مدى صلابة الموقف الروسي حيال الازمة في سورية وتصميمها على مواصلة تقديم الدعم اللامحدود لها.

ولفت وفد البرلمانيين الروس إلى أن الزيارة التي يقومون بها إلى سورية تشكل دلالة واضحة على الرؤية الروسية تجاه الروابط الاستراتيجية التي تربط روسيا وسورية في علاقات غير قابلة للانفصام، مشدداً على أن الحفاظ على الأمن القومي الروسي يبدأ من دمشق.

وهاجم مندوب سورية لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري التوافق التركيّ – الأميركيّ لحماية المناطق الخاضعة لسيطرة الجماعات المسلّحة في سورية.

وشدّد على أنه لم يعدْ ممكناً بعد اليوم الاستمرار في مسلسل التضليل ودعم الإرهاب وفي كلمة ألقاها أمام مجلس الأمن الدولي سأل الجعفري أين هي المعارضة المعتدلة في سورية؟

ولفت الجعفري إلى «أن المشكلة تبقى في غياب أي جدّية لدى بعض الدول النافذة في محاربة الارهاب، وعلى رأسه إرهاب تنظيم «داعش» وأخواته وهذا ما تثبته الضغوط التي تمارسها بعض الدول لمنع تعزيز التنسيق العراقي السوري لمحاربة «داعش» وهذا في القرار الذي تم اعتماده في الجمعية العامة حول حماية التراث الثقافي العراقي وهو القرار الذي تبنته سورية إلا أن الدول الغربية هددت العراق بأن القرار لن يمر إذا أتى على أي ذكر للآثار السورية، وكأن الآثار في سورية مختلفة عن الآثار في العراق أو كأن «داعش» في سورية مختلف عن «داعش» في العراق وكأن من يدمر وينهب الآثار في سورية والعراق هما جهتان مختلفتان لا علاقة لإحداهما بالأخرى.

وأشار الجعفري إلى «استمرار تنظيم «داعش» الارهابي بالتمدد واستمرار حصوله على السلاح واستقدام ارهابيين جدد إلى صفوفه حيث ازداد عدد افراده من الارهابيين الاجانب بنسبة 70 في المئة بعد صدور القرار 2178، وذلك بشهادة تقرير فريق الرصد والدعم التحليلي لمجلس الأمن حول ظاهرة المقاتلين الارهابيين الاجانب وهو التقرير الذي أكد في الفقرة 33 منه بأن طريق التنقل الرئيسي للإرهابيين الأجانب الى سورية والعراق هو تركيا وبدرجة أقل الأردن ولبنان».

وفي شأن متصل، نشرت صحيفة «جمهورييت» التركية المعارضة في نسختها الورقية الصادرة أمس صوراً وعلى الإنترنت صوراً وفيديو تؤكد تقديم شحنات أسلحة إلى المسلحين في سورية في مطلع عام 2014.

وأظهرت الصور التي نشرتها الصحيفة، قذائف هاون مخبأة تحت أدوية في الشاحنات، وتقول الصحيفة إنها مؤجرة رسمياً لمصلحة منظمة إنسانية، اعترضها الجيش التركي قرب الحدود السورية في كانون الثاني.

وتتحدث «جمهورييت» عن نقل 1000 قذيفة هاون و80 ألف قطعة ذخيرة لأسلحة من العيار الصغير والكبير ومئات قاذفات القنابل، وزعمت أنها روسية الصنع ومقدمة من دول الاتحاد السوفياتي السابق.

هذه القضية التي أضحت فضيحة سياسية، أثارت التساؤلات والشكوك، حول مدى تورط الحكومة التركية في الأمر، لكن الأخيرة نفت الاتهامات الموجهة إليها باستمرار بدعم الارهابيين في سورية، بخاصة بعدما جرى تناقل سلسلة من الوثائق عبر الإنترنت تظهر أن الشاحنات تابعة لوكالة الاستخبارات الوطنية التركية وكانت تحمل أسلحة ومعدات عسكرية إلى جماعات إرهابية في سورية تقاتل الجيش السوري.

ومنعت الحكومة التركية وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي مثل «فايسبوك» و «تويتر» من نشر وترويج تلك المعلومات. كما وجهت اتهامات إلى المدعين العامين بمحاولة إسقاط الحكومة وتعطيل عملها، وقد يواجه هؤلاء السجن المؤبد في حال إدانتهم، وفق ما نقلت وسائل إعلام تركية.

ميدانياً، ثبتت وحدات الجيش السوري نقاط اسناد ودفاع جديدة لها في محيط مدينة أريحا، التي انسحبت منها قوات الجيش أول من أمس نتيجة الهجوم العنيف الذي تعرضت له من قبل تنظيم «جيش الفتح» الارهابي.

وفي ريف الحسكة، استعادت وحدات الحماية الكردية السيطرة على خمس قرى جديدة غرب مدينة تل تمر، بعد أن كانت الوحدات قد سيطرت في وقت سابق على بلدتي الدهمان والمبروكة شمال شرقي البلاد بعد طردها مسلّحي «داعش» منها.

وفي السياق، ذكر التلفزيون السوري الرسمي نقلاً عن مصدر عسكري أن وحدة من قوات الجيش بالتعاون مع مجموعات الدفاع الشعبية دمرت في عملية عسكرية مواقع تابعة لتنظيم «داعش» شرق تل بثينة في ريف السويداء، إذ أكد المصدر أن العملية أسفرت عن مقتل العديد من المسلحين وانسحاب الباقين باتجاه عمق البادية.

وقال التلفزيون إن عمليات قوات الجيش تهدف الى قطع الإمدادات عن التنظيمات المسلحة ومنعها من استغلال مساحات البادية الشاسعة لنقل الأسلحة والذخيرة.

وفي درعا وريفها قتل الجيش السوري عدداً من عناصر «جبهة النصرة» و«حركة المثنى الإسلامية» في حيي العباسيين والحمادين ومنطقة المسبح على طريق درعا طفس وبلدة النعيمة شرق درعا، وأحبط هجوماً لأفراد من «جبهة النصرة» على قرية جدية بريف درعا قال إن بعضهم من جنسيات أجنبية تسللوا عبر الحدود.

من جانب آخر، قال نشطاء إن طائرات تابعة للجيش السوري نفذت غارات على مناطق في بلدة صيدا بريف درعا، وغارات أخرى على مناطق في مدينة بصرى الشام بريف درعا ومخيم درعا.

وفي حلب قال نشطاء إن اشتباكات اندلعت بين مقاتلي تنظيم «داعش» وكتائب مسلحة في محيط قرية الطوقلي بالقرب من بلدة صوران إعزاز بريف حلب الشمالي الشرقي، حيث أكدت المصادر أن التنظيم حقق تقدماً وسيطر على القرية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى