«أخيراً رحل طوني بلير»

«أخيراً رحل طوني بلير الرجل الذي دمّر العراق وغطّى جرائم إسرائيل في غزة»… «لا أعرف كيف تصدّق الناس أنّ بلير عظيم، لدينا الكثير من الأغبياء»، هكذا علق النائب وليد جنبلاط على استقالة طوني بلير مبعوث اللجنة الرباعية إلى الشرق الأوسط. جنبلاط الحريص على دماء العراقيين والسوريين، والذي لا يمانع بتوصية خاصة لـ«جبهة النصرة» التي تعمل على طول الشريط الممتدّ على طول الجولان المحتلّ من أطراف جبل الشيخ مروراً بالقنيطرة انتهاء بمنطقة الشجرة، حماية لأمن «إسرائيل»، لا يمانع من تخفيف الحكم الصادر بحقها المتمثل بكونها تنظيماً ارهابياً… ارتاح جنبلاط أخيراً من طوني بلير الذي كان يوظف جهوده لخدمة «اسرائيل».

على اي حال وبغض النظر عن ارتياح جنبلاط الممزوج بـ«حرص» على القضية الفلسطينية من زاوية سياسية يرى فيها تأثير طوني بلير السلبي على القضية، دون ايّ أحداث أخرى أثرت على إضعاف الجيوش العربية خدمة لـ«اسرائيل» شارك فيها مَن يدعم جنبلاط وجهة نظرهم، ليس ما يهمّ الفلسطينيون بل مؤشرات وأبعاد مثل هكذا استقالة، وفي هذا التوقيت الدقيق بالذات.

الملف الفلسطيني، وبالتالي «عملية السلام»، هما من أهمّ الملفات العالقة التي تعاقَب على مساعي حلها عدة رؤساء أميركيون بمنظور خاص فشلت دائماً بسبب الانحياز إلى «اسرائيل».

باراك أوباما هو أحد هؤلاء الرؤساء الاميركيين، وقد وضع على أجندة أعماله منذ انتخابه حلّ القضية الفلسطينية و«عملية السلام» في المنطقة، وخصّص لهذا الأمر جولات عام 2012 فشلت بسبب تعنت نتنياهو وغطرسته ورفضه قبول الحدّ مما سُمّي بـ«التنازلات المؤلمة» حسب جون كيري، والتي دعاه إليها أوباما.

لقيت استقالة طوني بلير ترحيباً فلسطينياً واضحاً، وهي اذ تؤشر على انّ هناك خلفاً مقبلاً يستكمل الملف، وانّ تطورات جديدة قد تطرأ عليه، وانّ مساعي الولايات المتحدة ستتمظهر بطريقة او بأخرى بغضّ النظر عن مواقف نتنياهو وايّ وضع جديد.

بعد الملف الكوبي والنووي الايراني يبدو انّ باراك اوباما يريد ان ينهي ولايته بمحاولات جدية يمهّد لأرضيتها التوقيع على الملف النووي كورقة يحملها الى «الاسرائيليين» يؤكد لهم انّ واشنطن استطاعت منع إيران من امتلاك القنبلة النووية التي كانت تستخدمها فزاعة امام المجتمع الدولي، فهيا بنا الى الاستحقاق الأهمّ وهو بحث «عملية السلام الشامل في الشرق الاوسط الذي لا يكون بدون حلّ شامل بين الاسرائيليين و الفلسطنيين».

باراك اوباما الماضي قدماً في تنفيذ أجندته يسعى جدياً الى ان يكتب تاريخ الولايات المتحدة عن قدرته على خرق كلّ المحرّمات التي غرقت فيها السياسة الخارجية الاميركية نتيجة عقود قديمة وخلافات أصبحت بالية اليوم.

يأمل الفلسطينيين بخلف لبلير يكون أكثر تمثيلاً وتطبيقاً للقرارات الدولية ذات الصلة بقضيتهم، وفي الانتظار… توحي المؤشرات بأن زمن تحريك عملية السلام هو أول بند على الأجندة الاميركية المقبلة بعد الاتفاق حول الملف النووي الايراني وآخر بند على جدول أعمال ولاية باراك أوباما الطامح الى حجز خصوصية في التاريخ الاميركي بين قادة الولايات المتحدة الكبار من دون منازع.

«توب نيوز»

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى