ولد شيخ أحمد ينجح في اختراق يمني: الاتفاق على قيادة للجيش تمهيداً لجنيف 4 حزيران لعرسال والتعيينات… يوم لبناني حار… تبقى أو تطير الحكومة!

كتب المحرر السياسي:

وسط التكهّنات المتناقضة التي تمتلئ بها الصحافة ومراكز الدراسات الأميركية حول المفاوضات النووية مع إيران متخذة من رجل وزير الخارجية جون كيري المكسورة مدخلاً، حسمت الخارجية الأميركية التزام الوزير ببرامجه من دون تعديل، «لأن ليس لدينا وقت لنضيّعه».

مقابل السير الأميركي بتصعيد التفاوض والتمسك بمواصلته وتحضير الحلفاء لتوقيع التفاهم مع إيران في آن واحد، تمسك إيراني بالتشدّد تجاه مفاتيح أمنها القومي والتمسك بعزلها عن الملف النووي، وسعي حثيث لإيجاد مخارج لقضايا الخلاف، ليصير لقاء وزير الخارجية الإيراني بنظيره الروسي سيرغي لافروف في موسكو، على هامش قمة مؤتمر شنغهاي الذي يضمّ دول آسيا المجاورة لروسيا والصين وكازاخستان وقرغيزيستان وأوزباكستان وطاجستان، إضافة إلى روسيا والصين، وتحتفظ فيه الهند وإيران وباكستان وأفغانستان بصفة المراقب، وتبدو أفغانستان ما بعد الانسحاب الأميركي، ومستقبل التواصل الروسي الصيني الإيراني في قلب الجغرافيا الجديدة قضية تتصدّر مهام اللقاءات الثنائية والثلاثية، لكن يحضر الملف النووي الإيراني وبنك آسيا للاستثمار الذي أطلقته الصين وأشعلت واشنطن الحرب عليه سريعاً، كضيفي شرف على المؤتمر.

الكتلة الآسيوية تحتضن الملف النووي الإيراني لبلوغه برّ الأمان، خصوصاً روسيا والصين، كما تنتظر مساهمات البنك الآسيوي للتنمية الذي يبدأ برأسمال مئة مليار دولار لتحرير الدول النامية من ابتزاز البنك الدولي وصندوق النقد الدولي كأدوات لفرض شروط الهيمنة الأميركية على الدول الضعيفة.

العملاق الآسيوي الصاعد، مقابل شيخوخة الزعامة الأميركية، والترنح الأوروبي العاجز عن بلورة سياسة مستقلة عن أميركا، جزء من خلفية المشهد في كلّ الملفات الساخنة، فالمعادلات الإقليمية الآسيوية جزء من حسابات الجغرافيا السياسية الصينية والروسية، بالتالي الآسيوية، ودولة مثل تركيا أو باكستان تحضر المؤتمر كدول طالبة للعضوية بصفة مراقب، وعلى رغم وجودها تحت مظلة العلاقة بواشنطن فلا تستطيع الانعزال عن مؤتمر شانغهاي وملفاته، التي لا يعبّر عنها عنوان المؤتمر حول التعليم، بل بما ستحفل به مواعيد لقاءات القادة وخصوصاً لكلّ من روسيا والصين.

في المشهد اليمني الذي يشكل توأم الملف النووي بين الملفات المقرّرة لوجهة المنطقة، مع المراوحة التي يعيشها الملفان السوري والعراقي، سجل نجاح المبعوث الأممي في إحداث اختراق في جدار الأزمة، ينطلق من تخطي التعقيدات التي تنجم عن البحث في الأولويات المختلف عليها، من وماذا، يعلن أولاً وقف الحرب وفك الحصار، أم تنفيذ قرار مجلس الأمن، ليضع المبعوث الأممي إسماعيل ولد شيخ أحمد نقطة بداية هي تشكيل قيادة جديدة توافقية للجيش، ينسحب لحسابها كلّ الفرقاء من الساحات والمدن والشوارع، وتتولى مواجهة تنظيم «القاعدة»، مقابل بدء الحوار في جنيف لاستكمال التفاهم على المؤسسات التوافقية للدولة من رئاسة وحكومة موقتتين وبرلمان انتقالي، بالتزامن مع خطوات إعلان الهدنة وفك الحصار ليتحوّلا إلى وقف شامل لإطلاق النار مع التوصل إلى التفاهم النهائي. وفيما كشفت مصادر صنعاء عن وصول مبعوث عُماني إلى صنعاء جواً، بإفساح من السعودية لهبوط طائرته حمل مشروع القيادة التوافقية للجيش، تحدثت مصادر مقربة من الرياض عن اسم اللواء الركن عبد الكريم المثنى رئيساً للمجلس العسكري الجديد وأربعة عشر آخرين يتقاسمهم الفريقان خمسة بخمسة ويعيّن رئيس المجلس الأربعة الباقين.

في لبنان يتقدّم موعد الرابع من حزيران هذه المرة موعداً مزدوجاً لنهاية مهلة تعيين مدير عام جديد لقوى الأمن الداخلي، وموعداً لانعقاد مجلس الوزراء لمواصلة البحث في قضيتي التعيينات الأمنية وعرسال.

«المستقبل» قرّر التضحية بالحكومة

تكرّست أمس في جلسة مجلس الوزراء معادلة لا نقاش في أيّ بند من بنود جدول الأعمال قبل اتخاذ قرار بالتعيينات الأمنية والعسكرية وملف عرسال. وتكرّس أمس أيضاً إعلان وزراء حزب الله وتيار المرده وحزب الطاشناق التضامن الكامل مع التيار الوطني الحر في بحث ملفي التعيينات وعرسال قبل أي بند آخر. في المقابل بدا واضحاً «أنّ تيار المستقبل قد اتخذ قرار التضحية بعمل الحكومة، بإصراره على فرض التمديد القسري وغير القانوني لمدير عام الأمن الداخلي أو التعيين بالوكالة.

وكان مجلس الوزراء الذي التأم برئاسة الرئيس تمام سلام استكمل البحث في ملفي عرسال والتعيينات الأمنية التي باشر المجلس في مناقشتها في جلسة الخميس الفائت، فأدلى كلّ من الوزراء برأيه بصدد كلّ من المواضيع المطروحة على بساط البحث، مبيّناً بصراحة موقفه الواضح منها، على أن تتمّ متابعتها في جلسة مجلس الوزراء يوم الخميس المقبل.

وعلمت «البناء» أنّ وزير التربية الياس بوصعب توجه إلى وزير الدفاع الوطني سمير مقبل بطلب إيضاحات حول موقع المفتش العام الشاغر في المجلس العسكري، بعدما كان مقبل أعلن أن لا شغور في قيادة الجيش وأنه لا يمكن البتّ بهذا الموضوع قبل الموعد المحدّد بنهار واحد وهو أيلــول المقبــل».

ودعا بو صعب «مقبل إلى شرح المعلومات المتضاربة عن عرسال التي يقول وزير الداخلية أنها محتلة من المسلحين، في حين تعتبر معاليك مقبل أن الوضع هو تحت السيطرة والجيش منتشر من عرسال إلى رأس بعلبك»، وسأله: «إذا كان الجيش يسيطر على 75 في المئة من جرود عرسال ألا تشكل 25 في المئة التي لا تزال محتلة من المسلحين خطراً على أي بلدة في البقاع»؟

كما توجه وزير الدولة لشؤون مجلس النواب محمد فنيش إلى تيار المستقبل بالقول: «لا أريد أن أفهم أن الحديث عن ترسيم الحدود هو عائق أمام الجيش». وشدد على «أننا لا نستطيع أن نرى مسلحين يحتلون أراضي لبنانية». وشدد فنيش على «أن عدم إعطاء الأوامر للجيش أدى إلى شل حركته، وأن المشكلة في عرسال تعاظمت مع دخول المسلحين إليها من سورية وإمدادهم بالسلاح وعدم رفع الغطاء السياسي عن الجيش للقيام بواجبه.

واعتبر «أن المخيمات هي عائق أمام تنفيذ القوى الأمنية لمهامها، مشدداً على «ضرورة أن يتصدى الجيش لأي مسلح متواجد على شبر من الأراضي اللبنانية وتحريره».

ورد فنيش على وزير الداخلية نهاد المشنوق الذي وجه اللوم إلى وزراء حزب الله والوطني الحر لمعارضتهم نقل مخيم عرسال إلى منطقة أخرى، فقال: «عدم قبولنا بإنشاء مخيمات في مناطق لبنانية أخرى ونقل النازحين من عرسال إليها، للحؤول دون تحويل تلك المخيمات إلى بؤر أمنية».

وأكد وزير الصحة وائل أبو فاعور «أن الوضع في عرسال إذا بقي على حاله، فهو مؤشر لفتنة في البلد ، فعرسال ممكن أن تكون شرارة لعين رمانة ثانية». ودعا تيار المستقبل وحزب الله في حوارهما إلى الاتفاق على معالجة هذا الملف».

أما وزير العدل أشرف ريفي فقال ساخراً: «كنا أمام ثلاثية نرفضها، والآن نرفض رباعية الشعب والجيش والمقاومة والحشد الشعبي».

عشائر بعلبك تحركوا لمنع الفتنة

واستغربت مصادر نيابية بقاعية معنية باجتماع العشائر بعلبك الهرمل حديث وزير العدل أشرف ريفي في هذا الأمر، وأسفت كيف تصدر هكذا مواقف من أطراف أرضها محتلة من الإرهاب ويعتدى على مواطنين لبنانيين!

وأكدت «أن التحركات واللقاءات التي حصلت في بعلبك – الهرمل تهدف بعكس ما يحاول البعض إظهاره بأنها موجهة إلى منطقة أو طائفة معينة بل تهدف لمنع الفتنة».

ولفتت المصادر إلى «أن أهالي منطقة البقاع والعائلات والعشائر تقول للدولة إن لا استهداف لأيّ فريق أو طائفة من عرسال بل المشكلة مع التكفيريين في جرود عرسال».

وأضافت المصادر «أن اللقاءات تؤكد أن لا مشكلة مع أهل عرسال بل هم أهلنا وشريحة كبيرة منهم تسكن في بيوتنا في العين واللبوة ومقنة ويونين وبعلبك وفي مناطق البقاع كلها». وأوضحت أن الرسالة هي للدولة والجيش والحكومة تقول خلصونا من الإرهاب وإن لم تفعلوا نحن سنحرر مناطقنا من الإرهابيين».

ورأت المصادر أن «البعض لا يعتبر أن هناك مشكلة في جرود عرسال كما لا يرى ضرورة تحتم تحرير أرضنا من الإرهاب، لذلك مشكلتنا هي مع بعض السياسيين الذين لا يريدون أن يعترفوا بأن هناك مشكلة في الجرود ويطلقون التصريحات التي تشكل استفزازاً لأهالي المنطقة». وأضافت: «عشائر وأهالي البقاع ينادون الدولة والجيش والحكومة التي قصّرت وتتأخر في اتخاذ القرار بتحرير الجرود من الإرهاب، فأهالي البقاع ضاقوا ذرعاً من ممارسات الجماعات الإرهابية كما من مماطلة الدولة والحكومة باتخاذ القرار».

وتساءلت المصادر ماذا كان ليحصل لو انتظر لبنان والمقاومة وأهل الجنوب 25 عاماً لتحرير الجنوب من الاحتلال الإسرائيلي، فهل يريدون أن ننتظر 25 عاماً أخرى لتحرير جرود عرسال من الإرهابيين؟»

حزب الله: متضامنون مع عون

وأكد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أنه «إذا لم تنجح الحكومة يوم الخميس المقبل في موضوع التعيينات فإنها لن تنجح في شيء آخر»، لافتاً إلى «أن حزب الله متضامن مع العماد عون في موضوع التعيينات مئة بالمئة».

ودعا رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط إلى توافق على إجراء سلة متكاملة من التعيينات من دون تجزئة ومن دون استفراد، علّ ذلك يساعد في تلافي الوصول إلى مرحلة من الشلل الوزاري، وبالتالي توسع دائرة الاهتراء على مختلف المستويات، بالإضافة إلى تعريض الاستقرار الداخلي إلى الخطر وحصول المزيد من التعقيدات على مستوى الأزمة الداخلية اللبنانية. وقال: «آن الأوان للإقلاع عن المزايدات العبثية في الملف الرئاسي اللبناني والتوجه نحو تكريس منطق التسوية للوصول إلى مرشح توافقي لإنهاء هذه الأزمة التي طالت».

سلام إلى السعودية

من ناحية أخرى، يتوجه رئيس الوزراء تمام سلام إلى السعودية اليوم على رأس وفد وزاري يضم وزراء الدفاع سمير مقبل والداخلية نهاد المشنوق والخارجية جبران باسيل والصحة وائل أبو فاعور والشباب والرياضة عبد المطلب الحناوي والأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع اللواء محمد خير ورئيس مجلس الإنماء والإعمار نبيل الجسر. وسيلتقي سلام خلال زيارته السعودية رئيس تيار المستقبل سعد الحريري للبحث في تعاطي الحكومة مع التعيينات الأمنية والعسكرية وموضوع جرود عرسال .

في سياق آخر، نفى السفير السوري لدى لبنان علي عبد الكريم علي «تحرير تنظيم «داعش» لسجناء لبنانيين من سجن تدمر»، مشيراً إلى «أن بلاده كانت شفافة للغاية مع الذين حملوا هذه العناوين وقبل بدء الأحداث الأمنية في سورية بأنه لا يوجد سجناء نتحفظ عليهم في شكل سري، وسجن تدمر كان فارغاً».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى