المملكة الوهابية من العدوان إلى التحالف أملاً بعبور آمن

لمى خيرالله

«من العدوان إلى التحالف» يبدو أن هذا العنوان بات الأبرز في التحركات السعودية الأخيرة خصوصاً بعد غرقها في المستنقع اليمني الذي باتت لظى نيرانه ترتد على أراضيها.

ضمن هذا الإطار جاءت زيارة وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير للقاهرة، والتي تعد الأولى له منذ توليه منصبه كوزير للخارجية في مهمته الجديدة، حيث التقى وزير الخارجية المصري، سامح شكري.

تحاول الرياض جاهدة الإمساك بالملف السوري كسبيل للخروج من ورطتها التي استنزفتها في الأراضي اليمنية أو كورقة تساوم بها في ظل ارتباطها بالمد العسكري واللوجستي لـ«القاعدة» و«جبهة النصرة» في الداخل السوري، وهنا تثار الكثير من الأسئلة حول خلفيات التحركات السياسية السعودية الأخيرة ومدى ارتباط الشق السعودي المصري بالملف السوري اليمني؟ لتبرز الإجابات على لسان وزير الخارجية السعودي عادل الجبير الذي أكد عدم وجود خلاف بين السعودية ومصر حول ملفي اليمن وسورية، مشدداً خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره المصري، على أن «التنسيق بين مصر والسعودية مستمر بخصوص سورية واليمن». لافتاً إلى أن الجميع متفقون على أن لا دور للرئيس بشار الأسد في مستقبل سورية، وهناك محاولات لإقناع روسيا بالتخلي عن الأسد بحسب تعبيره. وكشف الجبير عن وجود جهود لاستئناف المفاوضات السياسية في اليمن على أرضية وجود اجتماع في جنيف إضافة الى استمرار المشاورات بين الامم المتحدة والحكومة اليمنية لتحديد موعد لهذا الاجتماع بهدف تنفيذ قرار مجلس الامن الرقم 2216.

وقال شكري بدوره، إن مصر جزء من تحالف دعم الشرعية في اليمن.

ووصف المتحدث الرسمي للخارجية المصرية السفير بدر عبد العاطي من جانبه، زيارة عادل الجبير لمصر بالمهمة، مؤكداً أنها تعكس تنامي التنسيق بين البلدين باعتبارهما ركيزة أساسية في العمل العربي المشترك، مشيراً إلى أن استمرار التشاور والتنسيق بات ضرورة، بخاصة حول الملفات الإقليمية والدولية، وفي إطار التنسيق المشترك لما يدور في المنطقة العربية وعمليات الإرهاب التي تضرب عموم المنطقة وأكد عبدالعاطي أن اليمن موضوع مهم، باعتبار أن البلدين مشتركان في «عاصفة الحزم»، ولفت الى أهمية تنفيذ قرار مجلس الأمن والعمل على إيجاد مسارات عملية للتسوية السياسية.

التحركات الدبلوماسية السعودية التي تشهدها الأطراف الاقليمية باتت تؤكد أن السعودية تحاول الإيحاء بأنها لا تزال معافاة وقادرة على ريادة المشهد العربي على رغم مشاكل الحكم والارهاب الدائرة في أراضيها، وهنا تسعى المملكة الوهابية بأدواتها الإرهابية حفظ ماء وجهها في اليمن وتستخدم الملف السوري كجسر للعبور الى ضفة تحميها من الوحش الداعشي الذي صنعته بأيديها سيما أنها كانت الربيب الأول لـ«القاعدة» و«النصرة» والحاضن الأساس للفكر الوهابي ورسائله التكفيرية، فتحاول التمسك بقوة إقليمية تمر بمراحل هبوط في منحنى قوتها القومية والتي انعكست على دورها الإقليمي كالدولة المصرية لتبقى سورية الحاضرة دائماً عند السعوديين نظراً الى بقائها ام المعارك.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى