… وتزداد اشتعالاً

شهناز صبحي فاكوش

كرة النار التي قذف بها المتآمرون أمتنا العربية تقاذفتها أيدي العبثيين والعملاء والمتآمرين على أمتنا… من تونس إلى ليبيا فمصر ثم سورية…

ولأنها سورية… تكاثرت عليها الأيدي… كلّ يزيدها حطباً لتزداد اشتعالاً، الأوغاد وحدهم يظنون أنّ كرة النار التي يكبّرونها داخل الأرض السورية ستحرقها وحدها، فتلتهم أرضها حتى لا تبقي ولا تذرّ، ونسوا أنّ أعظم النار من مستصغر الشرر…

كرة النار، بدأت العصافير تحمل في مناقيرها بعضاً من سنابل قمحها المحترقة في بيادرنا، تلقيها قبل أن تحرق ريشها… السنابل المحترقة تردّ الكيد للنحر… العصافير تحبّ سورية… تحمل الحريق بفمها تعيده إلى مشعليه… لتخفف من احتراق بيادرنا.

«داعش»، «النصرة» وكل المجاميع الإرهابية، تعمل لزيادة الحريق على الأرض السورية، يشعلون السويداء، الحسكة، القنيطرة… قذائفهم تطال المناطق الآمنة في دير الزور وحمص… لا تسلم أحياء حلب ودمشق من هدايا الموت التي يطلقون…

ضحاياهم من المدنيين الأبرياء بالآلاف… وأغلبهم من النساء والأطفال… لكن الله لا يضيّع لهم حقاً… إنْ عاجلاً أم آجلاً… النار بدأت تشتعل في أرض كلّ من ساهم بالحرب على سورية.. ها هي فرنسا تحتضن التفجيرات ثانية… ويستمرّ…

الإرهاب الذي يضرب سورية، ويتنقل بين العراق وتونس ومصر، والمنظم منه هذا الذي يضرب اليمن حيث فقد بفضله صفة السعيد… صَمَتَ عنه المجتمع الدولي، وتزيد في تفعيله دول الجوار… وكأنهم بدعمه في سورية يأمَنون جانبه!

أردوغان يحرّض الجيش التركي للتدخل العسكري في سورية بحجة ما يحدث في عين العرب، ولكن رئيس الأركان يرفض، كان أردوغان يطمح إلى نظام رئاسي يحرّك من خلاله الجيش كما يشاء… أملاً بتحقيق حلمه بمنطقة عازلة مع سورية!

الأكراد السوريون في عين العرب يستعيدون مناطق امتدّت لها يد «داعش» وأعملت فيها مجزرة، ما يقلق اليوم «داعش» وأردوغان معاً، كونهما وجهان لعملة واحدة.

أردوغان يسعى إلى دخول الأراضي السورية على طول الشريط الحدودي وبعمق عشرين كلم بحجة المنطقة العازلة ضدّ المناطق الكردية… و«داعش» تحاول السيطرة على أراض تدّعي أنها كردية… علماً بأنّ أهل عين العرب وتوابعها سوريون بامتياز.

أردوغان بعد فشل مخططه في الوصول إلى منطقة عازلة… يعمل على بناء جدار بارتفاع أربعة أمتار على طول الحدود لمنع تسلل المسلحين… وشق طريق مواز داخل الحدود التركية.

الملك الأردني حفيد جدّه «البريطاني»… يعمل على تحريض العشائر السورية ضدّ الدولة. ولما فشل في الفتنة الملعونة، وهو موقظها والحاضن والملاذ للإرهابيين التكفيريين تدريباً وتسليحاً يدعم ظهره الكيان الصهيوني والوهابيونز..

بدأ يتحسّس رأسه بعد تراجع مسلحي «جبهة النصرة» التي يحتضنها و«إسرائيل»… ويدعمونها عسكرياً ولوجستياً… خاصة بعد تخوين الفئات المسلحة لبعضها البعض بعد مهاجمة ما يُدعى بلواء التحرير غرفة العمليات التي تحرك مسلحي درعا…

والأمر اللافت أنّ غرفة «موك» هي المتهمة بالتوجيه لهذا الهجوم! علماً أنها هي المشغل الأساس للمجاميع الإرهابية العاملة في الجنوب السوري… الوقوع في ما بين الجهات المسلحة مهمّ رغم دعم صهيون لـ«النصرة» ومحاصرة قرى الجولان السوري.

يد الإرهاب ستطاول جميع الدول، وسيزداد انتشاراً، وكذا التكفيريون الذين يهدّدون جميع الدول التي شغلتهم بما فيها السعودية والولايات المتحدة الأميركية… الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة وحده ما زال في حصانة من الإرهاب والتكفيريين.

«داعش» وأخواتها وحتى القاعدة الأمّ تمتدّ إلى كلّ مكان بما فيها اليمن، لم تأت أيّ منها على ذكر الكيان الصهيوني. فلم يُهدّد… ولم يُجرّم… على احتلاله فلسطين. وهو المحتلّ الوحيد في العالم لأرض لا يملكها… بل على العكس يشكر على دعمه لهم.

التفجيرات تزداد عنفاً وانتشاراً وتزامناً، كما حدث في فرنسا والكويت وتونس،. رسائل للجميع تعني في ما تعني أنه سيمتدّ إلى دول أخرى… تزداد جرائم الإرهابيين، مؤكدة أن لا أحد بمنأى عن خطر الإرهاب…

الإرهاب حيث لا دين ولا هوية ولا حدود… لا أخلاق ولا إنسانية… خطر نبّهت إليه ومنه سورية غير مرة، منذ كان التحذير الأول من القائد المؤسّس حافظ الأسد… انتشاره لم يأت عبثاً، هو جراء صمت المجتمع الدولي إزاء الدول الداعمة له، وعدم الجدية في مكافحته.

إلى متى سيظلّ الصمت العالمي مطبقاً؟ الآذان صماء والعيون عمياء والأفواه بكماء؟ والإرهاب يزداد انتشاراً! هل ينتظرون وصوله إلى غرف نومهم؟ فلينتظروا يوماً ليس ببعيد… إنْ بقي الوضع على ما هو عليه، خاصة مع موات الشارع البشري.

الإرهاب يزداد نيلاً من أرواح الأبرياء… ومعظم ضحاياه من السكان والمواطنين المدنيين… إِنْ من قذائفه الطائشة، وأسلحته العمياء… أو من خلال أحكامه الجائرة التي تصلـب أطفالاً بحجـة الإفطار دون إذن شرعي!

من ولاكم… عندما نعتّم بالتكفيريين ما ظلمكم المصطلح… فليس بعد الكفر ذنب…

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى