الخبير الأمني المصري خالد عكاشة لـ«البناء»: اغتيال النائب العام يستوجب تطور آليات مواجهة الإرهاب

القاهرة ــ فارس رياض الجيرودي

أكد العميد خالد عكاشة الخبير الأمني ومدير المركز الوطني للدراسات الأمنية، إن عملية اغتيال النائب العام المصري المستشار هشام بركات، تشير إلى تقصير لا يجب إعفاء الأجهزة الأمنية المصرية من مسؤولية حدوثه، ذلك رغم أن العملية الارهابية التي أدت لاغتيال النائب العام نفذت بالطريقة الأصعب للاكتشاف، وهي طريقة زرع سيارة مفخخة في الطريق الذي يسلكه الشخص المراد اغتياله، وطالب العميد عكاشة بسرعة تطوير الآليات اللازمة لمواجهة الحرب الارهابية التي تواجهها مصر والمنطقة، كإصدار قوانين وتشريعات جديدة، وإعادة تفعيل دور الإعلام، ولم يستبعد حدوث موجة جديدة من التفجيرات في البلدان العربية، معتبراً أن لا بلد عربياً سيكون بمنأى عن هذا الخطر خلال الفترة المقبلة، حيث رأى العميد عكاشة في حديث خاص لـ«البناء» أن التطور النوعي الذي طرأ على طريقة عمل الجماعات الإرهابية خلال السنوات العاصفة الأخيرة التي شهدتها المنطقة العربية، هو تطور استراتيجي، فالمجموعات الإرهابية استثمرت التناقضات العربية من أجل إيجاد ملاذات آمنة داخل البلدان العربية مثل سورية والعراق وليبيا وسيناء المصرية، حيث لم تكن تلك التنظيمات في نسختها السابقة والمسماة «القاعدة» تجد أي موطئ قدم داخل حدود العالم العربي، وإن كانت قد نفذت بعض العمليات داخله، ما سيلقي برأي عكاشة بظلاله القاتمة على الأمن القومي العربي خلال السنوات المقبلة.

كما اعتبر عكاشة أن الحلف الذي أعلنه الرئيس الاميركي باراك اوباما بمشاركة دول عربية ضد الإرهاب في المنطقة قد تحول بعد مضي حوالي العام إلى ما يشبه النكتة، إذ كان هذا التحالف إيذاناً بتوسع الارهاب بدل القضاء عليه، وانتقد عكاشة استبعاد الدور السوري من مواجهة الإرهاب، واقتصار حرب اميركا وحلفائها على تنظيم «داعش» مع إهمال الحديث عن التنظيمات الأخرى الإرهابية في المنطقة، ورأى أن الاستراتيجية المعلنة من قبل اميركا لمواجهة الإرهاب هي استراتيجية مطاطة وتفتقر للجدية، وأن إسراع أميركا للإعلان عن تحالف لمواجهة «داعش»، كان لأهداف دعائية، وبهدف ادعاء قيادة تحالف لمواجهة الإرهاب للرد على الانتقادات الداخلية التي تصاعدت بين النخب الأميركية، تجاه ما يعتبرونه تراخياً في التصدي للخطر الإرهابي في الشرق الأوسط، فما يظهر في الواقع من السياسة الاميركية الحالية يشير إلى رغبة في استثمار الخطر الإرهابي على مستويات متعددة لتحقيق أهداف استراتيجية أميركية في المنطقة، ولابتزاز الدول العربية مالياً عبر تنظيم المزيد من عمليات بيع السلاح، والمزيد من السيطرة على الإرادة العربية.

وفي السياق ذاته رأى عكاشة أن مصر ووجهت بما وصفه بالخذلان من قبل حلفائها الخليجيين في ليبيا إثر دعوتها لتشكيل حلف لمواجهة الإرهاب في ذلك البلد، وأرجع عكاشة هذا الخذلان إلى ضغوط اميركية على دول الخليج، وأيضاً إلى الموقف المصري الذي يصر على عدم استعداء القيادة السورية وعلى حل في سورية يكون للنظام السوري كلمة فيه، ويضمن الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية من جيش وأمن.

عكاشة رأى أن التنظيمات الإرهابية في ليبيا تشكل الخزان الإرهابي الأخطر على مصر والمنطقة، إذ على رغم خطورة الوضع في كل من سورية والعراق إلا أن البلدين في رأي عكاشة يمتلكان المؤسسات الوطنية من جيش وأمن وطنيين يجعلهما قادرين على احتواء الخطر الإرهابي وتقليصه لأدنى درجة خصوصاً في حال توقف الدعم الخارجي للجماعات الإرهابية التي تقاتل على أرضهما، وهو ما تفتقر إليه ليبيا.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى