رحمة: المقاومة تنسّق مع الجيش ونصر الله الضمانة الأولى لأهل عرسال

حاورته روزانا رمّال

دعا عضو كتلة لبنان الموحّد النائب إميل رحمة إلى انتخاب شخصية قوية تمثل المسيحيين واللبنانيين رئيساً للجمهورية، مشيراً الى أن الخلاف المسيحي أحد أسباب تأخير إنجاز هذا الاستحقاق.

ولفت إلى أن «رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون ورئيس «القوات» سمير جعجع لم يتفقا على رئيس بل هما متباعدان في هذا الملف كما قبل لقائهما الأخير في الرابية».

وإذ أكد وجود تنسيق بين الجيش اللبناني والمقاومة في مواجهة الإرهاب على الحدود، اعتبر رحمة أنه «لو سمح للجيش أن يتسلّح كما المقاومة لكان استطاع أن يغطّي الحدود».

وأوضح رحمة في حوار مشترك بين صحيفة «البناء» وقناة «توب نيوز»، أن «ثلاثية القوة الجيش والشعب والمقاومة هي التي تحمي لبنان ولولاها لكنا في مأزق كبير»، معرباً عن اعتقاده أن كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله عن عرسال يمثّل الضمانة الأولى لأهالي البلدة، متسائلاً: «المقاومة التي حررت الجنوب ولم تحصل ضربة كف بعد التحرير كيف ستعتدي على أهلها؟»، مشدداً على أن تدخل المقاومة في سورية درأ الخطر الإرهابي عن لبنان.

وفي الملف السوري رأى رحمة أن «الحل السياسي في سورية ليس قريباً إنما يتقدم»، لافتاً الانتباه إلى أن صمود القيادة والجيش والشعب في سورية علامة فارقة.

وأكد أنه سيكون للإتفاق حول الملف النووي الإيراني تداعيات إيجابية على محور المقاومة وسلبية على أخصام إيران آتية لا محالة.

وشدد على أن «عين تركيا على إيران في الموضوع الاقتصادي والطاقات الطبيعية واضحة وليست مستعدة للتفريط بها»، إلا أنه أشار إلى «أن ايران هي الداعمة والحامية لخط المقاومة في المنطقة لا سيما في سورية».

وأعرب رحمة عن اعتقاده بأن «السعودية التي خاضت المواجهات والحروب باتت اليوم مأزومة وروسيا طريق يخرجها من الأزمة».

وفي ما يلي نص الحوار كاملاً:

بعد خسارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في الانتخابات النيابية، نرى أن الزخم التركي ما زال موجوداً، ولا سيما التصعيد تجاه سورية، ماذا يجري على صعيد الموقف التركي ومتى يمكن أن نلمس تغييراً؟

أردوغان لم يهزم في الانتخابات ولكن تراجع والدليل أنه سيشكل حكومة بالشراكة وسابقاً كان يشكلها لوحده، هناك بداية لخطاب تركي جديد، عندما تبيّن أن الوحش الذي اخترعته بعض الدول الذي اسمه الإرهاب يأكل من جسم من اخترعه كما يأكل من غيره وانطلاقاً من هذا الواقع بدأ الأتراك يعملون بخفر على تخريجة تحافظ على من يواجههم بشدة وباتت لهم مصلحة مع خصمهم، أي في بداية مرحلة المصلحة مع عدوهم الرئيس بشار الاسد. تركيا دولة مهمة والتغيير يأخذ وقتاً طويلاً حتى وإن جاء خصم أردوغان إلى الحكم بل وهذا ما يفسّر ما يسعى اليه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وواشنطن لمكافحة الإرهاب وما يفسّر أيضاً أن العلاقة لم تنقطع بين إيران وتركيا ولا يمكن أن تنقطع.

هل يمكن ربط هذا الزخم في التصعيد الإقليمي مع الأيام الأخيرة لتوقيع الإتفاق النووي الإيراني؟

-الأتراك محترفو سياسة ويملكون وزناً إقليمياً وحضوراً سياسياً يجعل الملف النووي الإيراني موضع اهتمام لهم خصوصاً أن لهذا الاتفاق، إن وقّع، تداعيات إيجابية على محور المقاومة وسلبية على أخصام إيران آتية لا محالة، وأشك أن يتم توقيع الاتفاق قبل التاسع من هذا الشهر، نحن ذاهبون إلى بداية تفاهم.

كيف يمكن أن تكون ايران حليفة لسورية وفي الوقت نفسه على علاقة جيدة بتركيا، وأعطتها مشاريع اقتصادية ومكتسبات وبعد ذلك دخلت «جبهة النصرة» بدعم تركيا إلى ادلب وجسر الشغور؟

– الإيرانيون يعرفون ماذا يفعلون، يسيرون على قاعدة «التحمّل زينة الصبر»، عين تركيا على إيران في الموضوع الاقتصادي والطاقات الطبيعية واضحة وليست مستعدة للتفريط بها وإيران هي الداعمة والحامية لخط المقاومة في المنطقة ولا سيما في سورية، سقوط موقع ليس نهاية الحرب والمحصلة العامة هي صمود سورية حتى اليوم يجعل القيادة فيها والجيش العربي السوري والحضور الشعبي السوري علامة فارقة، أي دولة في العالم غير قادرة على الصمود الذي أبدته سورية.

هل هناك تراجع في الموقف السعودي تجاه سورية؟

-أهم ما حدث في هذا الأمر هو تعيين عادل الجبير وزيراً للخارجية السعودية. السعوديون لديهم تقليد واتزان ووزن دبلوماسي رائع، وزير الخارجية السابق سعود الفيصل خرق هذا التوازن نتيجة الحدة في صراعه مع سورية عندما توجه إلى رئيس «الائتلاف» أحمد الجربا بـ «يا فخامة الرئيس» في الأمم المتحدة وهو لم ينتخب بعد، خرق كل أعراف التخاطب للسعودية التي كانت من أعرق الديبلوماسيات، كما خرقها أكثر من مرة وبالتالي ضرب كل المنظومة وفصل الخطاب للخارجية السعودية منذ قيام المملكة.

أيضاً بوتين زعيم كبير في العالم ويقول إنه يسعى ليجمع السعودية وسورية وكي يقولها يعني أن هناك حديثاً في الأمر، الروسي وافق على الطلب السعودي بشراء سلاح، إلى جانب الحصول على المال سيقبض في السياسة والسياسة توافقية.

لماذا توجهت السعودية الى روسيا وليس الى أميركا لشراء سلاح، هل لتفتح باباً على روسيا؟

– ربما لأن السعودية التي خاضت المواجهات والحروب باتت اليوم مأزومة وروسيا طريق يخرجها من الأزمة، إيران صادقة في مبادئها إضافة إلى القدرة العلمية لدى شعبها وتحولت إلى دولة عظمى باعتراف الجميع والآن هناك توازن بين وزيري الخارجية الايراني محمد جواد ظريف والفرنسي والأميركي لوران فابيومس وجون كيري والوزراء الآخرين، توازن قلّ نظيره.

لم تستطع السعودية حتى الآن أن توقف الحرب على اليمن، لماذا؟

– هناك حقائق وجغرافيا ثابتة في اليمن. لم تستطع أي دولة دخول اليمن، لدي ثقة لا رجوع عنها بما يقوله الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في موضوع اليمن وأكثر من ملف، السيد نصر الله لم يطرح فرض شروط، بل تسوية وشراكة واحترام الآخر وتوازناً بين الشعب اليمني، سلوك حزب الله ما بعد التحرير كان أهم من التحرير نفسه وهكذا بعد أحداث 7 أيار لم يقبل حزب الله أن يبقى ساعات في المناطق التي دخل إليها وبعد انتصار تموز لم يقبل إلا أن يكون لجميع اللبنانيين، الانتصار لا يبحث عنه السيد حسن نصر الله لتحقيق مكاسب شخصية بل لمكسب شعبي.

هناك من يقول إن سلوك حزب الله هو الذي أدخل الإرهاب الى لبنان، علماً أن نسبة الاستقرار في لبنان اليوم أكثر من دول أخرى؟

-هذا نكد وكيد سياسي وخوف من انتصار حزب الله، هم ينظرون إلى المستقبل معتقدين أن هذا الانتصار يعطي حزب الله تألقاً كبيراً، الكيد السياسي يسبق مصلحتهم حتى أنهم يريدون التخلص من الإرهاب لكن ليس على يد حزب الله، في بعلبك الهرمل هناك 140 كلم تغطيهم المقاومة برضا وتنسيق مع الجيش وإذا استطاع الجيش أن يغطي مساحة 140 كلم تنسحب المقاومة، الكلام على أننا لا نريد الا الجيش ليحمي الحدود هو ضد الجيش، كما لو أن المقاومة اقتطعت هذه المساحة رغماً عن الجيش وهذا غير صحيح وقيادة الجيش تعرف ذلك، وهناك تنسيق بين الجيش والمقاومة، فلو فتح للجيش مجال التسلّح كما المقاومة لكان استطاع أن يغطي الحدود. الجيش يحارب باللحم الحي ويقدّم بطولات رائعة جداً ضمن الحدود الممكنة له وقدرة المقاومة لا تعني إهانة الجيش.

لماذا توحي الدول الكبرى بأنها تسلح الجيش ويبقى ذلك في إطار الإيحاءات الإعلامية؟

– اليوم هناك مشروع وقرار كبير بتقويض الجيوش العربية يقف وراءه لوبي صهيوني قوي والآن ما يحصل في مصر يثبت ذلك، وما يحصل في سورية أيضاً يقع ضمن هذه المؤامرة إنطلاقاً من هذا الجيش الذي خلقت لديه حمية المقاومة والعداء لـ«اسرائيل» أصبح لبنان الأول في مواجهة «إسرائيل»، بعد تحرير الجنوب وانتصار العام 2000. وممنوع أن يكون الجيش قوياً وأن يملك ترسانة عسكرية. هناك مناخ فرضه الرئيس إميل لحود ضمن عقيدة وسلوكية معينة إذا ما عززت بالعتاد المطلوب للواجب المطلوب أمام الخطر والعدو، يصبح الجيش قوة كبيرة.

كيف تقرأ تزامن الكشف عن وثائق «ويكيليكس» السعودية وهي اليوم في مأزق وفي حرب مع اليمن وفي مواجهة مع توقيع الاتفاق النووي، هل يمكن أن يكون هذا استهدافاً حقيقياً للسعودية في العالم؟

– هذه مؤشرات ظاهرة على ذلك، وكلام الرئيس الأميركي باراك أوباما حقيقي عن أن المشكلة هي في داخل دول الخليج وليس مع إيران، ستكون هناك شراكة بين إيران والسعودية في النفوذ في الخليج، الطائفة السنّية مهمة جداً ونحن نتطلع الى شخصيات تكون الرئيس جمال عبد الناصر جديداً وإيران لا تستهدف الطائفة السنّية.

كيف تقرأ زيارة وزير الخارجية السوري وليد المعلم الى روسيا وهل اقترب الحل السياسي في سورية؟

– الحل السياسي في سورية ليس قريباً إنما يتقدم، البداية هي لملمة الموضوع الداخلي وهذا يحتاج إلى وقت كبير لكنه لم يبدأ بعد، الإصرار الروسي وتكرار تأكيد التحالف مع سورية والرئيس بشّار الأسد يعني أنه لن يتخلى عن هذا التحالف.

كيف تنظر إلى هذا الإرهاب الذي يجتاح العالم ما هي الرسائل التي أراد «داعش» إيصالها؟

– «داعش» يقول إن الذي يغذيني أكل منه، «داعش» يستطيع أن يضرب في كل مكان، هو فكرة خطيرة ولا حدود لها وليس صحيحاً أن «داعش» حدد دولته بل الكرة الأرضية هي دولته وفكرته تسبح في كل العالم وهو غير مقبول لا إنسانياً ولا علمياً ولا إسلامياً ولا مسيحياً، من نشر الفوضى الخلاقة والشرق الأوسط الجديد الذي اضطروا أن يخلقوه بالدم والآن يذهب هذا الدم إلى صانع الأمور أيضاً لأن «داعش» يرفض الجميع، هناك قرار دولي في ما يحدث في الشرق الأوسط، «داعش» لم تعد له حدود وهذا ما دفع بوتين إلى دعوة واشنطن إلى حلف جدي لمواجهة الإرهاب، على رغم أنه منذ عام حصل تحالف دولي لمكافحة الإرهاب، وهذا يعني ان هذا التحالف لم يكن جدياً.

شهدنا اخيراً، أحداثاً أمنية في لبنان، هل هناك قرار بإشعال فتنة داخلية؟

– القرار الدولي الآن هو أن يكون هناك إستقرار في لبنان، حاول «داعش» ضم لبنان كجزء من الإمارة الإسلامية لكن من حسن حظ لبنان وجود ثلاثية القوة: الجيش والشعب والمقاومة، ولولا هذه المعادلة لكنا في مأزق كبير ولكان ما يسمى «الربيع العربي» دخل إلى لبنان قبل أي دولة عربية، الحكومات المتعاقبة أدرجت بنداً أساسياً في بياناتها الوزارية هي معادلة الجيش والشعب والمقاومة واستمرت حتى هذه الحكومة، وهذا ما أنقذ لبنان، وتدّخل المقاومة في سورية درأ الخطر الإرهابي عن لبنان، وثبت أن هناك خلايا تشكل نوعاً ما من البيئة الحاضنة في امكنة لبنانية.

هل سيتدخل حزب الله عسكرياً في بلدة عرسال؟

-لا، لن يتدخل وهذا ما قاله السيد نصر الله الذي يمثل الضمانة الأولى لأهالي عرسال، المقاومة حرّرت الجنوب بلا ضربة كف فكيف ستذهب الى عرسال؟ قيادة المقاومة هي الضنينة بأهل عرسال، أهالي عرسال هم قوميون عرب لكن القلة المسلحة عادة ما تُسكت الأكثرية الصامتة، هناك تجارب ملموسة للمقاومة بأنها لا تعتدي على أهلها.

ماذا عن الاستحقاق الرئاسي؟

– بعد هذا الوقت الطويل من الفراغ الرئاسي لن نعود إلى ما درجت عليه السياسة اللبنانية منذ العام 1990 حتى اليوم. يجب أن ننتخب شخصية قوية تمثل، لماذا دولة رئيس المجلس النيابي نبيه بري حاجة وطنية؟ لأنه رئيس مجلس وزعيم ويمثّل على الأرض وإلا كيف يستطيع تدوير الزوايا وأن يجلس تيار المستقبل وحزب الله إلى طاولة حوار ويحلّون الكثير من القضايا الخلافية لو لم يكن زعيماً وطنياً؟ هو رئيس مجلس وزعيم شعبي، لماذا هذا ممنوع في القصر الجمهوري ومسموح في القصر النيابي والقصر الحكومي، أحد الأسباب مسيحي ذاتي وهو الخلاف المسيحي – المسيحي وعدم التوافق على رئيس معين.

العماد عون ورئيس «القوات» سمير جعجع لم يتفقا على رئيس، بل هما متباعدان في هذا الملف كما قبل اللقاء في الرابية الذي كان ودياً ومهمّاً لكن نحتاج للاتفاق على ملف الرئاسة أولاً.

يبث هذا الحوار كاملاً اليوم الساعة الخامسة مساءً ويعاد بثه عند الحادية عشرة ليلاً على قناة «توب نيوز» تردد 12034.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى