سورية وعصر المعجزات

د. سليم حربا

على رغم ما تبقى من أبواق الإرهاب ونعيقه وطبخاته الإعلامية والعملياتية التي أقل ما يقال فيها إنها كطبيخ القرباط، أي من كل زاروب ونفق وجحر من جحور الإرهاب وفصيل بقية، ومن كلّ غرفة عمليات إرهابية نفخة إرهاب باسم عاصفة جنون في الجنوب أو الشمال، ومع ذلك يمكن القول إن الحرب العدوانية على سورية تضع أوزارها وترمي بأثقالها على كاهل الأنظمة التي دعمت الإرهاب والعدوان، تارةً بإفلاس تلك الأنظمة وتارة بتجرّع الإرهاب المرتد الراجع إليها وتارة بتحطم مشاريعها وتدحرج رؤوس إرهابييها بالآلاف وتارة بجنون وهستيريا متزعمي وقادة الإرهاب الذين باتوا لا يفرقون بين المستحيل والممكن وبين الوهم والحقيقة كما نسمع من أميي وجاهليي وهابيي بني سعود ومن زعيم القاعدة الإخونجي الإرهابي العثماني أردوغان الذي فقد صوابه وأخذ يهذي ويخرّف ويستنجد بـ «دواعشه» و»نصرته» حتى على شعبه وجيشه.

إذاً نحن في الخواتيم المطمئنة من هذه الحرب العدوانية وقد أخذ الإعجاز والإنجاز الوطني السوري المركب جيشاً وشعباً وقيادة مفاعيله ليرسّخ حالة الصمود الأسطوري السوري ويُحبط إلى غير رجعة جملة الأهداف والمخططات العدوانية والإرهابية التي رسمتها أكذوبة وفانتازيا أظافر أطفال درعا وما بُني على باطل فهو باطل وتتحطم الآن بحقيقة تقطيع مخالب ورؤوس الإرهاب من بوابة درعا لتسقط الجدران الخبيثة والمناطق العازلة وغيرها.

وها هو الميزان السوري الوطني الشعبي والرسمي والعسكري الراجح بشدة وحدّة من البحر إلى النهر ومن اسكندرون إلى الجولان مروراً بدرعا والسويداء والقنيطرة التي تحولت إلى درع الوطن والقلمون التي قلّمت رؤوس وأطراف الإرهاب وحمص وحماه وحلب والساحل ودير الزور وصولاً إلى الحسكة التي تحولت إلى حسْكة في حلق الإرهاب وداعميه، هذا الميزان الوطني الآن غيّر المواقف والمواقع والموازين في كل الميادين الأمنية والعسكرية والسياسية الداخلية والإقليمية والدولية، لذا نرى هذا الانعطاف بالدعوة إلى تشكيل تحالف جديد والتعاون مع الدولة السورية من تلك الأطراف التي أوغلت بسفك الدم السوري وشكلت رأس حربة في العدوان علينا وراحت تتلمس معجزة من روسيا وصانع المعجزات الروسي بعد أن أصبحت خيارات الإرهاب والعدوان محدودة وطرقه مسدودة وتحركاته مرصودة وآفاقه معدومة، وبعد أن راح الإرهاب يقتدي بالحسد ويبدأ بصاحبه ويقتله ويأكله وبدأت رحلة الاستجداء الأميركي والرجاء السعودي والغرق التركي لتلمّس خريطة طريق روسية كما حصل في مبادرة الكيماوي السوري وراح الحاج نبيل العربي الأمين السابق لحمدي قطر وسعود السعودية وعرّاب التدويل وحامل سلاح تسليح الإرهاب في سورية والمبعوث اللاحق لولي ولي العهد السعودي يقتدي بالكسعي عندما رأت عيناه ما اقترفت يداه.

وهذه الدعوات من موقع الاضطرار وليس من موقع الخيار لأننا حققنا في سورية معجزة الصمود والإنجاز والانتصار والمعجزة السورية قد تؤسس للمقبل من المعجزات/ حيث بدأ العالم يقول إذا قالت سورية فصدقوها فعند سورية الخبر اليقين والنصر المبين.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى