السعودية تخشى سقوط أسهمها خليجياً والبحرين أبرز ساحاتها

تتواصل التهم والتهم المتبادلة بين ايران والبحرين على خلفيات تصريحات من هنا ومواقف من هناك وصولاً حتى اتهام البحرين السلطات الإيرانية بالوقوف وراء إرسال أسلحة عن طريق البحر، ضمنها مواد متفجرة لتردّ ايران بدورها باتهام البحرين بافتعال التوتر في المنطقة بتوجيهها اتهامات «لا أساس لها» إلى طهران، وذلك رداً على إعلان المنامة خبر المصادرة.

يأتي هذا التوتر في وقت يبدأ وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بجولة في بعض دول مجلس التعاون الخليجي بينها الكويت وقطر، لاطلاعها على أجواء التفاهم حول الملف النووي الإيراني مع الغرب، في محاولة إيرانية لبناء أرضية مساعدة للتعاون في ملف مكافحة الإرهاب، هذا بالاضافة الى زيارته العراق للغاية نفسها.

البحرين تابعت التصعيد اثر الحادثة المفترضة واستدعت سفيرها في طهران للتشاور احتجاجاً على تصريحات لمسؤولين إيرانيين، في وقت أكدت المعلومات أنّ «استدعاء السلطات البحرينية سفيرها من طهران جاء بطلب من السعودية».

يبدو انّ السعودية تحاول ان لا تغيب عن واجهة الافتعال هذا وتحاول المجاهرة بالقول: «نحن هنا، ولن نستسلم أمام المدّ الإيراني»، وهي على ما يبدو تسابق الإيرانيين في جولتهم على دول الخليج، وتفتعل الأزمات التي من شأنها زرع القلق في صفوفهم لأنّ المعطيات تشير الى إيجابية كبيرة عند معظم هذه الدول بشأن الموقف تجاه إيران والذي لا يبدو أنه موقف معاد كما تحاول السعودية الإشاعة، فقطر مثلها كمثل تركيا وتتمتع بعلاقة ودّية مع إيران منذ زمن، والإمارات كانت أول المهنئين بالاتفاق، والكويت متعطشة للتعاون من أجل مكافحة الارهاب، كلها دول تعرف السعودية جيداً انها بدأت تدريجياً تخسر الوصاية او التأثير عليها.

الموقف السعودي تجاه إيران لا يبدو أنه على موعد مع الليونة القريبة، فالعناد السعودي واضح ومحاولات افتعال الأزمات داخل البحرين لكونها الحلقة الأضعف واضح أيضاً، وعليه تدرك إيران جيداً انّ البحرين ستكون الساحة التي ستحاول السعوجية انتزاع سحب ثقة الخليجيين من إيران من خلال توتير الأجواء فيها والضغط أيضاً على إيران بطريقة او بأخرى.

كلّ شيء يشير إلى أنّ التصعيد السعودي هو هدف أساسي تعمد الى إشاعة أجوائه في كلّ ساحة تمتلك فيها شيئاً من النفوذ أو السطوة، فالبحرين التي تستنجد دائماً بالجيش السعودي عند الأزمات، تعرف انه لا مفرّ من الاعتماد على الوصاية السعودية لبقاء هذا النظام على ما هو عليه، وبالتالي السعي السعودي لتوتير جبهة البحرين هو أحد ابرز التوجهات المقبلة سعودياً ضمن الخطط التي وضعتها في مختلف الساحات للضغط والحصول على أفضل الممكن في المفاوضات والتسويات المقبلة، وهي على ما يبدو تحضّر أرضيات النزاع قبل الزيارة المرتقبة لمسؤولين أميركيين الى دول الخليج للبحث في مضمون الاتفاق مع ايران.

«توب نيوز»

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى