نصرالله: الأمة ستخرج من المحنة أصلب عوداً وسيكون حسابها لـ «إسرائيل» عسيراً

اعتبر الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أنه «على رغم كل المآسي الحاصلة ستتمكن الأمة من الخروج من المحنة أصلب عوداً وسيكون الحساب مع إسرائيل عسيراً»، مؤكداً أن «إسرائيل» إلى زوال وأن اليوم الذي سنصلي فيه بالقدس آتٍ لا محالة.

كلام السيد نصر الله جاء خلال جلسة افتتاح مؤتمر «متحدون من أجل فلسطين، «إسرائيل» الى زوال» الذي ينظمه «الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة» في قصر الأونيسكو في بيروت، وحضره الشيخ أحمد الكردي ممثلاً مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان، المفتي الجعفري الممتاز الشيخ احمد قبلان ممثلاً نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان، وفد يمثل شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن، رفعت بدوي ممثلاً الرئيس سليم الحص، سفير الجمهورية الاسلامية الايرانية محمد فتحلي، سفير سورية علي عبد الكريم علي، نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، العلامة السيد علي فضل الله، إضافة إلى 300 عالم دين مثلوا ما يقارب 60 دولة عربية وإسلامية وشخصيات سياسية وحزبية وإعلامية ومهتمين.

وقال السيد نصر الله خلال كلمة له عبر الشاشة: «لا توجد قضية أو معركة تتمتع بالصدقية والشرعية كقضية القدس ومواجهة العدو الصهيوني، وهي معركة لا غبار عليها، واليوم توجد الكثير من المواجهات والصراعات والمشاريع المتضاربة ونختلف أين الحق وأين الباطل وقد يختلط الحق والباطل لكن هنا نحن أمام حق كامل».

وشدد على «أن الموقف أيضاً من هذه القضية يجب أن يكون من أهم معايير التقييم عندما نريد أن نقيّم دولاً أو حكومات أو شعوباً أو أحزاباً أو تيارات أو اشخاصاً».

ولفت السيد نصر الله إلى «أننا نواجه مشروعاً صهيونياً يعمل على امتداد العالم، وأصبح له في العام 1948 كيان إسمه «إسرائيل» قائم على أرض فلسطين»، مشيراً إلى «أن المشروع الصهيوني أوسع من احتلال فلسطين، والواجب الملقى على عاتق الجميع هو مواجهة المشروع الصهيوني بكل امتداداته».

وشدد «على مواجهة المشروع الصهيوني لإسقاطه وإنهائه، وإبعاده عن منطقتنا»، موضحاً أننا «أمام مشروعين: الأول، الصهيوني الغازي والمحتل، والثاني مشروع المقاومة والمواجهة لهذا المشروع والذي يستند إلى الحق».

وأشار السيد نصر الله إلى «أن مشروع المقاومة راكم انجازات كبيرة على عقود من الزمن منذ الطلقات الأولى عند احتلال فلسطين، والمشروع الصهيوني سقط في لبنان».

وأضاف: «من الانجازات المتراكمة للمقاومة إعادة القضية الفسلطينية إلى مقدم الاهتمام الدولي والفلسطيني، وفرضه على القوى العظمى والعالم، ونشر ثقافة المقاومة، وأوضح الانجازات في فلسطين تحرير قطاع غزة من دون قيد أو شرط، ومن الانجازات المتراكمة صمود المقاومة في لبنان وغزة الأسطوري في وجه أقوى الجيوش، من حرب تموز وحرب غزة الأولى وحرب الـ51 يوماً».

وأردف: «ومن الإنجازات أيضاً أن «إسرائيل» تتحدث عن مخاوف وجود».

لكنه أشار إلى أن «في السنوات الأخيرة لحقت أضرار حقيقية بمشروع المقاومة جراء أحداث المنطقة، وعاد المشروع الصهيوني يحقق إنجازات بعد مرحلة تراجع وهزائم، وما نحتاجه على مستوى الدراسة أن يجلس أهل هذه القضية ويتم إحصاء الخسائر والأضرار جرّاء تطورات المنطقة، وثانياً إقامة دراسة لمعرفة إنجازات «الإسرائيلي» أو ما تحقق له من إنجازات من دون عناء منه».

واعتبر السيد نصر الله «أن أخطر الخسائر هي خروج فلسطين من دائرة الاهتمام الدولي والإسلامي، والعالم مشغول في مكان مختلف عن فلسطين، والمحزن في هذا الأمر خروجها من اهتمامات الشعوب وهذا الموضوع أدى الى عزلة الشعب الفلسطيني أو شبه عزلة، وأعطى فرصة تاريخية للعدو أن ينفّذ مخططاته بغفلة من العالم، وتجويع وترهيب الفلسطينيين، وصولاً إلى ما يتعرض له الأقصى في هذه الأيام»، مشيراً إلى «أن ما يجري في الأقصى مخيف، وبعض الحاخامات يقول اليوم إن «المسيح لن يأتي من السماء بل من الأرض، ومن يهدم المسجد الاقصى هو المسيح واذا هدم رئيس وزراء العدو بنيامين نتانياهو الأقصى فهو المسيح!».

وتابع من «إنجازات «الإسرائيلي» الوصول الى الشعوب عبر مشاريع التطبيع ، مؤكداً في المقابل، «أن عناصر القوة حاضرة في مشروع المقاومة» وقال سماحته: «يجب استعمال مشروع المقاومة ليكون أوسع من محور المقاومة، والمشروع لديه عناصر قوة كثيرة، ويجب ان نبحث عن عناصر قوة جديدة في العالم، في أميركا اللاتينية وأفريقيا وحتى في أوروبا على المستوى السياسي والإعلامي، ويجب أن ندرس ونقيّم بدقة من يدعم مشروع المقاومة ومن يبيعنا في أسواق النخاسة عند أول الطريق».

ودعا إلى العمل على «تأكيد عقائدية هذه المعركة والصراع، يعني هذه القضية ما فوق السياسي والوطني والمذاهب والعرقيات، وهذه القضية من الثوابت الكبرى للأمة، وتبقى قضية فلسطين مركز الجمع المتين الذي يجمعنا»، مشيراً إلى «أن على رغم كل المصائب خرجت الكثير من التظاهرات في يوم القدس العالمي الذي دعا له الإمام الخميني، وقد خرجت التظاهرات نظراً للإرتباط العقائدي بالقدس».

كما دعا السيد نصر الله إلى «إحياء وتفعيل كل مقاومة للتطبيع مع العدو «الإسرائيلي»، ويجب البحث لإطلاق مقاومة التطبيع من جديد، ويجب القيام بحملة إعلامية وسياسية واسعة لتذكير شعوب المنطقة بحقيقة العدو «الإسرائيلي» وهمجيته وما يضرب منطقتنا من إرهاب تكفيري خطير جداً».

وأشار إلى «أن هذه المواجهة مع «إسرائيل» بحاجة إلى إخلاص شديد، وترفع استثنائي عن المصالح والحزبية والمذهبية والشخصية. ومن يحمل الراية ويتقدم الصفوف الأمامية لاستعادة فلسطين والقدس يجب أن نسانده ونلتفّ حوله، ونسقط كل الحسابات والاعتبارات الأخرى، وهذا من مفاعيل الإخلاص، وإذا تقدمت إيران أو مصر أو سورية يجب أن نكون معهم»، مؤكداً «أننا مع أي دولة عربية أو إسلامية تتقدم لتحرير القدس وحتى لو كانت أندونيسيا قد تقدمت لذلك».

واعتبر السيد نصر الله «أن معركة التكفير لا تخاض تحت عنوان سياسي بل تحت عنوان ديني، وما يجري الآن لا صلة له بالإسلام، وعندها تخرج «إسرائيل» من لائحة العدو، وتخرج فلسطين من لائحة الاهتمام، وقد ترى بعض الجماعات الدينية أن «إسرائيل» هي الحامي والضامن، هذا الموضوع أخطر ما يواجهه مشروع المقاومة».

واعتبر «أن «إسرائيل» هي أكبر عدو لنا في هذا الوجود وهناك جهد غربي وعالمي من الخارج والداخل لإبعاد الطائفة الشيعية عن المعركة ضد «إسرائيل»، وما يجري منذ سنوات في أكثر من بلد هو مخطط متعمّد، وهناك حديث عن أن القواسم المشتركة مع «إسرائيل» أكبر، هناك خيانة فكرية في العالم».

وشدد على أنه «رغم الأحداث والآلام التي تحصل نحن شيعة علي بن أبي طالب لن نتخلى عن فلسطين ولا عن المقدسات»، لافتاً إلى أنه «تأثرت كثيراً بإحياء يوم القدس في بلدتي النبل والزهراء المحاصرتين منذ سنوات في حلب».

واختتم «أهل السنة هم الغالبية القصوى في هذه الأمة وهم المعنيون بأن يتحملوا أكثر وهم معنيون أن يطمئنوا أتباع المذاهب الإسلامية والاتحاد العالمي لعلماء المقاومة وبرئاسة العالم الجليل والشجاع الشيخ ماهر حمود وإخوانه العلماء الأفاضل وكإطار علمائي واسع، يستطيع أن يفّعل ويصوّب ليتقدم مشروع المقاومة نحو النصر الآتي ونحن على يقين أن «إسرائيل» إلى زوال وأن أرض فلسطين عائدة الى أهلها».

المصري

وكان قدم للجلسة رئيس المجلس السياسي في حركة أمل الشيخ حسن المصري الذي رحب بالحضور، مشدداً على «دور المقاومة في مواجهة العدو الصهيوني وضرورة توحيد الجهود لتصحيح البوصلة لتكون نحو فلسطين».

حمّود

وألقى الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المقاومة الشيخ ماهر حمود كلمة استهلها بتحية «المرابطين في المسجد الأقصى الذين يمنعون بصدورهم وصرخاتهم إعتداء قطعان المستوطنين على المسجد»، مشيراً إلى أنها «كادت أن تكون ملحمة».

وحيا علماء فلسطين على بيانهم، ومن بينهم ممثل المفتي دريان الذي يدعو إلى استنفار الأمة في وجه الإستيطان وتهويد القدس.

ولفت حمّود إلى «اننا على درب الأنبياء ندعو للخير مهما كثر تخويننا»، مؤكداً «أننا في مواجهة الوباء والتخلف المذهبي والجاهلية الجديدة التي يحاربون فيها المقاومة وإيران وكل حر».

وسأل: «لماذا تركتم فلسطين وأضعتم القيم الإسلامية، ألم يحن الوقت لننتفض من أجل فلسطين والأقصى، متى يحين الوقت لنرفع الصوت الواحد للإسلام الحقيقي ضد التطرف والوحدة».

وختم بالقول: «كان من المفترض أن يكون إسم المؤتمر «زوال إسرائيل»، الصهاينة اليوم يعيشون مرحلة النهاية وهم على علم بذلك، و«الإسرائيليون» يتحدثون عن حتمية زوال «اسرائيل» وكتبوا قبل أن نكتب نحن».

آراكي

من جهته، أكد نائب الأمين العام لمجمع التقريب بين المذاهب الإسلامية الشيخ محسن الآراكي «أن الاتحاد هو الذي يخلق الهوية، والعزم، والإنتصارات، ومن دونه لا هوية، ولا عزيمة، ولا إنتصار».

ودعا «اتحاد علماء المقاومة إلى ان يتحدوا على الميثاق ويثبتوا على المقاومة في سبيل الدفاع عن العدل وقيم القرآن»، مجدداً العهد والمبايعة على طاعة الله وبذل الدماء والانفس في سبيل الدفاع عن المظلومين والأقصى وفلسطين وهويتنا وبلادنا المشتتة التي أهينت».

الاتحاد الإسلامي في ماليزيا

وألقى نائب رئيس حزب «الاتحاد الاسلامي» في ماليزيا عبد الغني شمس الدين اعتبر فيها «ان الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة هو مدخل لتوحيد الأمة وتجميع الهمة لتحرير فلسطين»، داعياً الى «توحيد الجهود والكلمة ودعم المقاومة ووضع استراتيجية نجاح يلتزم فيها أبناء الأمة كافة ووضع خطة لتفتيت الأمور الخلافية وتعزيز الوحدة الإسلامية لتتكون القوة في الحرب الفكرية الصهاينة».

وقال: «اليوم صادروا الأراضي في القدس القديمة وحاصروا المسجد الأقصى في وقت يخططون لبناء الهيكل المزعوم، وكل ذلك من دون تدخل جدي من الأمة العربية والإسلامية.

واليوم علينا أن نبني جسوراً للتعاون في ما بين أبناء الأمة».

مفتي روسيا

أما مفتي روسيا الشيخ نفيع الله عشيروف، فقد ذكر بمقولة الإمام الخميني حين قال: «لا شرقية ولا غربية، إسلامية اسلامية». وقال: «اليوم علينا أن نقول لا سنيّة ولا شيعيّة، بل شعار إسلامية وحدة إسلامية لتحرير فلسطين والقدس الشريف».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى