بعجور: لم يعد جائزاً السكوت عن نظام محاصصة طائفية يرهن مستقبل الناس

أقامت منفذية صيدا ـ الزهراني في الحزب السوري القومي الاجتماعي احتفالاً تأبينياً في بلدة قناريت، بمناسبة ذكرى مرور أسبوع على رحيل الرفيق المناضل محمد خليفة، حضره إلى جانب عائلة الراحل، عضو المجلس الأعلى منفذ عام صيدا خليل بعجور، المندوب السياسي للحزب في الجنوب حنا الناشف، وناموس المندوبية الدكتور شوقي يونس، وأعضاء هيئة المنفذية ومدراء المديريات وحشد من القوميين والمواطنين.

كما حضر النائبان ميشال موسى وعلي عسيران، المسؤول السياسي لحزب الله في صيدا الشيخ زيد ضاهر، وفد من قيادة حركة أمل في الجنوب، رؤساء بلديات، مختارون، وعدد من الفاعليات الاجتماعية والسياسية، وأصدقاء الراحل، وأهالي البلدة والقرى المجاورة.

بدايةً، كانت كلمة لإمام البلدة أبّن فيها الراحل وعدّد صفاته وسيرة نضاله، ثم ألقى عريف الاحتفال كلمة تناول فيها مزايا الراحل، مثنياً على أخلاقه التي جسّدت عمق التزامه وإيمانه بالعقيدة القومية الاجتماعية.

كلمة حركة أمل

وألقى عضو قيادة حركة أمل أبو أحمد الصفاوي كلمة أثنى فيها على مواقف الراحل الوطنية والقومية، وأشاد بدور الحزب السوري القومي الاجتماعي الريادي في المقاومة الوطنية والدفاع عن لبنان في وجه الاعتداءات الصهيونية، واعتباره قضية فلسطين قضيته المركزية. منوّها بمبادئ الحزب التي تعمل من أجل وحدة المجتمع.

كما تطرّق إلى الأوضاع الراهنة مؤكداً وحدة المواجهة في وجه المشروع الأميركي ـ الصهيوني، ووجهه الآخر المتمثل بقوى الإرهاب التي تحاول أن تقضي على كلّ قيم بلادنا ومجتمعاتنا، خدمة للمشروع «الإسرائيلي».

كلمة الحزب

وألقى عضو المجلس الأعلى خليل بعجور كلمة الحزب وجاء فيها: نحن نريد حياة لا عيشاً، وبين الحياة والعيش بون شاسع، فالعيش لا يفرّق بين العز والذلّ، أما الحياة فلا تكون إلا في العز سعاده . بهذه الفلسفة والنظرة إلى الحياة آمن وعمل الرفيق محمد خليفة أبو مازن ، انتمى إلى الحزب السوري القومي الاجتماعي، وأقسم على أن يتخذ من مبادئه القومية الاجتماعية إيماناً له ولعائلته وشعاراً لبيته، وبرَّ بالقسم فأنشأ عائلة قومية، وكان مثالاً يُحتذى في مواقفه التي جسّدت إيمانه الحزبي. اعتُقل عام 1961 لكنه خرج من السجن أشدّ إيماناً وأصلب عزيمة وأقوى إرادة، فنال «وسام الثبات» واستمرّ على إيمانه حتى الرمق الأخير، حيث شيِّع حزبياً ولفّ جثمانه بالزوبعة بناءً لوصيته.

وتشاء الصدف أن يرحل أبو مازن في شهر الفداء، حيث نلتقي اليوم ولم تمض سوى أيام معدودة على الذكرى السادسة والستين لاغتيال باعث نهضتنا الزعيم أنطون سعاده، الذي اغتالته الحكومة اللبنانية فجر الثامن من تموز في جريمة تاريخية يندى لها جبين العدالة، إذ اعتُقل وحوكم محاكمة صورية، واغتيل إعداماً خلال ساعات لا يتجاوز عددها أصابع اليد.

وتتزامن هذه المناسبة أيضاً مع الذكرى التاسعة للحرب الصهيونية على لبنان، وبين الحدثين، اغتيال سعاده وحرب تموز، تطابق في الأهداف والأدوات على رغم الفارق الزمني الذي يفصل بينهما. فالأنظمة والمتآمرون من يهود الداخل الذين باعوا فلسطين للصهاينة اليهود عام 1948، واغتالوا سعاده على إثر إعلانه الاستنفار العام، والدعوة إلى الكفاح المسلح للدفاع عن فلسطين، هؤلاء أنفسهم تآمروا على المقاومة، وحاولوا تصفيتها عبر دعمهم العدوان الصهيوني عام 2006، الذي كان يهدف إلى إنهاء القضية الفلسطينية، وإعلان قيام الشرق الأوسط الأميركي ـ «الإسرائيلي» الجديد. وهؤلاء أنفسهم ما زالوا يتآمرون على فلسطين والمقاومة وعلى الشعوب والدول الداعمة لهما من لبنان إلى سورية والعراق، إلى اليمن والجزائر وإيران.

وأضاف بعجور: عام 2006، لم تنتصر المقاومة بسبب بطولات المقاومين وتلاحم الشعب والجيش والمقاومة فحسب، إنما بسبب الدعم المباشر والعمق الاستراتيجي الذي أمّنته سورية للمقاومة. فكانت شريكاً أساسياً في صناعة النصر. وما استهداف سورية سوى استهداف لدورها، والمسألة بالنسبة إليهم ليست مسألة شخص الرئيس بشار الأسد، إنما مسألة النهج الذي يمثله ويقوده.

كما أنّ الموقف من إيران هو موقف من النهج الداعم لفلسطين والمقاومة، هو موقف من إيران التي تدعم علناً وبكلّ الوسائل جميع القوى الحرة التي تعمل من أجل فلسطين والقضية الفلسطينية.

هناك محوران لا ثالث لهما: محور «إسرائيل» وأميركا وحلفائهما وأدواتهما من جهة، ومحور فلسطين والمقاومة من جهة مقابلة. لقد انكشف المستور، فالدور الذي تقوم به بعض الدول العربية بوكالتها عن «إسرائيل» لن يغيّر من هذه الحقيقة شيئاً، ولن ينجح في إشعال الفتنة. إنّ الذين يدعمون الحرب على سورية ارتضوا لأنفسهم أن يكونوا جزءاً لا يتجزّأ من المشروع الأميركي ـ الصهيوني، ونحن ندرك تماماً أنهم باعوا فلسطين وأنفسهم لليهود.

وتطرّق بعجور إلى الوضع القائم في الداخل اللبناني فقال: في زمن اجتياح النفايات للمدينة التي لا تنام، ستّ الدنيا بيروت، نقول إنّ فشل الحكومات المتعاقبة في حلّ مشكلة الكهرباء والماء والنفايات، على رغم المليارات التي صرفت على هذين القطاعين، لهو دليل على أنّ نظام المحاصصة الطائفية هو نظام حماية لكبار اللصوص والكَسَبة. ولم يعد جائزاً السكوت عن جرائم تمثّل تعدّياً على مصالح الناس وسرقة مقدراتهم، وهذا أمر لا يقّل خطورة عن التآمر على المقاومة.

إنّ الروائح النتنة التي تفوح من أكوام النفايات المكدّسة في شوارع بيروت هي نتاج هذا النظام العفن، الذي لا بدّ من اجتثاثه وإقامة النظام المدني الديمقراطي الذي أساسه المواطَنة والمساواة وتكافؤ الفرص.

وختم بعجور كلمته بتوجيه التعزية بِاسم رئيس الحزب النائب أسعد حردان، وبِاسم قيادة الحزب، ومنفذية صيدا ـ الزهراني إلى عائلة الراحل، وإلى آل خليفة وعموم أهالي قناريت.

وكان الحزب قد تقبّل التعازي مع عائلة الفقيد بُعيد تشييعه في مأتم حزبيّ، حيث لفّ جثمانه بالعلم الحزبي وأدىَ القوميون له تحية الوداع.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى