الشماعة الداعشية تسقط الأحلام الأردوغانية مرة جديدة

لؤي خليل

يدعو الغرب إلى تحالف دولي ضدّ ا رهاب العالمي الذي يظهر في كلّ مرة بلون جديد ومسمّيات جديدة. هذا التحالف اليوم بات أكثر وضوحاً من حيث الدول نفسها والتحالفات ذاتها والاتجاه عينه نحو مناطق النفط العربي المتجددة. والأكثر وضوحاً هو هذه الدول التي موّلت وصنعت مسمّيات ا رهاب الجديدة، وتمثل ذلك في السعي المتواصل في السنوات ا خيرة إلى ضخ إرهابي منقطع النظير من جميع منابع أوروبا البشرية وا علامية. ما خُطّط له قد فشل وما ضُخّ استنزف وما يُحاك مجددا هدفه الوصول إلى نقاط ما بعد الاتفاق النووي، نقاط تغطي فشل السياسات الغربية في تحقيق أي خرق عسكري مناطقي واسع يشلّ قدرة الدولة السورية أو الحلف المقاوم، فالحرب البديلة التي يقوم بها الأميركي لم تولد سوى مناطق تطرف منعزلة يزداد فيها التكفير للأرض التي أتوا منها قبل غيرها وهنا بلادهم الغربية التي بدأت تدفع ثمن ارتدادات هذه الحرب المتعددة الأجندات والدويلات. الصراع لم يعد محدد الهدف بين حلف مقاوم وآخر عميل مساوم، بل تخطاه إلى الذهنية التي باتت خارج السيطرة الاستخباراتية العالمية، وأوجدت معها سيناريوات تمزيق مختلفة السياسات والأجندات.

هذا الفشل وإن لم يظهره أعداء الحلف المقاوم إلى العلن، فهو أساس كل ما يحدث، انطلاقاً من الملف النووي الإيراني الذي حمل معه تخصيب اتفاقات سياسية في طريقها للانبعاث، وإن خاضت تخصيباً من درجة أخرى لحفظ المصالح الغربية التي تتمتع ببراغماتية سريعة التحول والتخلي حتى عن الحليف، فكيف الوكيل المساوم أمام قوة المصالح التي أنتجها الاتفاق! فالفشل ظاهر في كلام أكثر المسؤولين الغربيين، وما كلامهم عن حربهم البديلة من المحارب البديل «داعش» سوى شماعة فشل يحاول الغرب تعليق سوء اختياره وسوء خططه وعقوله المتطبعة بالاستعمار اللعين عليها. وكأن هذا الاخطبوط لقيط بعيد من رحم غرف نخاستهم وتجارتهم بدماء الشعوب وعقول شعوبهم المبرمجة فقط على محصلات حروبهم في بورصة الدم العالمية وناقلات بغضهم في وول ستريت ولندن وغيرها.

فالفشل واضح والتغير واضح والسياسة البديلة المعهودة للأميركي في تبديل لصاقات إعلاناته وكاميرات هوليوود لأقماره الصناعية من مناطق الدولة السورية إلى مناطق سيطرة التنظيمات الإرهابية، وطبعاً النقيض واضح بين مساعد وبين ضربات هدفها وللملاحظة التحجيم وليس القضاء، هذه الشماعة لتعليق فشل الغرب واضحة المعالم والأهداف وواضحة الأساس، بدأت مع تحريك ا مر الأميركي لحلفائه في الخليج أولاً بإتلاف ا وراق عبر الضخ بها أكثر لحرقها، وباتجاه التركي صاحب الورقة ا ضعف، فالأميركي الذي وقف منذ أشهر يمهد بدعم جوي للوحدات الكردية باتجاه الحدود التركية مدركاً حجم الهلع التركي، ليعلم التركي أن زمن ا حلام العثمانية عليها أن توضع جانباً بانتظار سقوف التحرك الجديدة للأميركي التي رسمها فعلاً مع الروسي وا يراني.

فتصريحات التركي وخصوصاً أوغلو وأردوغان ليست سوى فقاعات لشارعه المنخدع بأحلامه ا سلامية التاريخية، وما يصرّح به تارة عن مناطق عازلة وتارة عن غطاء جوي ليعدل خطابه بالتحرك ضد ا كراد حتى تعديل تحالفهم مع النظام في سورية. هذا كله ليس سوى حرق خر أوراقه التي بات يدركها جيداً بأن زمن ا حلام وما بعد النظام في سورية قد ولى، وورقة التوت ا خيرة التي منحه إياها ا ميركي هي محاربة حزب العمال الكردستاني للتغطية على التبدلات الكبيرة التي عليه إنجازها تماشياً مع اتفاقات ما بعد إيران والغرب. فا ميركي يدرك جيداً أنه لن يسمح حد بالمساس بهذه الاتفاقات تحضيراً لانتخاباته، وهو يمنح التركي بإرادته ورقة إضعاف الحزب الديمقراطي الكردي علها تسعف أحلام أردوغان الداخلية بسبب فشله الخارجي، هذا التفتيت حلام السلطانية عند أردوغان تجعله يعترف بل سيعترف به وبقوة أمام حاكميه الجدد، فكلّ ما خطط له فشل وكلّ ما يخطط له سيفشل أيضاً وسيسقط مرة أخرى أمام التخبطات انتخابية التي فرزت مجدداً في الداخل التركي الرافض لكل الحروب التي يصارع بها أردوغان جميع المعادلات السياسية، متحالفاً مع الأخطبوط الداعشي المتغلغل في الداخل التركي أصلاً، فالصفاقة السياسية ردوغان والغرب التي يخادع بها إعلامياً لن تسعفه في إبعاد شبح ا رهاب الذي سيرد له الصفعة داخلياً مرة أخرى كأحداث الحادي عشر من أيلول، وإن كانت بخداع مخابراتي بغيض لأن الغرب سيدرك ولو أخيراً أن فراخه الإرهابية أصبحت ذئاباً يصعب إيقاف عوائها. هذه المكاشفة ولو إعلامياً ستفضح زيف الادعاءات الغربية ولو إعلامياً مهما حاول الغرب تغطية فشله، فهو دوماً يبحث عن شماعة لتعليق أخطائه عليها ولو أمام شعوبه وهي الآن «داعش» الفرخ الذي ترعرع و يزال في أحضان المخابرات الغربية الخليجية، ولكن الضعف لديهم هو ما دفعهم أكثر لهذه الشماعة، وعجزهم عن تحقيق أي هدف بوجه الحلف المقاوم الذي ينتظر ترتيب الأسس الجديدة للانتصار التاريخي.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى