أحمد الحريري… وريثاً للسنيورة!

يوسف الصايغ

في مشهد يترجم مدى الانسجام الحاصل بينهما باتت لقاءات القنصل المصري في لبنان شريف البحراوي وأمين عام تيار المستقبل أحمد الحريري شبه يومية، حيث يقصدان سوياً المقاهي البيروتية، حيث يمارس البحراوي هوايته في شرب النرجيلة.

في هذا الصدد تشير معلومات لـ«البناء» الى انّ «اجتماعات النرجيلة» تعكس التوجهات الجديدة في العلاقة المصرية مع تيار المستقبل عبر أمينه العام أحمد الحريري، على حساب رئيس كتلة المستقبل فؤاد السنيورة الذي هبطت أسهمه مصرياً وإماراتياً.

أما عن سبب الجفاء المصري للسنيورة، فتلفت المصادر الى انّ «القنصل البحراوي الذي كان قد توصل الى تسوية دار الفتوى التي أتت بالمفتي عبداللطيف دريان خلفاً للمفتي محمد رشيد قباني بالتنسيق مع السنيورة، بات يرى مؤخراً انّ السنيورة غدر به وانقلب على اتفاق دار الفتوى في أكثر من مكان، كما وصل الأمر بالبحراوي حدّ وصف السنيورة بـ«الرجل الماكر» الذي لا يؤمن جانبه ولا تصدق وعوده»، بحسب ما تشير المصادر.

في المقابل يبدو انّ النائبة بهية الحريري تسعى الى الاستفادة من الجفاء المصري للسنيورة وتجهد عبر البحراوي الى تسويق نجلها أحمد الحريري لدى الإماراتيين في عدة ملفات أهمّها ملف دار الفتوى والمساعدات التي كانت تتلقاها أيام المفتي قباني عبر السنيورة الذي كان يمسك بزمام الشأن المادي، وتقول المصادر: «هنا ترسم أكثر من علامة استفهام حول أداء السنيورة في هذا الملف، ما دفع بالإماراتيين الى فتح قنوات اتصال مباشر مع دار الفتوى لكفّ يد السنيورة».

وتشير معلومات لـ «البناء» إلى أنّ القنصل المصري يرتبط بعلاقات وطيدة مع دولة الإمارات العربية المتحدة التي باتت بدورها تدور في نفس فلك الموقف المصري، حيث أوعزت الى سفيرها في لبنان حمد سعيد الشامسي بتوطيد العلاقة مع تيار المستقبل بشخص أمينه العام والنائب بهية الحريري التي التقت قبل أسبوع السفير الشامسي يرافقه وفد من مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان، وذلك بعد زيارة قام بها الوفد الإماراتي برفقة السفير الى دار الإفتاء حيث كان لقاء بالمفتي دريان، وذلك بهدف فتح أقنية اتصال مباشرة مع المفتي ما يشير الى أنّ السنيورة الذي تعرّض لنكسة عائلية بعد هرب ابنته إلى كوبا وزواجها هناك من دون موافقته، واجه نكسة سياسية ومالية جديدة تمثلت بإقصائه عن الملف المالي لدار الفتوى.

من جهة ثانية تشير المصادر الى الموقف الإماراتي المتمايز عن باقي الدول الخليج لا سيما السعودي إزاء الاتفاق النووي بين الغرب وإيران، وهو مرتبط أيضاً بالنظرة الإيجابية تجاه دمشق والاتجاه نحو إعادة فتح قنوات الاتصال مع نظام الرئيس بشار الأسد، وقد يترجم ذلك بإعادة فتح سفارة الإمارات في دمشق، كما أنّ «البعض يتحدّث عن دور إماراتي بالتنسيق مع مصر في الشأن السوري، حيث تستفيد الإمارات في انفتاحها على دمشق من علاقات البحراوي السورية، فهو كان ضابط مخابرات منتدب في السفارة المصرية في دمشق قبل تعيينه قنصلاً في بيروت».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى