اختتام فعاليات مؤتمر المقاومة… ثقافة وانتماء

رانيا مشوّح

اختُتمت فعاليات مؤتمر المقاومة… ثقافة وانتماء، الذي عُقد في مكتبة الأسد في العاصمة السورية دمشق، برعاية وزير الثقافة عصام خليل، إذ ناقش المؤتمر خلال يومين، دور محور المقاومة كقطب جديد على الساحة الدولية ومنعكسات توقيع الاتفاق النووي على دول محور المقاومة، ودور الإعلام في تعزيز ثقافة المقاومة والحفاظ على هويتها.

وتحدث توفيق الإمام معاون وزير الثقافة لـ«البناء» عن المؤتمر قائلاً: المقاومة ثقافة وانتماء وانتصار أيضاً، فالإعلام المقاوم هو من يحقق الانتصارات ويسجلها للجيش السوري والمقاومة اللبنانية في أرض المعركة، هذه المعركة التي خطط لها على مستوى دولي من قبل أميركا وبعض الدول العربية وتركيا و«إسرائيل» لضرب طوق المقاومة. إلا أن المقاومة صمدت وما زالت صامدة وستصمد وتنتصر. فالآن نحن نرى ونسمع كل يوم عن انتصارات الجيش السوري والمقاومة اللبنانية على امتداد أرض المعركة.

وأضاف: الإعلام جزء من المقاومة كما مقاومة السلاح، فهو يرسل رسائل ثقافية مقاومة لحث المواطنين على الصمود والتصدي للهجمة الاستعمارية الشرسة، إعلامنا وعلى ما يتوافر له من إمكانيات قد صمد صموداً جيداً بدليل أن هناك آليات حديثة وتقنية ومتطورة كما نرى الإعلام الحربي بمساندته الجيش في أرض المعركة، إذ يسجّل الأحداث ويوثقها كما هي وينقلها إلى المشاهد.

وعن آليات تعزيز ثقافة المقاومة من خلال الإعلام السوري، حدّثنا الدكتور خلف المفتاح عضو القيادة القطرية في حزب البعث العربي الاشتراكي: نحن نتحدث عن منظومة مقاومة والإعلام يتشكل من ثلاثة عناصر أساسية أولها التقانة وأهمية امتلاكها فربما نحن نعاني من نقص في هذه الإمكانات فاليوم هناك أقمار صناعية وحدث وإمكانات مالية لذا يجب أن نمتلك تقانة عالية وأيضاً امتلاك كوادر عالية التأهيل، لدينا كوادر جيدة لكن علينا أن نتحدث عن مشروع متكامل وأيضاً هناك أهمية للخطاب والمضمون فكيف لنا أن نظهر هذا الخطاب المقاوم وبالتالي نكسب الجمهور ونخدم الاستراتيجية العامة، وهذا يستدعي الحديث عن منظومة إعلامية مقاومة.

وأضاف: للإعلام الوطني دور كبير في هذا المجال، وواجه ونجح بخبراته وانتمائه، لكننا اليوم أمام حرب ذات طابع كوني تحتاج إلى طاقات هائلة ومن هنا تأتي أهمية هذا المؤتمر الذي انعقد في دمشق قبل عدة أيام وتوصل إلى مجموعة من التصورات ومشروع متكامل والمطلوب تفعيل هذا المشروع وتعزيز هذه المنظومة المقاومة المتكاملة وتكريس استراتيجية في المواجهة. والرئيس أوضح هذا في خطابه واعتبره فيصلاً في هذا المجال، وفيصلاً في الانتقال من الثقافة المقاومة إلى ثقافة الانتصار. فكيف يمكن أن نكرس ثقافة الانتصار فالشعب السوري كله يقاوم لذا يجب أن نفسح المجال لكل القوى أن تعمل في إطار اللعبة الإعلامية سواء في الحروب النفسية والحروب الإعلامية لأن هناك حصانة وشعوراً وطنياً عالياً ومعرفة دقيقة. فالجاهل هو من يُمكّن الإعلام الآخر من التحرك في ساحاتنا. لكن كلما غطينا هذه الساحات ونقلنا الصورة من الميدان كلما استطعنا تحصين المواطن بما يحول دون حصول أي غزو أو تأثير يستهدف الجمهور السوري وجمهور المقاومة.

وحول مفهوم ثقافة المقاومة في الدين الإسلامي والمفاهيم الخاطئة التي يكرّسها الإرهاب، أوضح لنا الشيخ فادي برهان نقيب أشراف ريف دمشق عن هذا قائلاً: دوائر الاستخبارات الغربية تحاول أن تجعل من الإسلام والإرهاب وجهان لعملة واحدة. لكن الضوابط الإسلامية التي شرّعها القرآن والشريعة الإسلامية تفرّق تماماً بين الإسلام والإرهاب. فالإسلام فيه من ثقافة المقاومة للشر والمقاومة لكل المفاهيم التي لا تنسجم مع الإنسانية، ثقافة مقاومة يحاول من خلالها الإسلام أن يكون ناشراً ومنبراً ونبراساً للفضيلة والأخلاق والمحبة والسلام بين الناس، ومقاوماً لكل الشرور وكل ما يفرّق الناس ويبعد الناس عن مبادئهم الإنسانية الأصيلة. وفي هذا الإطار أكد النبي محمد في أكثر من موقع على المقاومة، فالرسول مرّ على بقعة كان الصحابة يتدربون فيها على الرمي فخلع نعليه وقال: روضة من رياض الجنة. أي المكان الذي يتدرب فيه اليوم أي تشكيل من الجيش السوري على الرمي هو روضة من رياض الجنة.

وأضاف: علينا أن نولي اهتماماً دينياً وأن نؤكد على المفاهيم الدينية التي تكرس وتؤصل في نفوسنا قناعات مقاومة الشر والاستبداد وكل ما يتربص بنا نحن خلقنا أحراراً ونبقى أحراراً والشعب هومن يقرر مصير بلاده من دون أي تدخل خارجي وواجبنا كرجال دين أن نؤصل في نفوس الناس هذه القناعة وأن نؤكد أن الإسلام جعل من الناس أحراراً ولم يجعل للظالمين علينا من سبيل.

أما عن رأيه في ما ينقص الإعلام السوري اليوم حتى يصل إلى حجم المؤامرة المحاكة ضد سورية، فقال الإعلامي نضال زغبور: ينقصنا الإرادة لأن المقاومة خيار وقدر. فقدرنا أن نكون مقاومين وأن يكون هناك إعلام مقاوم ووطني وباعتقادي أنه كل لا يتجزأ وطالما أنه إعلام وطني فهو معني بكل تفاصيل الحياة. أنا ضد هذه التقسيمات لكني مع التخصص والتأهيل والتدريب والتوجه، يجب تأهيل كادر يوصل رسالته فعدونا شرس جداً ولديه أدواته فهومن أوجد التقانة وأوجد فلسفة ما حول التقانة واهتم بالإعلام وسيطر عليه من هنا يجب أن نعرف إلى أين نحن ذاهبون، فهذه الملتقيات تحفز وتذكر الناشئة وتذكر من لديه فتوق ورتوق في ثوبه السياسي والفكري والانتماء والعقيدة أنه لم يعد لديه خيار إلا أن يكون مقاوماً بشكل أو بآخر، فالمقاومة ليست مجرد قتال بالسلاح إنما صمودنا واجتهادنا بعملنا وتميزنا وحفاظنا على البنية الاجتماعية وعلى مجموعة معطيات وقيم أخلاقية وثقافية وتراثية ودينية هذه هي المقاومة والاستمرارية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى