المرصد

هنادي عيسى

احتفل مهرجان «جرش للثقافة والفنون» هذه السنة بدورته الثلاثين. وقد وقف على خشبة هذا المسرح التاريخيّ، عشرات الفنانين العرب والعالميين. ودائماً يخصّص المسرح الجنوبيّ لاستقبال أهّم نجوم العالم العربي.

كان المطربون يحلمون بالوقوف أمام الجمهور من الأردن وفلسطين، الذين يقصدون جرش لحضور نجومهم المفضلين. وكثيراً ما وقف جورج وسوف، ملحم بركات، وليد توفيق، راغب علامة، نوال الزغبي، نجوى كرم، وغيرهم من نجوم سورية ولبنان الذين كانوا يغنّون أمام مدرّجات مملوءة بالآلاف. أما هذه السنة، فهناك مجموعة من المطربين اللبنانيين الذين شاركوا باحتفالية مرور السنوات الثلاثين على انطلاق هذا المهرحان العريق. لكن معظمهم أخفقوا في استقطاب عدد كبير من المتفرّجين، نظراً إلى الضعف في الأرشيف الفني، أو عدم قدرة المطرب على جذب الناس وحثّهم على دفع المال مقابل الدخول إلى الحفل.

أوّل المشاركين اللبنانيين هذه الدورة كان رامي عياش، الذي أصيب بصدمة عندما علم أنّ المدرج الذي يتّسع لأكثر من خمسة آلاف شخص، لم يجلس فيه سوى نحو ألف متفرّج. وأمام هذا الواقع، رفض عياش أن يغنّي أمام هذا «العدد القليل»، ما اضطرّ إدارة المهرجان لأن تفتح الأبواب وتُدخل الناس مجاناً. ومع ذلك، لم يصل عدد الحاضرين إلى أكثر من ألفَي شخص. وبعد تأخيرٍ قوامه ساعة ونصف الساعة، غنّى عياش، لكنّ الصحافة التي حضرت المهرجان، كتبت في اليوم التالي عن إخفاق الـ«بوب ستار»، خصوصاً أنّ مكتبه الإعلامي وزّع صوَراً للمدرّجات مملوءة، أُخِذت من حفل المطرب الأردني عمر عبد اللات. ووُصف عيّاش ومكتبه بالسارقين، كما وُزّعت الفيديوات عبر الإنترنت، تُظهر قلة الحضور في حفل رامي عيّاش.

كما قدّمت يارا حفلاً اعتُبر جيداً على رغم أن الحضور لم يملأ المدرّجات. ما يدلّ على أن نجومية يارا لا تزال محدودة. ومثلها كان حفل جوزف عطية طريّ العود الذي حضره عدد من محبّيه، لكنّهم لم يحتلوا المدرّجات بكاملها، نظراً إلى ضعف أرشيفه الفنّي. إذ من يقف على مسرح كمسرح جرش، عليه أن يكون صاحب باعٍ طويل في الأغاني الناجحة.

وجاءت ليلتا نانسي عجرم ووائل كفوري لتقلبا المقاييس. ففي الحفلتين، كانت المدرّجات مكتظّةً بالجمهور الذي ردّد مع النجمين أجمل أعمالهما الفنية. وهذا النجاح أعاد الاعتبار لنجوم الأغنية اللبنانية وجماهيريتهم. أما أمس الجمعة ليلاً، فقد كان متوقّعاً أن تكون مشاركة مايا دياب محفوفة بالمخاطر، لأنّ جمهور جرش «سمّيع»، ولا يلتفت إلى الشكل الخارجي فقط. فكيف سيكون حضور دياب؟ حتماً الجواب سنقرأ عنه اليوم.

وتبقى كلمة أخيرة، أن ليس كلّ من قدّم أغنية وصوّر «كليباً»، بإمكانه أن يقف على أعرق المسارح. وبعد هذه الدورة، على إدارة المهرجانات الكبيرة أن تختار الفنان المناسب للمكان المناسب.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى