الاستخبارات «الإسرائيلية»: حزب الله غير منشغل في سورية وقادر على شنّ حرب الأسد في عيد الجيش واثق من النصر… وقهوجي يؤكد القدرة على أداء المهام

كتب المحرر السياسي

في يوم الجيش في كلّ من لبنان وسورية تحدّث الرئيس السوري بشار الأسد موجهاً التحية لجنود وضباط الجيش العربي السوري مؤكداً ثقته بالنصر على الإرهاب وتحرير كامل التراب السوري، بينما توجه قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي للعسكريين مؤكداً قدرة الجيش على أداء مهمة مكافحة الإرهاب باحترافية تعادل ما تقدر عليه جيوش الدول المتقدمة.

وفي هذا اليوم الذي يحييه الجيش في لبنان وسورية، حيث المصير المشترك والعدو المشترك تبرز المقاومة كركن ثالث في معادلة الدفاع الوطني الذهبية، الجيش والشعب والمقاومة.

أكثر من يدرك أهمية وخطورة هذه المعادلة، خصوصاً ركنها الثالث الذي تمثله المقاومة هو العدو، الذي قالت مصادر استخباراته العسكرية لصحيفة «يديعوت أحرونوت» أن حزب الله يشكل التهديد المباشر لأمن «إسرائيل»، والذي يخطئ من يستفزه ويتوقّع منه ردوداً موضعية ويبني حساباته على عدم قدرته على شنّ حرب كبرى.

«من يعتقد أنّ انشغال أمين عام حزب الله في القتال الدائر في سورية، يمنعه من شنّ ردود بحجم المخاطرة في شنّ حرب شاملة، هو واهم وعليه أن يعيد حساباته»، هذه خلاصة ما أكدته مصادر صحيفة «يديعوت أحرونوت» في شعبة الاستخبارات العسكرية التابعة لجيش الاحتلال.

ونبّهت الصحيفة إلى أنه «في موازاة زيادة انخراط حزب الله عسكرياً في سورية، الذي يقدّر بـ 7000 مقاتل يزدادون خبرة قتالية ويحققون نجاحات في الأسابيع الأخيرة، فإنّ تشكيلات النار في لبنان الموجهة نحو «إسرائيل» لم تتغيّر، ومشغلو الصواريخ ما زالوا في أماكنهم».

وأشارت مصادر الصحيفة، إلى أنّ «من يعتقد بأنّ حزب الله يردّ على إسرائيل بردّ لا يتجاوز كونه رداً موضعياً محدوداً، عليه أن يتذكر الردّ السابق في كانون الثاني الماضي، على الهجوم في القنيطرة أيضاً، إذ إن من يريد فقط رداً موضعياً محدوداً لا يطلق سبعة صواريخ كورنيت على موكب للجيش «الإسرائيلي»، رداً على اغتيال جهاد مغنية»، مضيفة انه «لحسن الحظ سقط قتيلان اثنان في الهجوم، لكن لو أدّت العملية إلى مقتل عشرة جنود، لكنا وجدنا أنفسنا في مكان آخر».

وحول الغارة التي شنّها سلاح الجو لدى جيش العدو بالقرب من بلدة حضر في ريف القنيطرة، أشارت «يديعوت» نقلاً عن مصادر الاستخبارات العسكرية إلى أنه خلافاً للتقارير المتداولة في الإعلام، فإنّ سمير القنطار وأياً من عناصر حزب الله لم يكونوا في السيارة المستهدفة، ولم يكونوا في الأساس هدفاً للهجوم.

أما لبنان المحتفل بعيد الجيش فمنشغل بملف النفايات الذي بقيت الحلول والمحاولات الحكومية لتخطيه عقيمة عاجزة عن التقدّم خطوة إلى الأمام، وفي هذا المجال تساءلت مصادر قانونية عن سبب تلكّؤ الحكومة في اتخاذ القرار المنسجم مع الدستور، والذي يعيد مسؤولية النظافة إلى البلديات واتحادات البلديات كلّ في نطاقها، مضيفة أنّ الحديث عن مناقصات تجريها الحكومة لا يزال معالجة لمخالفة قانونية بمخالفة جديدة، فالبلديات واتحادات البلديات تستطيع إجراء مثل هذه المناقصات منفردة أو مجتمعة، إذا وجدت ذلك ضرورياً، وبالنسبة إلى بيروت يمكن موضوعياً وبسبب تداخل الضواحي والعاصمة، تشكيل اتحاد بلديات بيروت والمتن وبعبدا، وتولي هذا الاتحاد معالجة قضية نفايات العاصمة والضواحي، ورصد بدلات إيجار للعقارات التي تقدّمها البلديات بعضها للبعض الآخر كمطامر أو مراكز تجميع، حتى لو كان الخيار هو السلسلة الشرقية، فلا شيء يحول دون منح البلديات التي ستقع المطامر في نطاقها البلدي البدل العادل الذي يمنحها ما يسمح لها إطلاق مشاريع تنموية.

ورأت المصادر نفسها أن للتلكؤ الحكومي تفسيراً واحداً هو مسايرة المستفيدين من وضع اليد على أموال البلديات وصلاحياتها عبر التأجيل الراهن تمهيداً للتمديد اللاحق للعقود مع الشركات المستفيدة والتي تحميها مراكز نفوذ.

رفع النفايات ولا مطامر

لا تزال أزمة النفايات محل اهتمام المعنيين في ظل الفشل المتكرر للجنة الوزارية المصغرة المكلفة حل هذا الموضوع والتي أبقت اجتماعاتها مفتوحة، حيث تم الاتفاق على رفع النفايات من بيروت لكن لم يتم الاتفاق على الأماكن التي ستنقل إليها، فكل منطقة ترفض نقل نفايات منطقة إخرى إليها، فيما يجري التداول في حلول موقتة منها تصدير النفايات إلى دول أجنبية تستفيد منها من خلال إعادة تدويرها واستعمالها في الصناعات.

وأشارت مصادر رئيس الحكومة تمام سلام لـ«البناء» إلى أن جلسات اللجنة الوزارية المصغرة لموضوع النفايات مفتوحة، وبعد أن قررت رفع نفايات بيروت وجبل لبنان من الشوارع تعمل الآن على إيجاد أماكن تنقل إليها، لكن إلى أن يتفق على هذه الأماكن يتم وضع النفايات في بعض المناطق التي لم يكشف عنها، وأشارت المصادر إلى أن أهالي البقاع رفضوا نقل نفايات بيروت وضواحيها إلى مناطقهم.

جنبلاط عرض أملاكاً للطائفة الدرزية

وأشارت مصادر بقاعية إلى أن اللجنة الوزارية قررت في إحدى جلساتها نقل نفايات بيروت وجبل لبنان الجنوبي إلى مناطق البقاع وتحديداً إلى ضهر البيدر – منطقة الكسارات وهي منطقة تابعة عقارياً إلى عين دارة وتقع على ارتفاع 1500 متر عن سطح البحر وتأثيرات النفايات إذا رميت فيها تصل إلى محيط كل منطقة البقاع لا سيما في ثلاث مناطق هي: قب الياس والمريجات وبوارج، لأن المياه الجوفية للمنطقة قريبة من جبل الباروك ومن مياه قب الياس والدلم».

وأكدت المصادر أن أهالي البقاع رفضوا ذلك وأغلقوا الطرقات، خصوصاً طريق الكسارات التي تقع أيضاً على حدود محمية أرز الباروك ومحمية عميق.

وإذ دعت المصادر إلى نقل نفايات بيروت إلى أماكن في بيروت، كشفت أن «رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط عرض نقل النفايات إلى مناطق تعتبر أملاكاً للطائفة الدرزية في جبل عين داره، كما كشفت أنه يتمّ الضغط على أصحاب الكسارات بعدم إعطائهم رخصاً لكساراتهم لدفعهم للقبول بنقل النفايات إلى هذه المنطقة، كما تم الضغط على رؤساء بلديات مناطق في البقاع لكنهم رفضوا وبدأ الأهالي بالتحرك».

الحكومة مسؤولة

وأكد عضو كتلة المستقبل النائب عاطف مجدلاني لـ«البناء» أن دول العالم عادة تصدّر المواد الصناعية والزراعية ولا تصدّر نفاياتها، فالبلد الذي لا يستطيع أن يحلّ مشكلة نفاياته لن يستطيع الاستمرار وحلّ أزمات ومشاكل أخرى أكثر صعوبة».

ولفت مجدلاني إلى أنّ حلّ هذا الملف يحتاج إلى قرار حكومي جازم وصارم لأنّ المواطن اللبناني لم يعد يحتمل هذا الوضع المزري في الشوارع، محذراً من أنّ نقل النفايات في البواخر ورميها في البحر يعرض البحر إلى خطر التلوث، لا سيما على الثروة السمكية وهو ليس حلاً مناسباً عدا عن أن تكاليفه أكثر من كلفة شركة سوكلين».

وحمل مجلاني مسؤولية هذه الأزمة إلى الحكومة مجتمعة، لأنه «كان من المعروف منذ عام أن مطمر الناعمة سيقفل في 18 تموز، فلماذا حصل هذا التأخير في فض العروض وإجراء المناقصات والتلزيم؟».

أهالي معركة يعترضون شاحنات النفايات

وكان أهالي حوش الحريمة في البقاع الغربي قطعوا طريق عام جب جنين المرج احتجاجاً على حرق النفايات في القرى المجاورة وانقطاع التيار الكهربائي قبل أن تفتح الطريق ويفك الاعتصام، كما منع أهالي بلدة معركة قضاء صور 4 شاحنات من رمي نفايات في قطعة أرض في البلدة مملوكة من أحد الأشخاص من آل.خ.

الحكومة تقدم هدية للجيش في عيده

ويحتفل لبنان اليوم بمناسبة العيد السبعين للجيش اللبناني، في ظل أزمات داخلية يعيشها لبنان ووضع إقليمي متفجر، وفي وقت يحرم الجيش من الدعم والتسليح بعد تبخر وعود الصفقات والهبات، قدمت الحكومة هدية من خلال توقيع مرسوم ترقية التلامذة الضباط الذين سيتخرجون غداً من المدرسة الحربية إلى رتبة ضابط، بعد أن وقعه وزراء تكتل «التغيير والإصلاح»و«حزب الله» الذين كانوا قد رفضوا توقيعه في الجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء.

سلام: لانتخاب رئيس

وجدد رئيس مجلس الوزراء تمام سلام الدعوة إلى انتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت، «لإعادة التوازن إلى مؤسساتنا الدستورية وبث الروح في حياتنا السياسية ودورتنا الاقتصادية».

وقال في بيان: «للعام الثاني على التوالي، يحل عيد الجيش ولبنان يواجه للأسف شغوراً في موقع رئيس الجمهورية رأس الدولة ورمز وحدتها والقائد العام للقوات المسلحة».

ووجه سلام التحية إلى قيادة الجيش وإلى «أبنائنا العسكريين جنوداً ورتباء وضباطاً، تقديراً لدورهم في خدمة الوطن وحمايته وتفانيهم في صون وحدته واستقراره، كما توجه بالتحية إلى العسكريين المحتجزين لدى الجماعات الإرهابية».

قهوجي في عين التينة

واستقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة قائد الجيش العماد جان قهوجي الذي قدم له الورقة النقدية من فئة الخمسين ألف ليرة لبنانية الصادرة حديثاً من مصرف لبنان بمناسبة عيد الجيش، وكان عرض للوضع الأمني في البلاد.

وهنأ الرئيس بري قيادة الجيش والمؤسسة بمناسبة الأول من آب، منوهاً بالدور الوطني للجيش في الدفاع عن لبنان وأمنه واستقراره.

«العسكريون المخطوفون أمانة في أعناقنا»

بدوره وجه العماد قهوجي بالمناسبة أمر اليوم إلى العسكريين، ودعاهم إلى «رص الصفوف والجاهزية الكاملة للحفاظ على وحدة الوطن وسلامة أراضيه ومسيرة سلمه الأهلي، وجدد التأكيد أن «عسكريينا المخطوفين لدى التنظيمات الإرهابية منذ سنة تماماً، هم أمانة في أعناقنا إلى حين تحريرهم من الخطف وإنهاء معاناتهم وإعادتهم سالمين إلى عائلاتهم وأحبائهم وجيشهم».

إنجازات للجيش في عيده

وواصل الجيش في عيده القيام بواجبه في تعقب المخلين بالأمن وبالمعتدين على عناصره وضباطه لا سيما الرائد الشهيد ربيع كحيل، كما برصد الإرهابيين وإلقاء القبض عليهم، فأعلنت قيادة الجيش، في بيان أن «دورية من الجيش دهمت منزل المدعو هشام ضو المتهم بقتل الرائد الشهيد ربيع كحيل في محلة بدادون عاليه، وضبطت داخل منزله 18 بندقية حربية و17 مسدساً وكمية من الذخائر الخفيفة، بالإضافة إلى أعتدة عسكرية متنوعة، وتمّ تسليم المضبوطات إلى المرجع المختص لإجراء اللازم، كما أحال إلى القضاء المختص، اللبناني الموقوف خالد قاسم العجمي، المعروف باسم «خالد رحومة» والملقب بـ «أبي مصعب»و«أبو المجد»و«أبو عائشة اللبناني»، والذي كان قد أوقف لانتمائه لتنظيمات إرهابية وتورطه منذ العام 2012 مع مجموعة الموقوف مراد حمزة، في التحضير لتنفيذ أعمال أمنية وتعاونه مع إرهابيين مطلوبين داخل الأراضي اللبنانية وخارجها».

جلسة حكومية الأسبوع المقبل

حكومياً لا تزال الاتصالات تراوح مكانها في ظل غياب أي مؤشرات على حل الأزمة الحكومية، فيما سيدعو الرئيس تمام سلام إلى جلسة حكومية الأسبوع المقبل.

وقالت مصادر رئيس الحكومة تمام سلام لـ«البناء» أن الأسبوع المقبل سيدعو الرئيس سلام إلى جلسة حكومية ويمكن أن يبحث خلالها ملف التعيينات الأمنية والعسكرية، وأشارت إلى أن كل الاحتمالات واردة ومن ضمنها الاستقالة.

ونفت المصادر المعلومات التي تداولتها بعض وسائل الإعلام عن أن رئيس الحكومة سيأخذ إجازة حكومية لفترة من الوقت».

ولفتت المصادر إلى أن الاتصالات مفتوحة بين الرئيسين بري وسلام والنائب جنبلاط وقوى أخرى لحل الأزمة، ولكن حتى الآن لن تصل إلى نتائج، ويتابع الأطراف النقاش للوصول إلى حل للأزمة الحكومية الحالية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى