«الإعلام الصهيوني… والإعلام المتصهين»… للدكتور سمير صارم / فضائيات متصهينة لاستدخال الهزيمة وتزييف الواقع 4

في هذا العدد يعرض المؤلف ملابسات تأسيس محطة الجزيرة الفضائية والتفاصيل المحيطة بها، سواء لجهة التوقيت أم لجهة الخطاب الإعلامي أم التمويل أم الوظيفة المنوطة بها. كل ذلك ليصب في سياق كشف الدعاية الصهيونية وقدرتها على اختراق مجتمعاتنا بوسائل إعلامية «فضائيات» تحمل المضامين السياسية والتاريخية والثقافية التي تخدم المخطط الصهيوني.

كذلك يكشف المؤلف كيفية عمل «الجزيرة» وأساليبها الخبيثة التي تتبعها لقلب الحقيقة وإظهار المعتدي اليهودي معتدى عليه، وكأنه مقاوم من أجل الحرية.

لقد سلّط المؤلف الضوء على الدور الذي تلعبه محطة الجزيرة الناطقة باللغة الإنكليزية وكيف يحتل فيها اليهود مراكز قيادية.

«الجزيرة» فكرة صهيونية

كشف باحثان فرنسيان وجود صفقات دولية بين قطر وأميركا و»إسرائيل» لإثارة التوتر وزعزعة الاستقرار في الدول العربية خصوصاً ما سمي بدول الربيع العربي، وإن هناك علاقات سرية بين أميرها السابق حمد بن خليفة والشيخ يوسف القرضاوي تربطهما بـ»إسرائيل» وأميركا، وإن القرضاوي زار «إسرائيل» سراً عام 2010، وحاز إشادة رفيعة المستوى من الكونغرس الأميركي، للإسهام في تنفيذ مخطط أميركا في مصر وما سمي بدول الربيع العربي لتفتيت المنطقة وإثارة الفوضى والفتن.

وكشف الباحثان أن تأسيس قناة «الجزيرة» تم بفكرة صهيونية لم تكن وليدة عبقرية الأمير حمد، وكانت نتيجة طبيعية لاغتيال رئيس الوزراء «الإسرائيلي» إسحق رابين عام 1995، فغداة الاغتيال قرر الأخوان ديفيد وجان فريدمان، وهما يهوديان فرنسيان، عمل كل ما في وسعهما لتحقيق السلام لـ»إسرائيل»، واتصلا بأصدقائهما من الأميركيين الأعضاء في إيباك «لجنة الشئون العامة الأميركية – الإسرائيلية» الذين ساعدوا أمير قطر في الانقلاب على والده لإقناع الأخير بالأمر، وبالفعل وجد الشيخ حمد الفكرة مثالية.

جاء ذلك في كتاب وثائق صدر في فرنسا، للمؤرخين والباحثين الصحافيين نيكولا بو وجاك ماري بورجيه ونشر في فرنسا تحت عنوان «قطر هذا الصديق الذي يريد بنا شرّاً»، وكشف الكتاب كواليس إنشاء قناة «الجزيرة» القطرية، وأكد الباحثان بالوثائق أن الأمير حمد أخذ فكرة قناة «الجزيرة» من اليهودييْن ثم أبعدهما، وتم تعيين الليبي محمود جبريل مستشاراً للمشروع، وقام الأميركيون غداة إطلاق الجزيرة، بتسليم جبريل أحد أبرز مفاتيح القناة، وهو ما يثبت أن هدف القناة كان قلب الأمور في الشرق الأوسط، وكانت هذه مهمة جبريل الذي أصبح بعد 15 عاماً رئيساً للمجلس الوطني الانتقالي في ليبيا.

وقدم الباحثان سرداً للعلاقات التاريخية بين قطر و»إسرائيل»، ودور جهاز المخابرات الأميركية في «ثورات» الربيع العربي من خلال تدريب الكوادر والمختصين في الانترنت والحرب النفسية.

ونقل الباحثان اعترافات لطليقة الشيخ يوسف القرضاوي أسماء بن قادة النائبة في البرلمان الجزائري، حيث تقول: «بالنسبة لي فإن القرضاوي ليس إلا وسيلة ضغط تستخدمها قطر في المنطقة، ودليلي على أنه عميل هو أن اسمه ليس موجوداً على لائحة الشخصيات غير المرغوب فيها في الولايات المتحدة».

وكشف الكاتبان وجود عقدة الإحساس بصغر قطر وكأنها قزم وضرورة منحها حجماً أكبر، فيقولان: «كان الأمير مصرّاً على أن يمنح لقطر هوية، ويجعل لها وجوداً ملحوظاً ولافتاً على خريطة العالم، الأمر كله ينطلق من عقدة قديمة تكونت عنده عندما كان طالباً في الأكاديمية العسكرية الملكية في بريطانيا، وكان يشعر بالغيظ في كل مرة يقدم فيها جواز سفره لضباط الجمارك الأوروبيين، فيسألونه: أين تقع قطر على الخريطة؟

وحيلة قطرية

يقول البروفيسور أندرو تيريل الباحث المتخصّص في شؤون الشرق الأوسط في معهد الدراسات الاستراتيجية التابع لكلية الحرب للجيش الأميركي إنه ومن خلال السماح لقناة «الجزيرة» بالعمل بحرية غير مسبوقة، فإنّ دولة قطر الصغيرة يمكن أن تتخلص ظاهرياً من تهمة كونها حليفة للولايات المتحدة في المنطقة العربية، لقد استخدم القطريون هذه الحيلة الماكرة ليصبحوا حليفاً جديراً بثقة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، وهذا أمر مهمّ للغاية، لأنّ اثنتين من القواعد العسكرية الأهمّ لدينا في المنطقة تقعان على الأراضي القطرية، قاعدة «العديد» الجوية، ومعسكر «السيليه» الذي يعتبر بمثابة مقر متقدم للقيادة المركزية الأميركية الوسطى CENTCOM، السماح لمثل هذه القواعد العسكرية الحساسة بالعمل خلال الحربين الأفغانية والعراقية كان مكروهاً بشدة في العالم العربي، ولكن القطريين نجحوا في مواجهة الضغوط الخارجية ومساعدة الولايات المتحدة في تحقيق أهدافها العسكرية بفضل حماية قناة «الجزيرة» المعنوية والسيكولوجية وما توفره لأمير قطر من شهادة بحسن السير والسلوك أمام الجماهير العربية المتطلعة للحرية التي تقدمها قناة «الجزيرة»، وبالإضافة إلى ذلك، أصبح على منتقدي دور قطر الجديد الموالي لحروب أميركا، وهم من خصوم الولايات المتحدة أن يفهموا حقيقة أنهم سيعارضون دولة يمكن أن تدافع عن نفسها سياسياً بقوة وعنف عبر قناة «الجزيرة» التي تصل إلى أكثر من 50 مليون نسمة.

ويقول أندرو تيريل: «إضافة إلى استعدادها لتحقيق مصالح الولايات المتحدة، فإن قطر أصبحت أيضاً دولة رئيسة في الصراع «الإسرائيلي» ـ الفلسطيني، وتسعى إلى حل معتدل وهو دور كان سيكون صعباً من دون الحماية المعنوية والسيكولوجية التي توفرها قناة «الجزيرة» لساسة قطر، وقد بدأت قطر بعلاقات تجارية مع «إسرائيل» منذ عام 1996، وهي السنة نفسها التي تأسست فيها القناة، وقاومت قطر لاحقاً بنجاح طوال سنوات ضغوطاً قوية لقطع تلك العلاقات بفضل قناة «الجزيرة»، ولذلك ساند «الإسرائيليون» ترشيح دولة قطر لتصبح عضواً غير دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة استجابة لطلب علني للدعم وجهته قطر لـ»إسرائيل»، كما أثنى القطريون كثيراً على قرار «إسرائيل» بسحب قواتها من قطاع غزة، وأعلنوا أن الوقت أصبح مناسباً لتحسين العلاقات العربية ـ «الإسرائيلية»، وصرح وزير الخارجية القطري السابق حمد بن جاسم آل ثاني في مقابلة مع قناة «الجزيرة»، أن الحكومات العربية بحاجة إلى التحدث وجهاً لوجه مع «الإسرائيليين» والسمو على مقولة إن «إسرائيل هي العدو»، وأكد أن قطر تقوم بذلك مع «إسرائيل».

ويتابع تيريل نقلاً عن كتاب بعنوان: «سري للغاية من سرب معلومات يسري فودة إلى «سي أي آي»» لمؤلفه رون ساسكايند، أن قادة قطر هم من سربوا المعلومات التي كانت بحوزة يسري فودة، الذي كان يعمل في «الجزيرة» وقتذاك، أي عام 2002، وهي عن قادة «القاعدة» في باكستان، وأدت إلى القبض عليهم وتحديداً خالد شيخ محمد ورمزي بن الشيبة.

ويورد د. حمد العيسى مترجم كتاب «نهاية عصر الجزيرة» توضيحاً هامشياً لهذه الفضيحة التي تمس قادة قطر وكما ورد في ص238 أخبر يسري فودة رئيس مجلس إدارة «الجزيرة» حمد بن ثامر آل ثاني عن الحكاية في 15 حزيران، أيّ أنّ معلومات يسري فودة تسرّبت ووصلت إلى «سي أي آي» في اليوم نفسه!

ولعبت «الجزيرة» في وقت مبكر دوراً مؤثراً في تغطية – ويقول البعض تأجيج – الاضطرابات في تونس ومصر في شتاء 2011. كما كانت أكثر شراسة في تركيزها على نظام العقيد معمر القذافي ونضالات من أسمتهم بـ «المقاتلين من أجل الحرية» في ليبيا، حيث لعبت قطر دوراً رئيساً في دعم التمرد.

ولكن بدأت الجماهير العربية تشير الآن إلى ما تعتبره ازدواجية واضحة في معايير الجزيرة حتى في تغطية الربيع العربي، حيث تقوم بتغطية مثيرة وشرسة لاضطرابات سورية من جهة، وتتجاهل ما يجري في جارتها البحرين تماماً.

أهداف قناة «الجزيرة»

بعد العرض السابق يصبح السؤال لمصلحة من تعمل قناة «الجزيرة»؟ أو ما هي أهدافها؟ ساذجاً، مع ذلك نجد مفيداً أن نلقى نظرة على الخط العام الذي انتهجته منذ ظهورها ولا يزال، فأي متابع بدقه لقناة «الجزيرة» حتماً سيتوقف أمام العديد من الأهداف التي تلتقي فيها مع بقية وسائل الإعلام المتصهينة وانفردت في بعضها الآخر… أما هذه الأهداف فهي:

أولاً: كسر الرفض الإعلامي العربي للتطبيع مع «إسرائيل»:

لا توجد أمة في العالم تسمح لأعدائها بالوجود في إعلامها ومخاطبة شعبها، ولكن «الجزيرة» فعلتها فقد كان هناك إجماع من كل وسائل الإعلام العربية برفض التطبيع مع «إسرائيل» ورفض استضافه أي «إسرائيلي» في وسائل الإعلام العربية حتى جاءت «الجزيرة» التي دأبت منذ ظهورها على فتح برامجها للمسؤولين والصحافيين والساسة وقادة الجيش «الإسرائيليين» ليبرروا جرائمهم للمواطن العربي وينشروا أكاذيبهم بطريقة محترفة ومعدة بدقة ودائماً تكون الأسئلة معدة بطريقة وأسلوب يتيح للمتحدث «الإسرائيلي» أن يظهر بمظهر البراءة والإنسانية.

ثانياً: السعي لتفجير الصراعات بين الدول العربية:

تميزت قناة «الجزيرة» باهتمامها الكبير بنقاط الخلاف بين الدول العربية فلا تكاد تظهر بوادر أي خلاف بين دولتين عربيتين حتى تنفرد الجزيرة بتغطية إعلامية كبيرة لهذا الخلاف وتنتقى نوعية من الضيوف من طرفي الخلاف تتميز بتطرفها في الموقف وعلى الهواء مباشرة تزداد نيران ذلك الخلاف حتى يتحول إلى معركة إعلامية تبث على الهواء مباشرة لتزيد من حدّة ذلك الخلاف حتى يتحول إلى خصومه وكأن الهدف ليس مجرد متابعة الحدث بل المشاركة في صنعه باختيار نوعية الضيوف من طرفي الخلاف لترسيخ العداء بين الدول العربية كلنا نتذكر جيداً ذلك الخلاف الذي حدث بين ولي العهد السعودي والرئيس الليبي والذي أدت طريقة تغطية قناة «الجزيرة» له إلى تحوله إلى معركة وخصومه بين ليبيا والسعودية.

ثم كان الخلاف بين فتح وحماس وفتحت الجزيرة أبوابها لنوعيه منتقاة من المتحدثين من فتح وحماس ليشتعل الموقف ويصل إلى حد القتال الدموي بين أبناء الوطن الواحد ومع التغطية المستمرة للجزيرة على الهواء مباشرة وصلنا إلى حد القطيعة بين فتح وحماس ثم انتقلت «الجزيرة» إلى خطوة جديدة بفتح أبوابها لنوعيه مختارة أيضاً من طرفي الخلاف لتنطلق اتهامات الخيانة والعمالة لـ»إسرائيل» وإيران وسورية وهو ما أساء كثيراً لكل أبناء فلسطين.

ثالثاً: محاولة تفجير الدول العربية من الداخل:

تميزت قناة «الجزيرة» بإلقاء الأضواء وتركيزها على الأخطاء والمشاكل والصراعات الداخلية في الدول العربية طبعاً مع استثناء قطر بصورة مطلقة ثم انتقاء ضيوف يزيدون من تضخيم هذه الأخطاء والمشاكل ويشعلون نيران الصراع بصورة يظهر منها أن الهدف ليس مجرد لفت الانتباه إلى هذه الأخطاء لمواجهتها بل الهدف هو تفجير تلك الصراعات داخل الدولة العربية لتتحول إلى حرب أهلية تمزق تلك الدولة.

رابعاً: مساعدة أميركا في خداع العالم:

تميزت قناة «الجزيرة» بتبني وجهه النظر الأميركية في جميع المواقف ولكن بصورة غير مباشرة كلنا نتذكر العدوان الأميركي على العراق عندما بدأ الإعلام الأميركي حملة تضخيم كبيرة جداً في قوة صدام حسين والجيش العراقي حتى يكون هناك مبرر لأميركا لأن تضرب العراق وقامت «الجزيرة» بدورها بمنتهى الدقة والإتقان حتى تصور العالم كله إن الجيش العراقي خطر يهدد العالم وأصبح هناك مبرر للعدوان الأميركي على العراق لتجنيب العالم ذلك الخطر الوهمي الذي شاركت «الجزيرة» في صنعه.

لقد شكلت «الجزيرة» دائماً طوق النجاة الذي تجده أميركا ممدوداً لها، فكلما كان الرفض الدولي للجرائم الأميركية في العراق وأفغانستان يشتد، فجأة تخرج الجزيرة بما تدعى أنه شريط لأسامة بن لادن يهدد ويتوعد أميركا والعالم الغربي بالويل والثبور وعظائم الأمور ويكون هذا الشريط في هذا التوقيت هو طوق النجاة الذي تجد فيه أميركا مبرراً لكل إجرامها حيث يقوم الإعلام الدولي بنشر الشريط نقلاً عن قناة «الجزيرة» العربية وهنا نلفت الانتباه إلى أن قناة «الجزيرة» وحدها كانت دائماً من يتلقى شرائط أسامة بن لادن وتنظيم القاعدة ثم تنقلها قنوات الأخبار العالمية نقلاً عن «الجزيرة» وهو ما يعطى مصداقية أمام غير العرب للشريط فالقائم بالنشر قناة عربية لا يتصور أنها تريد الإساءة لصورة العرب والمسلمين .

خامساً: «الجزيرة» في خدمة «إسرائيل»:

تبذل «الجزيرة» كل جهدها لخداع العالم عن العدوان «الإسرائيلي» الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني حيث تحاول الجزيرة أن تخدع العالم وتصور الأمر على أنه صراع يدور بين جيشين وليس عدواناً إجرامياً يتعرض له أبناء الشعب الفلسطيني الأعزل.

وخلال العدوان «الإسرائيلي» الإجرامي على غزة 2009 ضخمت «الجزيرة» كثيراً من قدرة حماس وصواريخها بصورة خدعت الكثيرين حتى تصورا أنهم يشاهدون على قناة «الجزيرة» حرب تدور بين جيشين متكافئين وليس عدوناً إجرامياً «إسرائيلياً» على شعب أعزل وهو نفس ما قامت به الجزيرة خلال العدوان «الإسرائيلي» على لبنان 2006 عندما ضخمت «الجزيرة» من قدرة حزب الله لدرجة أنها تهدد فعلاً وجود «إسرائيل»… صورة تبرر لـ»إسرائيل» إجرامها وترفع عنها جريمة العدوان الغاشم على لبنان.

الجزيرة والحياد الكاذب

مدخل:

لا يتصور أن تخوض أي أمة الحرب بينما يقف إعلامها على الحياد ففي عصر السماوات المفتوحة تحول الإعلام ليكون أحد وسائل إدارة الصراع، ولكن المتابع لقناة «الجزيرة» بدقة يكتشف أنها تحاول الظهور بمظهر الطرف المحايد في الصراع فهي أي «الجزيرة» تتحدث عن الجيش الأميركي إثناء غزو العراق بقولها الجيش الأميركي أو القوات الأميركية لم يحدث في أي مرة أن ذكرت كلمة العدو الأميركي خلال الحرب على العراق وهو الموقف نفسه مع «إسرائيل» في عدوانها على غزة.

لم يحدث ولا مرة واحدة أن قالت الجزيرة جيش العدو «الإسرائيلي» وفي الصراع عندما يخاطب الإعلام الوطني مواطنيه يحرص دائماً على الإشارة للطرف الآخر بكلمة العدو حتى يرسخ الإحساس بالعداوة داخل أبناء الوطن تجاه ذلك العدو وتحرص «الجزيرة» على نشر أخبار الحرب بين العدو الأميركي في العراق وبين العدو «الإسرائيلي» في فلسطين وبين أبناء الأمة العربية في كلي البلدين بصورة وكأنها حرب تحدث في مكان بعيد لا يمت للأمة العربية التي يفترض أن «الجزيرة» تنتمي إليها بصلة فطرفي النزاع يظهرون في قناة «الجزيرة» ليعرض كل منهم وجهه نظره ورؤيته للصراع يحاول أن يبرر أعماله القتالية.

وهذا الموقف من قناة «الجزيرة» يكشف حقيقة أنها ليست قناة عربية وطنية تعمل من أجل الأمة العربية ومصالحها بل هي في أفضل الأحوال طرف محايد لا يمت للعروبة بصلة فهل هي حقاً طرف محايد أم أنها قناة تعمل كل ما يمكنها لمصلحه ذلك العدو؟

إذن هذه حقيقة رسالة قناة «الجزيرة»

منذ نشأت «إسرائيل» اعتمدت أسلوب الردع المعنوي للشعوب العربية حتى لا تفكر هذه الشعوب في دفع حكوماتها للصراع مع «إسرائيل» فاعتمدت «إسرائيل» أسلوب المذابح والمجازر الإجرامية مع تغطيه إعلامية كبيرة لها تشيع الخوف داخل قلوب الشعوب العربية ليكون ذلك الخوف رادعاً قوياً لتلك الشعوب خوفاً من قوة وهيبة الجيش «الإسرائيلي» وقامت «إسرائيل» بالترويج لأسطورة المقاتل «الإسرائيلي» السوبر مان والجيش «الإسرائيلي» الذي لا يقهر.

وجاءت حرب تشرين التحريرية لتتعرض هيبة هذا الجيش لضربة قوية عندما شاهد المواطن العربي طوابير الأسرى «الإسرائيليين» في قلب القاهرة وعندما شاهد المواطن العربي المقاتل «الإسرائيلي» رافعاً يده مستسلماً، وأدركت الشعوب العربية أن المقاتل «الإسرائيلي» ليس سوبرمان وإن في قدرة الجيوش العربية أن تقهر الجيش الذي قيل إنه لا يقهر وجاءت حرب لبنان 2006 لتوجه لطمه أخرى إلى هيبة ذلك الجيش بعد هزيمته المدوية أمام حزب الله وضاعت هيبة الجيش «الإسرائيلي» في المنطقة العربية، وأحست «إسرائيل» بخطر حقيقي فضياع هيبة الجيش «الإسرائيلي» والتي كانت عنصر الردع المعنوي القوى في يد «إسرائيل» خطر حقيقي لو استمر يمكن أن يدفع الشعوب العربية إلى الضغط على حكوماتها لتتخذ مواقف قوية من الجرائم «الإسرائيلية» وجاء العدوان «الإسرائيلي» على غزة لتقف «الجزيرة» وتؤدي دورها المرسوم بدقة حيث امتلأت القناة بصور القصف «الإسرائيلي» العنيف، وصور الأشلاء الممزقة والمنازل والمساجد والمباني المدمرة، وصور الطائرات «الإسرائيلية» تمرح في سماء غزة لتنشر الموت والخراب والدمار، وصور الدبابات «الإسرائيلية» تتقدم بقوة وعنف في اتجاه غزة، ومعها صور غريبة جداً… صور التقطت من كاميرات الطائرات «الإسرائيلية» لعمليات القصف، حيث يظهر مربع متحرك يمثل علامة تنشين الصاروخ والقنبلة تظل تتحرك حتى تستقر على صورة الهدف ثم نرى انفجار الهدف، صورة لا تهم المواطن العادي، فهي تخص رجال توجيه القصف في الجيش «الإسرائيلي» وحدهم ولا يمتلك المشاهد أن يتأكد هل هي صور حقيقية فعلاً أم أنها صور مصنعة بالكمبيوتر، ولكن بالتأكيد ذلك المشاهد المدني سيدب الرعب في قلبه من قوة الجيش «الإسرائيلي»، فهي صور أقرب ما تكون لأفلام الخيال العلمي الخاصة بحرب النجوم، صور تؤكد تقدم وقوة الجيش «الإسرائيلي» التي لا تقهر كما تظهرها تلك الصور، وهنا نتساءل:

– من أين حصلت قناة «الجزيرة» على تلك الصور وهي صور يفترض أن الذي صورها هو الجيش «الإسرائيلي»؟.

وهناك دلائل أخرى على عمالة الجزيرة لـ»إسرائيل»… ومنها:

– مشاركة المستثمر اليهودي الإسرائيلي في تمويلها داوود قمحي الذي كان يشغل منصب مدير عام وزارة الخارجية «الإسرائيلية» قبل أكثر من عشر سنوات.

– دخل هذا العدو الصهيوني ضمن الممولين لقناة «الجزيرة» وحصل على نصيب لا بأس به من أسهم القناة وكان دخوله لهدف خبيث وهو:

– فرض نفوذه على القناة لفرض شروطه مقابل هذا الاستثمار، ومن هذه الشروط:

1 – استبدال اسم فلسطين باسم «إسرائيل» على الخريطة المصاحبة للخبر أو التقرير أو البرنامج عن فلسطين ولمن لا يصدق فليتابع قناة «الجزيرة»…

والخريطة التي تعرضها أثناء بث القضايا الفلسطينية فقد حذفت فلسطين من الخريطة كلياً وكتبت عوضاً عنها «إسرائيل» .

هذا الشريط الخطير يستهدف الترويج وذرع تقبل وجود «إسرائيل» لدى الجيل العربي الناشئ والكف عن مقاومتها، وهو عنوان لسموم لا حصر لها تبثها القناة باستمرار لصالح «إسرائيل».

2 – استضافة «إسرائيليين» وإعلاميين ومفكرين يهود تحت ذريعة حرية الإعلام والرأي الآخر.

وأسئلة تفضح أجوبتها ارتباطات قناة «الجزيرة»:

نورد في ما يلي بعض الأسئلة التي نشرتها المعارضة القطرية على مواقعها… نضعها أمام جماعة قناة «الجزيرة»، التي تكشف الأجوبة عليها… بل تفضح حقيقة هذه القناة وارتباطاتها، وأنها قناة الرأي ولا مكان للرأي الآخر… والرأي طبعاً هو رأي آل حمد آل ثاني و»إسرائيل».

الأسئلة:

– قـناة «الجزيرة» لم تصور كيف وصل حمد أمير قطر إلى سدة الحكم؟ بالانقلاب على والده.

– قناة «الجزيرة» لم تنقل خبر محاولة انقلاب كبار ضباط الجيش القطري مع أفراد من الأسرة الحاكمة ومحاولتهم الاستيلاء على الحكم في قطر، وأن الأمير حمد تدارك الأمر وأوقفهم.

وإن أغلب الأسرة الحاكمة في قطر كارهة لتصرفات الأمير وتعاونه مع «إسرائيل» وأميركا قناة «الجزيرة» لم تصـور حالات التسمم في قطر من الأدوية والأمصال المستوردة من «إسرائيل».

– قـناة «الجزيرة» لم تصور التظاهرات في قطر ضد القاعدة الأميركية وهي أكبر قاعدة في الشرق الأوسط.

– قـناة «الجزيرة» لم تنشر تجنيس قـطر لـ 40 ألف عراقي وسوري،

– قـناة «الجزيرة» لم تـنشر فضيحة إعطاء المجنسين الجـدد أسماء قـبائل نجد زوراً وبهتاناً.

– قـناة «الجزيرة» لم تنشر ما يجري في قطر من تظاهرات وفضائح.

– قـناة «الجزيرة» لم تنشر قضية قتل وزير قطري لشقيقته.

– قـناة «الجزيرة» لم تنشر الشكوى التي تقدمت بها العمالة الآسيوية عن العبودية وسوء معيشتهم في قطر وهي من أنتجت حلقات عن سوء معاملة الكويت ودبي للعمالة.

– قـناة «الجزيرة» لم تصـور قصة المجند الأميركي الذي صفـع مواطن قطري على أرض قطر.

– قـناة «الجزيرة» لم تصوّر حفل افتتاح مدرسة عبرية في قطر.

– قـناة «الجزيرة» لم تـنشر احتجاج أهل قطر على تجنيس الأجانب.

– قـناة «الجزيرة» لم تصور حفل العشاء التي أقامته الشيخة موزه لوزيرة خارجية «إسرائيل».

– قـناة «الجزيرة» لم تنشر آن زوجة نتنياهو حضرت مهرجان الأغنية في قطر في منصة مفّيمة مظللة حتى لا يعرف المطربون العـرب، كانت ليلتها أصالة نصري تـغـني.

يهود يعملون في قناة «الجزيرة» لخدمة مصالح «إسرائيل»:

نشر الموقع البحثي الفرنسي إيجالتيه إي ريكونسيلياسيو فيديو لقناة كونتر كلتور حول اليهود الذين يعملون في قناة «الجزيرة» القطرية بنسختها «الجزيرة إنغلش».

وبدأت القناة المذكورة الفيديو بتصريحات للمذيع الأميركي اليهودي ديفيد ماراش مقدم النشرة الإخبارية في «الجزيرة إنغلش» بواشنطن، حيث قال: «أنا يهودي، لم أحاول أبداً أن أخفي انتمائي لليهودية، أعلم أن هويتي ستسبب مشاكل في العراق أو البوسنة أو كوسفو، لكني في الحقيقة يهودي».

وذكرت القناة أيضاً أن من بين اليهود الذين يعملون في «الجزيرة إنغلش» مقدمة النشرة الإخبارية جوان ليفين والتي قالت إنها من أصول يهودية، وأيضاً فوسيرول روتنبرج معد في قناة «الجزيرة» وهو الآخر من أصل يهودي، موضحاً أنه يهودي ويؤمن بما يعتقده كما أنه يعمل في «الجزيرة إنغلش» معداً للبرامج.

وأوضحت كونتر كلتور أن قناة «الجزيرة» تحاول أن تثبت أنها نزيهة، غير أنها تسمح لكثير من اليهود أن يعملوا فيها وهذا ما يدعم القضية «الإسرائيلية» أمام القضية الفلسطينية.

وفي حوار مع المذيع اليهودي ديفيد ماراش أكد أن قوات الجيش «الإسرائيلي» تدافع عن حق إسرائيل، وفي سؤال موجه إليه حول الضفة الغربية، أوضح «ماراش» بشكل ينم عن خبثه أن الأراضي المحتلة ربما تكون الأراضي التي يقيم فيها الفلسطينيون وليس «الإسرائيليين»، وهذا يعني أن الفلسطينيين هم الذين يحتلون أراضي «إسرائيلية».

وأوضح ماراش، أن حزب الليكود «الإسرائيلي» المتطرف الذي يتولى الحكومة «الإسرائيلية» وينتمي إليه بنيامين نتنياهو هو خير من يتعامل مع العالم العربي، موضحاً أنه يمتلك وسائل التعامل مع العرب بعد أن فشلت الحكومات السابقة في ذلك، وهذا ما أدى إلى إضعاف «إسرائيل»، ومن جانبه أوضح روتنبرج أنه شيء مهم أن يكون هناك حضور لـ»الإسرائيليين» في قناة «الجزيرة».

واختتمت كونتر كلتور بالقول: «إن القناة القطرية تقف إلى جانب البنتاجون و»إسرائيل»، غير أنها تخدع العالم ككل بأنها تحاول أن تقنعهم بأنها قناة تنظيم القاعدة»، مشيرة إلى أن السياسات التي تقدمها القناة القطرية تكون في خدمة «إسرائيل» والدليل وجود مثل هذه الشخصيات اليهودية المهمة في هذه القناة القطرية.

خلاصة:

إن هدف قناة «الجزيرة» الحقيقي وبعض القنوات التي تسير على نهجها أمثال قناة «العربية» هو تدمير وتفتيت البلاد العربية وذرع الفتن والترويج للخضوع للاستعمار تحت مسمى تحرير الشعوب، كما فعلت وتفعل في ليبيا.

فهي تشارك وبقوة بتدمير ليبيا اليمن سورية مصر، والقضاء على المقاومة من خلال التجزئة والتفتيت وبث بعض التقارير والصور والأشرطة المفبركة المحرضة والتي تشوه الحقيقة وتَجَاهل بث بعض الأخبار والحقائق المهمة التي يمكن أن يؤثر بثها سلباً في مشروعها الخادم لـ»إسرائيل» بحيث تروج للانفلات الأمني والفتن الطائفية والحروب الأهلية والانقسامات في البلاد العربية باسم الحرية والديمقراطية وإمكان التدخل العسكري والاستعمار تحت اسم الحرية والديمقراطية وتحرير الشعوب والمساعدات الإنسانية مصطلحات تخدع بها الشعوب العربية لخدمة الصهيونية.

إن على المشاهد العربي أن يتنبه لهذه القنوات والإعلام التحريضي المتصهين بلسان ولباس عربي، فليس كل ما تبثه الفضائيات والإعلام صحيح كما أنها تتعمد تشويه الحقائق وبثها بطريقة تتناسب مع سياستها وأهدافها التي تخدم «إسرائيل». وهي لا تبث أخباراً عن الجرائم الأميركية في العراق والجرائم الصهيونية في فلسطين المحتلة إلا قرابة عشرين في المئة أو أقل، يتضمن ذلك الجرائم الأميركية و»الإسرائيلية» التي تكون قد انكشفت وانفضحت والتي لا يمكن إخفاءها عن المشاهد العربي.

مدير «الجزيرة» في عيـن… «ويكيليكس»

شظايا «ويكيليكس» تصيب وضاح خنفر الرجل الذي كان قوياً في «الجزيرة» قبل تركه لها، فقد كشفت هذه الوثائق عن وجود تعاون وثيق بين المدير العام لقناة «الجزيرة» ووكالة الاستخبارات العسكرية الأميركية DIA، وعن تلقي الإعلامي الفلسطيني تقارير شهرية من الوكالة عن أداء «الجزيرة» في تغطية الأحداث المرتبطة بأميركا ومصالحها.

ويعود تاريخ الوثائق المنشورة إلى 20 تشرين الأول 2005. وكان لا يزال يتولى إدارة شؤون القناة الإخبارية في الدوحة منذ عام 2003. وفي شباط من عام 2006، عُيِّن مديراً عاماً واستمر في هذا الموقع حتى مطلع تشرين الأول 2011 وتكشفت هذه الوثائق عن تعاون وتنسيق دوريين بين وكالة الاستخبارات العسكرية والمدير العام لـ«الجزيرة» من خلال مسؤولة الشؤون العامة الأميركية. وخلال اللقاءات بين الطرفَين، وتبين هذه الوثائق تعهّد خنفر بتعديل الأخبار التي تزعج الحكومة الأميركية أو حذفها تماماً.

أما الاتهام المباشر الأول الذي تلقّاه وضاح خنفر بالتعامل مع الاستخبارات الأميركية، فوجّهه إليه القيادي في «منظمة التحرير الفسطينية» صائب عريقات، قائلاً إن خنفر «يتعاون مع مندوبين للاستخبارات الأميركية تحت غطاء صحافي»! وجاء هذا الاتهام بعد نشر «الجزيرة» وثائق تفضح التواطؤ بين السلطة الفلسطينية والاحتلال «الإسرائيلي».

ولعبت «الجزيرة» في وقت مبكر دوراً مؤثراً في تغطية – ويقول البعض تأجيج – الاضطرابات في تونس ومصر في شتاء 2011. كما كانت أكثر شراسة في تركيزها على نظام العقيد معمر القذافي ونضالات من أسمتهم بـ «المقاتلين من أجل الحرية» في ليبيا، حيث لعبت قطر دوراً رئيساً في دعم التمرد.

ولكن بدأت الجماهير العربية تشير الآن إلى ما تعتبره ازدواجية واضحة في معايير الجزيرة حتى في تغطية الربيع العربي، حيث تقوم بتغطية مثيرة وشرسة لاضطرابات سورية من جهة، وتتجاهل ما يجري في جارتها البحرين تماماً حسب برقية السفير الأميركي في الدوحة، تشيس إنترماير، والمؤرخة في 20 تشرين الأول 2005.

كما أشارت البرقية إلى اجتماع ضابطة العلاقات العامة بالسفارة مع مدير عام قناة «الجزيرة» وضاح خنفر. ووفقاً للبرقية سلّمت الضابطة السيد خنفر نسخاً لثلاثة تقارير من «الاستخبارات العسكرية الأميركية» تحتوي على ملاحظات على ثلاثة أشهر من تغطية «الجزيرة» للحرب والتمرد في العراق. وقال خنفر إن وزارة الخارجية القطرية قدّمت بالفعل تقريرين أميركيين لشهرين، بحسب البرقية، ما يشير إلى تعاون ثلاثي وثيق بين الجزيرة ووزارتي الخارجية الأميركية والقطرية! وحث خنفر المسؤولين الأميركيين على إبقاء هذا التعاون سرّياً.

وتصف برقية السفير الأميركي في الدوحة، تشيس إنترماير، والمؤرخة في 20 تشرين الأول 2005، اجتماع ضابطة العلاقات العامة بالسفارة مع مدير عام قناة «الجزيرة» وضاح خنفر. ووفقاً للبرقية سلّمت الضابطة السيد خنفر نسخاً لثلاثة تقارير من «الاستخبارات العسكرية الأميركية» تحتوي على ملاحظات على ثلاثة أشهر من تغطية «الجزيرة» للحرب والتمرد في العراق.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى