عباس يتعهد للعدو منع «العنف والإرهاب»… وينتقد واشنطن

تعهد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أمام وفد من حزب ميرتس اليساري «الإسرائيلي» أمس في رام الله بعدم السماح بـ«أعمال عنف وإرهاب».

وأفاد عباس قائلاً: «نحن نقول بصراحة كفى فنحن لا نستطيع أن نصبر ولكن خذوها مني كلمة نحن لن نتبنى الإرهاب ولن نتبنى العنف وستبقى سياستنا وأيدينا ممدودة للسلام». وأضاف أنه إذا استمر الوضع على حاله سيكون لنا موقف مختلف، من دون أن يصرح علناً بطبيعة هذا الموقف.

وطلب عباس من «الإسرائيليين» الاختيار بين السلام والإرهاب، وشدد على: «نحن لا نستطيع أن نصبر وأن نسكت وكل مرة أقول إننا لن نسمح بالإرهاب ولا بالعنف».

إلى ذلك، انتقد رئيس السلطة موقف الإدارة الأميركية والتزامها بالتنديد عبر إصدار بيانات فقط، قائلاً: «نحمل الإدارة الأميركية أيضاً المسؤولية فعبارات نأسف ونعتذر وندين ونقدم التعازي نأمل أن تتوقف وأن يتم اتخاذ إجراءات ضد كل هؤلاء المتطرفين الإرهابيين». وبيّن عباس أنه في حال إذا ما مرت هذه الجريمة كغيرها من الأعمال الإجرامية من دون أن تتم محاسبة المذنبين، فإن هذا الأمر لا يبشر بخير، بحسب تصريحاته.

من جهة أخرى، اقتحم رئيس جهاز مخابرات العدو يورام كوهين أمس المسجد الأقصى من باب المغاربة تحت حراسة مشددة من عناصر الوحدات الخاصة «الإسرائيلية».

وأمام المستجدات الأخيرة وعلى رأسها استشهاد الرضيع علي دوابشة حرقاً، وبحسب ما أفادت به وكالة «وفا» فقد اضطرت قوات العدو إلى فتح بوابات المسجد الأقصى، بعدما أغلقته أمام النساء من كل الأعمار وأمام الرجال دون سن الـ30 سنة.

وكانت القوات الخاصة «الإسرائيلية» اقتحمت برفقة جماعات من المستوطنين باحات المسجد الأقصى المبارك من جهة باب المغاربة الذي أغلقته فجر اليوم.

ونصبت قوات الاحتلال حواجز حديدية عند مدخل باب السلسلة ومنعت الرجال دون الثلاثين سنة، والنساء من جميع الأعمار من دخول الأقصى والصلاة فيه.

وتشهد باحات المسجد الأقصى المبارك، أجواء مواجهة وسط محاولات من المرابطين الفلسطينيين صدّ اقتحامات المسجد، فيما أطلقت قوات الاحتلال قنابل الغاز بشكل عشوائي تجاه المواطنين قرب مفرق بلدة الرام شمال القدس المحتلة.

وفي تصعيد جديد، اندلعت أمس اشتباكات في المسجد الأقصى في شرق القدس بين فلسطينيين وجنود العدو، حيث أفادت الشرطة في بيان أن عدداً من الشبان قاموا بالتحصن داخل المسجد الأقصى بعد رشق الحجارة باتجاه قوات الشرطة.

يذكر أن الشرطة «الإسرائيلية»، وفي خطوة غير مسبوقة، دخلت الأسبوع الماضي إلى المسجد الأقصى لطرد فلسطينيين تحصنوا فيه بعد اندلاع اشتباكات.

وقد فرضت القوات «الإسرائيلية» منذ ساعات الصباح الأولى قيوداً مشددة ونصبت حواجز حديدية قرب بوابات المسجد الأقصى للتدقيق ببطاقات دخول الفلسطينيين.

إلى ذلك، اعتقلت الشرطة الشيخ خالد المغربي أحد علماء المسجد الأقصى المبارك.

ونظم الفلسطينيون في القدس مسيرة احتجاجية على حرق الرضيع علي دوابشة في بلدة دوما قضاء نابلس على يد مستوطنين يهود.

ورفع المتظاهرون الفلسطينيون صوراً ولافتات، وسط هتافات ضد سلطات الاحتلال، وقد حاولت القوات «الإسرائيلية» مصادرة صور الطفل الرضيع واللافتات، والاعتداء على عدد من المرابطات.

وتجددت الاشتباكات بين الفلسطينيين والمحتلين تنديداً بجريمة إحراق الطفل، وكذلك كانت هناك اشتباكات في عدد من مناطق الضفة الغربية والقدس المحتلة عقب تشييع شهيديْن سقطا برصاص الاحتلال.

ووقعت المواجهات في بيت لحم وعطارة ورام الله، حيث قال مصدر أمني فلسطيني إن وتيرة المواجهات في تصاعد بعد يوم دام شهد استشهاد ثلاثة فلسطينيين أحدهم رضيع احترق حياً بعد إضرام المستوطنين النار في منزلين.

كما تصدى فلسطينيون لاعتداءات المستوطنين في قرية عصيرة شمال الضفة. وفي القدس المحتلة اصيب عشرات الفلسطينيين خلال مواجهات مع قوات الاحتلال، فيما شهدت مدينة حيفا تظاهرات منددة بجرائم كيان العدو.

وكان آلاف الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة قد شيعوا أول من أمس جثماني الشهيدين ليث الخالدي ومحمد حامد المصري اللذين سقطا في مواجهات مع قوات الاحتلال خلال احتجاجات على جريمة إحراق الرضيع علي سعد دوابشة في قرية دوما في شمال الضفة فجر الجمعة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى