نقولا: لن نسكت على مؤامرة تعطيش اللبنانيين

عقدت لجنة الأشغال العامة والنقل والطاقة والمياه جلسة قبل ظهر أمس، برئاسة النائب محمد قباني، وخصصت الجلسة للبحث في موضوع سدّ جنة في ضوء الدراسات البيئية الحديثة التي أجرتها شركة «جيكوم».

إثر الجلسة، قال قباني: «سدّ جنة موضوع ساخن منذ فترة وفي البداية كان هناك تركيز على تقرير من مؤسسة المانية رسمية اسمها «بي آر» أشارت فيه إلى أنّ هناك تسرباً هائلاً في سدّ جنة. وعندما حصل تشكيك بهذا الموضوع، عادوا وكلفوا شركة فرنسية كبيرة وضعت تقريراً مفصلاً. واتفق التقريران على أنّ السدّ لا يصلح. وبعد فترة عادت وزارة البيئة وطلبت دراسة للأثر البيئي لأنها لم توضع قبل ذلك، فكلفت مؤسسة لبنانية محترمة وهي شركة جيكوم لصاحبها المهندس الكبير أنطوان سلامة، فقدمت قبل أسبوعين أو ثلاثة دراسة بيئية من 600 صفحة مع خرائط وصور لسد جنة. وعندما قدمت هذه الدراسة فتحت أبواب جديدة لإعادة البحث في هذا الموضوع».

وأضاف: «في اجتماع اليوم تكلمنا عن الدراسة البيئية للمهندس سلامة وكلفنا أمين سرّ اللجنة بقراءة ملخص الملخص عن هذا السدّ فتحدث عن النظام الأيكولوجي والثقافي والتنوع البيولوجي وعن إمكانية التدهور البيئي وأمور أخرى. وملخص الكلام أنّ وادي نهر ابراهيم هو فريد من نوعه ليس في لبنان فقط بل في كلّ منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط، وهو موضوع على لائحة التراث العالمي، ولم يصنف بعد، وانه أهم موقع للتراث الفينيقي، وخصوصاً أنّ هناك ممراً اسمه الممر الفينيقي. وعند قراءة التقرير كانت هناك محاولات لتسخيف العمل. إنّ ما توصلنا إليه بعد النقاش أنّ وزارة البيئة تتوقع أن تحصل على تقرير تقييمي للدراسة في الأول من أيلول، ووزارة الثقافة تريد أن تقيم الإرث الثقافي، حسب دراسة مؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان. أريد أن أحيي الوزراء الذين حضروا وأقول أنّ التوصية التي صدرت عن لجنة الأشغال العامة والطاقة والمياه هي بتجميد العمل في هذا السدّ حتى منتصف أيلول، وهذا كلام جدي لأنّ المعلومات الواردة من جميع المصادر العلمية الجدية تنبه إلى الاضرار الكبيرة لهذا السدّ».

وعن اعتبار وزير الطاقة آرتور نظريان الذي حضر الجلسة أنّ نقاشاتها «تمثيلية»، قال قباني: «مع الأسف وزير الطاقة خاضع لتأثير سياسي من وزير الطاقة السابق الذي لا يزال حاكماً للوزارة من الألف إلى الياء».

وقبل انتهاء الجلسة تحدث النائب نبيل نقولا فقال: «دعينا اليوم للتباحث بموضوع سدّ جنة الذي نرى هذه الضجة الكبيرة حوله. لقد تبين لنا من خلال اجتماعاتنا أنّ الموضوع يتحول من قضية إنسانية تقنية إلى قضية سياسية معروف إلى أين ستوصل. نحن اليوم أمام مشكلة إذ أنّ أحداً لم يقدم حلاً لهذا الموضوع، والناس تريد أن تشرب، لكن هناك عملية ممنهجة ومؤامرة على الشعب اللبناني لكي يشتري المياه مرتين والكهرباء مرتين، يريدون إذلال المواطن. سدّ جنة يستطيع أن يوفر على أهل بيروت ومنطقة جبيل كلّ العناء، وهناك من يعتبرون أنفسهم من المجتمع المدني ولا دخل لهم بهذه المواضيع. هذا الموضوع مطروح منذ عام 2000 ومرّ عبر مجلس النواب وعبر اختصاصيين وهناك أشخاص يحاولون ويدفعهم أحد إلى توقيف هذا العمل لأنه يوفر مئة مليون متر مكعب من المياه، 30 مليوناً منها تذهب لمنطقة جبيل و70 مليوناً لمنطقة بيروت. فإذا كانت هناك مؤامرة لتعطيش بيروت واللبنانيين، نحن لن نقبل بها وليسمح لنا المجتمع المدني».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى