معصوم يدعو إلى عدم تجاوز الدستور… والعبادي يؤكد قانونية إصلاحاته

دعا الرئيس العراقي فؤاد معصوم إلى عدم تجاوز الدستور وعدم إيقاف العمل به، فيما أكد رئيس الحكومة حيدر العبادي ان الإصلاحات الأخيرة التي قام بها دستورية وقانونية ولن يتراجع عنها.

وأكد معصوم في خطاب متلفز أول من أمس، أهمية بذل المزيد من اجراءات الإصلاح والمزيد من التعاون بين القوى السياسية في البرلمان مع الحكومة ومع الرئاسات لمصلحة انجاز برنامج وطني شامل للإصلاح، مشدداً على ضرورة المزيد من الحريات الديمقراطية «لشعب يستحق الحريات».

وجدد تأييده لمطالب المتظاهرين وتثمينه لدعمها من قبل المرجعية الدينية، داعياً الحكومة إلى عدم الاكتفاء بإجراءات آنية وفوقية أو تقشفية، وطالب السلطة القضائية بإجراء الاصلاحات اللازمة في هيكل القضاء، بموجب الدستور.

وجاءت هذه التصريحات فيما يبدو على خلفية إلغاء العبادي مناصب نواب رئيس الجمهورية التي كان يشغلها السياسيون نوري المالكي، وأياد علاوي، وأسامة النجيفي. كما أقرت حزمة اصلاحات العبادي تحويل مخصصات مكاتب نواب الرئيس الملغية إلى خزينة الدولة.

من جهته أكد العبادي، وفق ما نشره مكتبه، عقب خطاب معصوم، أن «الإصلاحات التي صوت عليها مجلس الوزراء ومجلس النواب دستورية وقانونية ولن أتراجع عنها»، مضيفاً: «لا عودة عن الإصلاحات، وأن النظام السياسي كان في حاجة إلى ضغط شعبي لتحسين أدائه والتعجيل بعملية الإصلاحات».

وقال العبادي إن أولى خطوات الإصلاح الاستراتيجية تمثلت بالترشيق في الوزارات، و«هي ضربة بالصميم لنظام المحاصصة»، بين الكتل السياسية ذات الصبغة الطائفية.

وبيّن العبادي قائلاً: «انني لن اتنازل عن مصلحة ابناء بلدي قيد انملة»، مضيفاً: «اننا متجهون بالاتجاه الصحيح لبناء الدولة».

وحول جماعة «داعش» الإرهابية، قال العبادي، إن الصراع مع جماعة «داعش» وجودي، وان المقاتلين يحتاجون لإسناد لأنهم الأصل في المعركة.

كلام العبادي جاء خلال لقائه بعدد من النخب الاعلامية والثقافية والمحللين السياسيين.

ميدانياً، أعلنت قيادة العمليات المشتركة أمس مقتل ضابطين كبيرين في الجيش العراقي أحدهما نائب قائد عمليات الأنبار بهجوم، وتبنى تنظيم «داعش» في وقت لاحق مسؤوليته عن العملية.

وجاء في بيان لقيادة العمليات المشتركة أن نائب قائد عمليات الأنبار اللواء الركن عبدالرحمن أبو رغيف، وقائد الفرقة العاشرة العميد الركن سفين عبد المجيد، قتلا إلى جانب سقوط عدد آخر بين قتيل وجريح.

هذا ولم يفصح البيان عن الحصيلة النهائية للتفجير.

يذكر أن قائد عمليات الأنبار أصيب أيضاً بسقوط قذيفة في منطقة البوعيثه شمال شرقي الرمادي.

وأسفرت اشتباكات وعمليات عسكرية مختلفة نفذتها القوات العراقية في محافظتي الأنبار وصلاح الدين وقوات البيشمركة في محافظة كركوك عن مقتل 55 عنصراً من تنظيم «داعش» أول من أمس.

ففي محافظة الأنبار تمكنت القوات الأمنية مدعومة بالحشد الشعبي من تدمير رتل مؤلف من 5 آليات تابعة لمسلحي تنظيم «داعش» وقتل 13 منهم خلال قصف مدفعي على ناحية البغدادي.

وفي منطقة الخالدية شرق الرمادي، مركز محافظة الأنبار، قتل 9 أفراد من تنظيم «داعش» خلال عملية عسكرية، كما دمرت طائرات من طراز «سوخوي» تابعة للقوة الجوية العراقية عدداً من مقرات التنظيم في الأنبار.

وأعلنت حركة «الأبدال» إحدى فصائل الحشد الشعبي تدمير ثلاث مدرعات تابعة للتنظيم في حصيبة الشرقية شرق الرمادي وقتل من فيها.

وتقاتل القوات الأمنية وفصائل الحشد الشعبي عناصر التنظيم في محافظة الأنبار غرب البلاد، حيث سيطر التنظيم على مناطق عدة هناك، لكن تقدمها بات بطيئاً بسبب التضاريس الوعرة والحساسيات الطائفية والتوتر السياسي.

وفي مدينة بيجي في محافظة صلاح الدين أعلنت كتائب «سيد الشهداء» التابعة لقوات الحشد الشعبي عن تدمير رتل تابع لتنظيم «داعش» وقتل من فيه، كان متوجهاً من قضاء الشرقاط إلى بيجي. فيما أعلنت حركة «النجباء»، احد فصائل الحشد الشعبي، سيطرتها مع القوات الامنية على تل البو جراد وقتل عدد من عناصر «داعش» وتدمير آلياتهم.

يذكر أن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قال إن معركة السيطرة على بلدة بيجي الشمالية ومصفاتها النفطية، وهي المصفاة الأكبر في العراق، هي معركة حاسمة في القتال ضد تنظيم «داعش». وأضاف: «الانتصار في معركة بيجي وتحريرها بشكل كامل مهم جداً، لأنها تعتبر فصلاً مهماً جداً في كسب المعركة النهائية ضد العصابات الإرهابية»، وذلك خلال زيارة قام بها العبادي الثلاثاء الماضي لمحافظة صلاح الدين.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى