عباس: نحن رواد الحياة ونستشهد دفاعاً عن حياة أمتنا وشعبنا

أقامت عمدة التربية والشباب في الحزب السوري القومي الاجتماعي مخيماً مركزياً للمفوضين في بعقلين، شارك فيه مائة وعشرين مفوّضاً ومفوضة، وحمل المخيم تسمية «دورة العميد الراحل الأمين صبحي ياغي».

حضر حفل التخريج عميد التربية والشباب عبد الباسط عباس، منفذ عام الشوف د. نسيب أبو ضرغم، وعدد من المسؤولين، وجمع من القوميين والمواطنين.

وبعد أن أعطى عباس الإذن لبدء حفل التخرّج، تقدّم المشاركون في فصائل متعدّدة وقدّموا عروضاً مختلفة، ونفذوا مناورة على إسعاف الجرحى، بالإضافة إلى فقرات فنية.

كلمة المخيم

بعد ذلك ألقى آمر المخيّم مدير دائرة الأشبال إيهاب المقداد كلمة باسم هيئة المخيّم، أثنى فيها على أهمية المخيمات التأهيلية، لافتاً إلى أنّ الأشبال هم المستقبل إذ أنّ الشبل هو الرفيق والمفوّض والناظر والمدير والعميد والرئيس في المستقبل، وعليهم تقع مسؤولية استمرار هذه النهضة، ورأى أنّ عمل مفوّض الأشبال يوازي بالأهمية عمل المقاوم الساهر على ثغور الوطن.

وشكر المقداد منفذية الشوف ومديرية بعقلين على حسن الاستقبال والاهتمام الذي أولوه جميعاً للمخيم وللمشاركين فيه، وختم كلمته طالباً من المفوّضين التوجّه إلى ساحات العمل والنضال لبناء أجيال من الأشبال والزهرات.

وألقى العميد عبد الباسط عباس كلمة مركز الحزب استهلها بتوجيه التحية إلى المفوّضين، ورأى أنّ الاهتمام بالجيل الجديد مسؤولية كبيرة، ونحن جديرون بتحمّل هذه المسؤولية.

وقال مخاطباً المفوّضين: نحن على ثقة بأنكم على قدر كبير من المسؤولية التي تخوّلكم أن تنفذوا عملياً البرامج المعدّة لمخيمات الأشبال، فبجهودكم ومثابرتكم، سنقيم عشرات المخيمات، ونخرّج آلاف الأشبال، لنضخ دماء جديدة في حزبنا ونهضتنا.

أضاف عباس: إنّ مخيمات المفوّضين والطلبة والنسور والروّاد والأشبال ليست أنشطة ترفيهية، بل هي عمل هادف يتوخى تنشئة الأجيال الطالعة على تحمّل المسؤوليات، والتزوّد بالوعي والمعرفة، فالمجتمع الناجح هو الذي يزوّد أبناءه بالمعرفة، التي وصف سعاده المجتمع بها واعتبرها قوته، فمتى تخلّص أشبالنا وزهراتنا من مثالب التفرقة الطائفية والمذهبية والعرقية والمناطقية، وتزوّدوا بالمعرفة المجتمعية والمناقبية القومية، يصبحون رسلاً لمتحداتهم وينشرون ما ترسخ في أذهانهم من قيم ومبادئ.

وتطرّق عباس في كلمته إلى التحدّيات التي تواجه شعبنا وبلادنا وقال: إنّ أمتنا تمرّ بظروف دقيقة، وشديدة الخطورة، فكلّ الآفات التي حذر منها باعث النهضة السورية القومية الاجتماعية أنطون سعاده، لا تزال قائمة وهي تتجمّع نفايات سامة تنخر وحدة مجتمعنا وشعبنا، فما يتهدّد بلادنا هو مخطط صهيوني ـ استعماري يرمي إلى تجزئة المجزّأ، وتقسّيم المقسّم، وإقامة إمارات للطوائف والمذاهب، والإثنيات، تدور في فلك العدو الصهيوني وتحقق مصالح الاستعمار.

وقال: إنّ الحرب العدوانية ضدّ أمتنا، هي حرب العدو الصهيوني والاستعمار الغربي ضدّنا. وإنّ هؤلاء الارهابيّين المتطرفين الذين جاؤوا من كلّ أصقاع الأرض ليقتلوا شعبنا ويدمّروا بلادنا، ويطمسوا معالم حضارتنا، كلّ هؤلاء هم صنيعة العدو اليهودي العنصري الإرهابي، وهم أدوات تعمل لصالح هذا العدو المغتصب لأرضنا ولصالح القوى الاستعمارية.

وأشار عباس إلى أنّ المواجهة القائمة حالياً هي مواجهة مصيرية ووجودية. فالمجموعات الإرهابية المتطرفة التي تعيث قتلاً وإجراماً وتدميراً في الشام والعراق، هي جزء من منظومة إرهاب عالمي تشكل «إسرائيل» أساسه ورأس حربته، لذلك فإنّ كلّ الدول التي تدعم المجموعات الإرهابية المتطرفة بعناوين وذرائع مختلفة، من تركيا الأردوغانية الإخوانية، إلى بعض الدول العربية والخليجية، كلها مشتركة في منظومة الإرهاب العالمي، ونحن في مقاومتنا لهذا الإرهاب، لا نقاوم دفاعاً عن بلادنا وشعبنا وحسب، بل نقاوم دفاعاً عن الإنسانية جمعاء.

وتابع عباس: إنّ صمود سوريا في مواجهة الحرب الكونية، أعاد خلط كلّ الأوراق، فـ»الربيع العربي» المشؤوم الذي جلب الفوضى والخراب على عدد من الدول العربية، اصطدم بصخرة الصمود السوري. وها هي سوريا، قيادة حكيمة، وجيشاً قوياً صلباً، وشعباً صامداً، تُثبت للعالم أجمع، أنها عصية على السقوط، لأنها تشكل قلعة الصمود القومي.

وحيا عباس الجيش السوري وكلّ القوى التي تؤازره في معركته ضدّ الإرهاب وقال: نحن مع الجيش السوري البطل، وإلى جانبه في معركته ضدّ الإرهاب، وإننا نعتز بشهدائنا الذين يرتقون دفاعاً عن ارضنا وشعبنا، وتشهد مدن ومناطق كسب وجسر الشغور وحمص واللاذقية والسويداء وصولاً إلى الزبداني على دور القوميين الاجتماعيين وبطولاتهم في المواجهة، وإصرارهم على إحراز النصر الذي لا مفرّ منه، فنحن نعتبر هذه المعركة معركة الحياة ضدّ رواد الموت، ومعركة الحق في وجه قوى الباطل. نخوضها بكلّ إصرار وإباء، وها هي مواكب الشهداء تنطلق غير آبهة بالموت لنصرة شعبنا وللذوْد عن حياض الوطن.

وجدّد عباس دعوة شعبنا بكلّ أحزابه وهيئاته وشرائحه إلى الانخراط في جبهة شعبية لمواجهة قوى الإرهاب والتطرف، وقال: إنّ دعوة حزبنا لقيام هذه الجبهة، هي لوضع كلّ طاقات شعبنا وتسخيرها لمصلحة بلادنا في مواجهة الإرهاب الوحشي الذي يستهدف القضاء على وجودنا وتاريخنا ومستقبلنا.

وتطرق عباس إلى الوضع القائم في لبنان فرأى أنّ الأزمات المعيشية والاجتماعية والاقتصادية تثقل كاهل اللبنانيين، لا سيما أزمات انقطاع الكهرباء والمياه، وأزمة النفايات التي تؤدّي الى تفشي الأمراض، وتكاثر الحشرات والقوارض، وتهدّد حياة الناس، فإنّ الكيل قد طفح وفاض. لذلك نطالب الحكومة بتحمّل مسؤولياتها وإيجاد حلّ سريع غير متسرّع لأزمة النفايات.

وشنّ عباس هجوماً على النظام الطائفي في لبنان، وقال: إنّ هذا النظام ولاّدة أزمات والمطلوب التخلص منه لأنه هو من ينتج الأزمات والحروب المتتالية.

وجدّد عباس مطالبة الحزب القومي بوضع قانون انتخابات عصري على أساس لبنان دائرة انتخابية واعتماد النسبية.

وتوجه في ختام كلمته إلى المفوّضين الخرّيجين قائلاً: أنتم الخميرة الصالحة التي ستشرف على إعداد الأشبال والرواد فسيروا على درب سعاده، وغيّروا وجه التاريخ، وهو القائل إنّ فيكم قوة لو فعلت لغيّرت وجه التاريخ.

بعدها تمّ توزيع الشهادات على المفوّضين المشاركين في الدورة، واختتم خالد المحمد الدورة بخفض العلم وتسليمه إلى عميد التربية والشباب.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى