تهدئة الزبداني: بين الوصول والتملص

محمد نادر العمري

أعتقد ومن وجهة نظر شخصية وبتحليل واستشراف للظروف الموضوعية التي تكتنف نجاح أو فشل التهدئة وليس الهدنة أو وقف إطلاق النار في منطقة الزبداني، يجب الوقوف على مجموعة من العوامل التي تدلل على مؤشرات نجاحها من عدمها:

أولاً: هي تهدئة ن الهدنة أو وقف إطلاق النار يحدث بين جيشين لدولتين متحاربتين أو تهدئة لحدة نزاع بينهما، بينما الذي يراد من يكون الغرض من تهدئة هنا هو عودة ا من وا مان لهذه المنطقة وعودة الحياة الطبيعية لها وإخراج المجموعات المسلحة منها من خلال تسوية أوضاعهم او إيجاد صيغة لخروجهم لمنطقة يتواجد فيها مسلحون ويقوم الجيش العربي السوري بمواجهتهم وبالتالي تقليل نقاط المواجهة العسكرية ونقل الثقل والتركيز العسكري نحو منطقة أخرى.

ثانياً: الدولة السورية تعيد التأكيد بأن أحد مسارات حل الأزمة هو إنجاح المصالحات المحلية تمهيداً للبدء بالعملية السياسية وهذا لا يعني أبداً التوقف عن مسار أساسي يهيئ لهذه العملية من خلال استمرار الجيش العربي السوري بمكافحة الارهاب، بل هما مساران متوازيان يكملان بعضهما للخروج من الأزمة بسورية موحدة تتمتع كما كانت بالسيادة والاستقلالية في القرارات والمواقف والتحالفات.

ثالثاً: الحصار الواقع على المسلحين الذين بلغوا ألف مسلح من قبل القوات المسلحة السورية ورجال المقاومة، وهو سلاح ذو حدين: فمن ناحية اشتداد الحصار على المسلحين استنزف من مقدراتهم ويقرب من إمكانية استسلامهم بعد فشل مشروعهم في حمل السلاح وإغلاق كافة الأبواب في وجوههم، ومن ناحية أخرى انسداد ا فق أمام المجموعات المسلحة وبخاصة التي تحمل فكراً تكفيرياً لن تجعلها تقبل بالتسوية أو الاستسلام ولا سيما أنها تتبنى فكراً يتبنى العمليات الانتحارية تحت مسميات جهادية.

رابعاً: نجاح هذه التهدئة واستكمال بنودها يؤثر إيجابياً بنواحي عسكرية واقتصادية وانسانية على منطقة الزبداني ذاتها والمناطق المجاورة ولا سيما في مضايا وعين الفيجة وصولاً للعاصمة دمشق، وامتداد أثرها ا نساني على منطقتي كفريا والفوعة وإدخال الاحتياجات والمساعدات الاساسية إليهما وإخراج الحالات ا نسانية منهما.

خامساً: التغير في المواقف وا ولويات ا قليمية والدولية على رغم استمرار التصعيد في الخطاب السياسي وا ستمرار في دعم المجموعات المسلحة من قبل بعض الدول ا قليمين وفي مقدمها الكيان الغاصب وقطر والسعودية وتركيا، ولكن ارتداد ا رهاب إلى هذه الدول وحدوث اضطرابات في داخل بعض هذه الدول ولا سيما تركيا التي أثر فشل المشروع ا خونجي فيها بالسيطرة على المنطقة وانهيار الحلم ا ردوغاني في تدمير الدولة السورية وإقامة منطقة عازلة، هذا كله أدى الى تراجع شعبية حزب العدالة والتنمية في الانتخابات وعدم القدرة على تشكيل الحكومة والاعلان عن انتخابات مبكرة يسعى اردوغان وحزبه للفوز بها لذلك سيرفع من حدة الخطاب السياسي والتهديد والوعيد والتوجه نحو الداخل من دون التورط في المزيد من المستنقع السوري، ولاسيما بعد وجود مؤشرات لتسلم الدب الروسي الملف السوري من قبل الأميركي والحراك السياسي وتراكم الزيارات لموسكو من معارضات داخلية وخارجية وشخصيات دبلوماسية ورؤساء دول، وثبات روسيا الاتحادية وإيران وحلف المقاومة على مواقفها في الدفاع عن شرعية الحكومة السورية ووحدة أراضيها والحفاظ على أمن الشعب السوري واحترام قراره في تقرير مصيره من خلال التمهيد لحوار سوري – سوري من دون أي تدخل خارجي. مع الاقرار لمصلحة الجيش العربي السوري بلعب الدور الحاسم في مكافحة الإرهاب والبدء بالتنسيق معه من قبل كل الدول.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى