جمال الطبيعة في سورية وسحر عاصمتها… لوحات للفنّانة سمر الملا

شذى حمّود ـ محمد الخضر

من جمال الطبيعة في سورية وسحر عاصمتها دمشق، اختارت الفنانة سمر الملا مواضيع لوحاتها التشكيلية التي جاءت بعنوان «إضاءات ونوافذ»، الذي افتُتح مؤخراً في المركز الثقافي في أبو رمانة ـ دمشق.

وعبّرت لوحات الفنانة الخمسون عن سحر الطبيعة السورية بأشجارها وأزهارها وينابيعها وغاباتها، وجمال بيوت عاصمتها القديمة. مبرزةً تفاصيل دقيقة في لوحات طبيعتها الصامتة عن طريق استخدامها المدروس الألوان الزيتية الحارّة، إضافة إلى استخدامها الفحم لتصل إلى المعاني الجميلة الهادئة في مجمل ما ذهبت إليه.

تقول الفنانة الملا: اخترت موضوعات اللوحات من الطبيعة السورية الجميلة والطبيعة الصامتة التي التزمت فيها المدرسة الانطباعية والواقعية، لأنني أعتبر أنها اكثر ما يلائمها، ويلائم حالتي النفسية عندما أذهب إلى سطح اللوحة البيضاء.

وأضافت: استخدمت الألوان الزيتية في رسم الطبيعة لأنّ هذا النوع هو الأقدر على أداءٍ تعبيريّ بنيويّ لمكوّنات الطبيعة الجمالية على مختلف أشكالها. إضافة إلى إظهارها تفاصيل دقيقة في اللوحات التي رسمت فيها بيوت دمشق القديمة والطبيعة الصامتة.

وعن الوسط الفني التشكيلي قالت الملا إن هناك من الفنانين من قدّموا لوحات جديرة بالاحترام والتقدير، وهي قادرة على الوصول إلى غالبية الناس، إضافة إلى وجود محاولات بسيطة لا تقدّم ولا تؤخر في الساحة الفنية التشكيلية.

وعن رأيها بالمعرض قالت الفنانة التشكيلية رباب اسكندر أحمد رئيسة المركز الثقافي في أبو رمانة: قدّمت الفنانة الملا في معرضها عصارة تجربة سنوات متعدّدة نهجت خلالها الأسلوب الواقعي الانطباعي مرتكزة على طبيعة موهبتها التي دفعتها إلى هذا النوع الفني. مستخدمة الألوان الحادة والحارة التي تساهم في لفت نظر المتلقي.

واعتبرت أحمد إن الفنانة الملا بدأت تكوّن منهجاً فنياً خاصاً بها. وقالت إن الفنان يجب أن يطّلع على كل النماذج والمدارس الفنية التشكيلية ليضيف إلى ثقافته المعرفية كل ما يمكن أن يساهم في تشكيل لوحاته، ثمّ يختار المدرسة التي تناسب موهبته وأسلوبه.

ودعت أحمد إلى تعزيز التعاون بين الفنانين وبين المراكز الثقافية. مشيرة إلى «أننا نملك طاقات إبداعية كثيرة ومهمة وتحتاج إلى صقل ورعاية».

أما الأديبة ميشلين بطرس فأشارت إلى أن ما يحتويه المعرض يدلّ على موهبة حقيقية ألمّت بأسس الفن التشكيلي. إذ كوّنت الفنانة الملا عبر لوحاتها حالة فنية جميلة مستخدمة الألوان الملائمة للمعاني المطلوبة، وفق أداء فنّي ودقة تعبيرية جميلة.

بدوره، رأى المصوّر الفوتوغرافي عصام النوري أن المدرسة الانطباعة التي تنتمي إليها لوحات الفنانة الملا، هي الأكثر جدارة بالبقاء. لأنها تنقل الواقع بتفاصيله الجميلة. أما باقي المدارس فستتلاشى لأنها لا تقترب من الحقيقة ولا من الواقع. مشيراً إلى أن التعقيد في الرسم أسلوب آنيّ لا يدوم طويلاً.

وأضاف النوري أن الفنانة الملا تملك موهبة حقيقية معقدة التركيب. «فنقلت إلينا ما قام به إنساننا السوري بما يتلاءم مع الواقع والمنطق. وهذا النموذج سيبقى ماثلاً إلى الأزل. إذ تمكنت من انتقاء مواضيع لوحاتها بما يتلاءم مع ذائقتنا وإحساسنا، مدركة أنّ إنساننا يميل إلى الطبيعة النقية والجمال العفوي، ما يجعل لوحاتها قادرة على انتزاع هويتها الفنية ويضمن بقاءها في عالم الفن.

يشار إلى أن «إضاءات ونوافذ»، هو المعرض الفردي الأول للفنانة سمر الملا التي تخرّجت من مركز «أحمد وليد عزت للفنون التطبيقية»، كما شاركت في عددٍ من المعارض الجماعية وتتلمذت على أيدي عددٍ من الفنانين التشكيليين السوريين الكبار.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى