موسكو: سنواصل تقديم الدعم الى سورية في حربها ضد الإرهاب

رحب الرئيس السوري بشار الأسد بالجهود والاتصالات التي تقوم بها إيران لحل الأزمة السورية، خلال محادثات أجراها في دمشق مع مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان.

وتناولت المحادثات «المخاطر التي تهدد الشعب السوري وشعوب المنطقة بسبب انتشار آفة الإرهاب واستمرار الدعم للتنظيمات الإرهابية من قبل بعض الدول والقوى التي تدعي محاربته، والأفكار المطروحة على الساحة الدولية والإقليمية من أجل تفعيل المسار السياسي لحل الأزمة السورية».

وخلال اللقاء أكد المسؤول الايراني حرص بلاده على مساعدة الشعب السوري في حربه ضد الإرهاب وفي تحقيق مصالحه وطموحاته من دون أي تدخل خارجي، مشدداً على أن إيران لن تدخر أي جهد لإحلال الاستقرار في سورية ويساهم في مكافحة الإرهاب على مستوى المنطقة والعالم، مشيراً إلى أهمية استمرار التنسيق والتشاور مع الحكومة السورية لتحقيق هذه الأهداف.

وقال عبد اللهيان، في مؤتمر صحافي مع نظيره السوري فيصل مقداد «إيران تقدر الدور المحوري الذي يقوم به الرئيس الأسد لحفظ وحدة سورية ومكافحة الإرهاب وإدارته الحكيمة لإخراج سورية من الأزمة».

وأكد أن ظريف قدّم لدمشق ورقة عبارة عن تصور إيران لحل الأزمة في سورية، منوهاً بأن أي مشروع ناجح لإيجاد حل للأزمة في سورية لا بد أن يأخذ في الاعتبار الدور المركزي للشعب السوري في تقرير مصيره ومستقبله.

وحول المدة الزمنية للانتهاء من البحث بالأفكار الإيرانية أوضح عبد اللهيان أن «المحادثات مع المسؤولين السوريين كانت معمقة وشملت جميع التفاصيل والنقاط الواردة في الورقة الإيرانية المقترحة» مبيناً أن «جميع هذه الأفكار المطروحة ما زالت خاضعة للنقاش والتشاور وتبادل وجهات النظر وعند التوصل إلى صيغة نهائية لها ستكون هناك مجموعة التزامات مطلوبة من جميع الأطراف المعنية بها».

وأضاف أن «على جميع الدول الإقليمية التي تساهم إيجاباً في حل الأزمة في سورية مثل العراق وسلطنة عمان وغيرهما الاستمرار في بذل الجهود والمساعي الطيبة لإنجاح هذا العمل أما الدول التي لم تؤد دوراً إيجابياً فإننا ندعوها إلى العدول عن توجهاتها والإسهام إيجابياً في إيجاد حل سياسي».

وحول موقف بلاده قال عبد اللهيان «لطهران وموسكو مواقف مبدئية وثابتة وراسخة في مجال دعم سورية، ولا شك في أن أي مشروع سياسي نطرحه لإيجاد أي حل سياسي سيلقى المؤازرة من موسكو».

وحول طروحات دي ميستورا مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية قال عبد اللهيان «يضم مشروع دي ميستورا نقاطاً جيدة، ولدينا في المقابل انتقادات على المشروع قدمناها، له أمس الأول في بيروت خلال محادثات مشتركة».

بينما اعتبر المقداد أن مبعوث الأمم المتحدة يجب أن يتحلى بالموضوعية والحيادية، مشيراً إلى تقديم دمشق أسئلة لنائب دي ميستورا لا تزال تنتظر الإجابة قبل تحديد الموقف من مبادرته.

وأكد استمرار المشاورات حول الأفكار الإيرانية لحل الأزمة في سورية، مبيناً أن دعم إيران «السياسي والاقتصادي والاجتماعي لسورية مستمر بتصاعد وينسجم مع طبيعة التحديات التي تواجهها».

جاء ذلك في وقت، أكدت ماريا زاخاروفا، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، «إن بلادها ستواصل تقديم مختلف أنواع الدعم والمساعدات اللازمة لسورية في حربها ضد الإرهاب، وبما يتوافق وأحكام القانون الدولي».

وقالت زاخاروفا، في مؤتمر صحافي عقدته أمس، في العاصمة موسكو «من جديد، أودّ أن أؤكد إننا قدّمنا مختلف أنواع الدعم والمساعدة لسورية في حربها ضد الإرهاب، وسنواصل تقديم الدعم لها كدولة عضو في هيئة الأمم المتحدة، وبامتثال كامل لأحكام القانون الدولي».

وفي السياق، أعلن مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين أن بلاده لن تنضم إلى أي حملة ضد «داعش» تكون في إطار تحالف يعمل خارج قرارات مجلس الأمن.

المسؤول الروسي لم يغفل أيضاً عن التنويه إلى أن التحالف يوجه ضرباته في سورية من دون موافقة الحكومة السورية، على عكس ما يحصل في العراق.

وقال تشوركين في مؤتمر صحافي «أعتقد أنه إذا قررنا الالتحاق بالتحالف تبعاً لشروطه فسيرحبون بنا في صفوفه، لكن المشكلة في أننا لن ننضم إلى التحالف الذي لا يأخذ في الاعتبار قرارات مجلس الأمن الدولي».

وأردف أن دول التحالف «تقصف الأراضي السورية من دون موافقة الحكومة السورية ومجلس الأمن الدولي على ذلك». وتابع قائلاً: «كما يبدو، فإنهم أعضاء التحالف قد تلقوا موافقة الحكومة العراقية، لكنهم لم يحصلوا على موافقة الحكومة السورية».

واعتبر الدبلوماسي الروسي أن دول التحالف لا تفهم حتى الآن ما هي الأهداف التي تسعى الى إنجازها، هل هي مواجهة تنظيم «داعش» أو الإطاحة بحكومة

الرئيس السوري بشار الأسد، وفي هذا الصدد أعرب تشوركين عن اعتقاد موسكو بأن «محاربة تنظيم داعش تعد أولوية واضحة الآن».

وأعاد إلى الأذهان أن من يعارض حالياً التعاون مع الحكومة السورية من أجل محاربة «داعش» كان يتعاون معها بهدف تدمير الأسلحة الكيماوية في سورية، لأنه في ذلك الحال «أدركنا كلنا أن تدمير هذه الأسلحة يعد أولوية».

وفي هذا السياق تساءل تشوركين عن «ماذا يمنعهم من التعاون مع الحكومة نفسها من أجل محاربة التنظيم الإرهابي»، مشيراً إلى أن محاربة التنظيم بجهود مشتركة قد تساعد أطراف النزاع السوري على إيجاد سبل تسوية الخلافات بينها.

الى ذلك، ذكرت مصادر دبلوماسية أوروبية رفيعة المستوى أن خلافات نشبت بين أنقرة وواشنطن في شأن مشروع إقامة منطقة آمنة في شمال سورية.

وذكرت وكالة «آكي» الإيطالية نقلاً عن المصادر أن الجانب الأميركي يصر على إزاحة المنطقة التي تصر أنقرة على نشرها، غرباً، لإبعادها عن المناطق الخاضعة لسيطرة الأكراد في شمال سورية.

وأوضحت المصادر أن أنقرة وواشنطن اتفقتا من حيث المبدأ على دعم منطقة آمنة خالية من تنظيم «داعش» مع توفير غطاء جوي لحماية قوات «المعارضة السورية».

وأوضحت المصادر أن تركيا حددت المنطقة بحيث تحول دون تكريس الأمر الواقع على الأرض في شمال سورية، حيث يسعى الأكراد الى إقامة مساحة جغرافية متواصلة الأطراف تمتد من أقصى شمال الشرق إلى أقصى شمال الغرب، وهي منطقة يمكن أن تضم أكثر من 20 في المئة من الأراضي السورية، وحيث تخشى تركيا أن يُشكّل هذا الواقع تهديداً لها في المستقبل، حسب المصادر.

لكن تنفيذ هذا المشروع تعطل بسبب رغبة أميركية بتغيير إحداثيات المنطقة وسحبها نحو الغرب بعيداً من مناطق سيطرة حزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب التابعة لهذا الحزب، الذي يعتبر امتداداً لحزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا.

وشددت المصادر على أن المنطقة الآمنة ما زالت فكرة على ورق من المبكر الحديث عن احتمال إقامتها طالما أن حدودها لا تزال مثار خلاف بين إدارة واشنطن وأنقرة.

ميدانياً، أحكمت وحدات من الجيش السوري سيطرتها على عدد من كتل الأبنية في شارع العضيمة وأصبحت على بعض أمتار من دوار سيلان وسط مدينة الزبداني.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى