لافروف: مستعدون للاتصال بـ«الحر» إن وُجد

أفادت تقارير إعلامية عن قيام تنظيم «داعش» الإرهابي بتفجير قوس النصر التاريخي في مدينة تدمر السورية، التي سيطر عليها التنظيم، في وقت سابق.

وأكد المدير العام للآثار والمتاحف في سورية مأمون عبد الكريم، تدمير عناصر «داعش» للمعلم التاريخي، الذي وضعته منظمة «اليونسكو» على قائمة الإرث الإنساني العالمي.

ويعتبر قوس النصر الأثري في تدمر، أيقونة المدينة، كما صرح المسؤول السوري، مبدياً مخاوفه من أن الإرهابيين قد يشرعون بتدمير المسرح التاريخي في المدينة الأثرية.

إلى ذلك، أكدت موسكو أنها قدمت إيضاحات لأنقرة بشأن حادث اختراق المجال الجوي التركي من قبل مقاتلة روسية، فيما تحدث الجيش التركي عن حادث آخر، قامت خلاله طائرة مجهولة بمضايقة مقاتلتين تركيتين.

وأكدت السفارة الروسية لدى أنقرة صحة ما أعلنه الجانب التركي أمس، بشأن خرق المجال الجوي التركي فوق أراضي ولاية هاتاي، وتحديداً في قضاء يايلاديغي، الذي وقع في الساعة 12.08 يوم 3 تشرين الأول.

وقال إيغور ميتياكوف الناطق الصحافي باسم السفارة إن الجانب الروسي قدم جميع الإيضاحات الضرورية لأنقرة بهذا الشأن.

وبحسب رواية الجانب التركي، بعد تسجيل اختراق المجال الجوي، تحركت طائرتا «إف-16» تابعتان لسلاح الجو التركي من أجل اعتراض المقاتلة، لكن الأخيرة غادرت المجال الجوي التركي باتجاه الأراضي السورية، حيث يجري سلاح الجو الروسي عملية جوية ضد تنظيم «داعش» وجماعات إرهابية أخرى.

وكانت وزارة الخارجية التركية قد أعلنت في بيان أنها استدعت السفير الروسي لدى أنقرة وسلمته مذكرة احتجاج على هذا الحادث، وجاء فيه أن أنقرة طالبت موسكو بمنع تكرار مثل هذه الانتهاكات، وحذرت من أن الجانب الروسي سيتحمل مسؤولية المخاطر التي تحملها مثل هذه الحوادث في طياتها.

وفي الوقت نفسه، أعلنت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة التركية حادثاً آخر وقع في اليوم التالي بعد اختراق المجال الجوي التركي، موضحة أن مقاتلة «ميغ-29» مجهولة لاحقت مقاتلتين تركيتين من طراز «اف-16» في الأجواء فوق الحدود السورية – التركية. وأوضحت أن المواجهة استمرت 5 دقائق و40 ثانية، إذ صوبت الطائرة المجهولة رادارها لكي تتتبع المقاتلتين التركيتين.

من جهة أخرى، اعتبر المتحدث باسم الرئاسة الروسية أمس أن العمليات الجوية الروسية في سورية لن تؤثر في علاقاتها مع أنقرة.

وأشار دميتري بيسكوف للصحافيين إلى أن التعاون الروسي ـ التركي متعدد المجالات ويملك أساساً متيناً ويأتي بالمنفعة لكلي الجانبين، وأكد صحة المعلومات التي تفيد باستدعاء أنقرة السفير الروسي لديها وتسليمها مذكرة احتجاج على خرق مزعوم للمقاتلات الروسية العاملة في تركيا للمجال الجوي التركي وقال إن «موسكو ستقوم بالتحقق من بعض المعلومات التي وردت على لسان أنقرة بهذا الشأن».

وأعلن رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو في وقت لاحق أن قنوات الاتصال مع روسيا منفتحة، مؤكداً أن روسيا أبلغت أنقرة بأن خرق طائرتها الأجواء التركية جاء عن طريق الخطأ ولن يتكرر، بحسب تعبيره.

وفي السياق، طالب حلف شمال الأطلسي روسيا بالوقف الفوري لهجماتها على «المعارضة السورية والمدنيين»، وحذر بحسب بيان صدر عن الحلف أمس مما أسماه «الخطر البالغ للخرق الروسي غير المسؤول للمجال الجوي التركي».

من جانب آخر، ذكرت مصادر دبلوماسية في بروكسيل أن وزراء دفاع الدول الأعضاء في حلف الناتو سيبحثون يوم 8 تشرين الأول تطورات الأوضاع في سورية بعد انطلاق العملية الجوية الروسية ضد تنظيم «داعش». وتوقعت المصادر أن يشهد اللقاء الذي سيعقد في بروكسيل تبادلاً للمعلومات حول الخطوات الروسية في سورية من أجل اتخاذ قرارات بشأنها على المستوى السياسي.

ورغم تصريحات سياسيين أتراك قللوا من أهمية حادث اختراق المجال الجوي التركي من قبل مقاتلة روسية، اعتبر البنتاغون أن الحادث المذكور لم يأتِ «بصدفة».

ونقلت وسائل إعلام أميركية عن مصدر في «البنتاغون» قوله: «إنني لا أصدق أنه جاء صدفة. بل يأتي هذا الحادث كتأكيد على قلقنا العميق حيال ما يعمله الروس في سورية. وما زالت النوايا الروسية تثير أسئلة كثيرة».

جاء ذلك في وقت أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن الطائرات الحربية الروسية «سو34» و«سو24 أم» و«سو25» نفذت 25 طلعة خلال الساعات الـ24 الماضية من قاعدة حميميم الجوية، ووجّهت خلالها ضربات إلى 9 مواقع تابعة لـ«داعش» في سورية.

وأوضحت الوزارة، أن سلاح الجو الروسي شن 6 غارات على قاعدة يستخدمها الإرهابيون في ريف إدلب، ودمر 30 آلية هناك، وموقعاً للمدفعية يستخدمه الإرهابيون في جسر الشغور، اضافة إغارات على 3 مواقع لـ«داعش» في محافظة حمص، ما أدى إلى تدمير مستودعين للذخائر تابعين للإرهابيين.

وقصفت المقاتلات الروسية مركز قيادة تابعا لـ «داعش» في ضواحي الرستن بمحافظة حمص، ما أدى إلى تدميره بالكامل نتيجة الإصابة المباشرة، وذلك في إطار ضربات نفذت في المنطقة المذكورة على 9 مواقع لـ «داعش». كما تم تدمير مركز قيادة تابع للتنظيم في إحدى المناطق بمحافظة اللاذقية.

واستهدفت الغارات الروسية مراكز ومستودعات ذخيرة لـ«داعش» في القريتين وجبل بترا بريف حمص الشرقي، إضافة إلى ضربات مكثفة على أرتال التنظيم الإرهابي وتجمعاته في محيط تدمر بريف حمص الشرقي.

وشملت الغارات معاقل «جيش الفتح» في محيط مطار كويرس بريف حلب، حيث سمعت انفجارات هائلة جرّاء استهداف الطائرات الروسية مقار لـ«النصرة» في كفرحلب ومقر الفوج 46 بريف حلب.

كما طاولت الغارات معاقل «داعش» في المحسة وتل الضبع والغليظة في القلمون الشرقي بسورية.

وأعلن الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية، الجنرال إيغور كوناشينكوف، أمس، أن جميع الضربات الجوية الروسية موجهة لتعطيل منظومة الإدارة والإمداد المادي التقني لتنظيم «داعش».

ميدانياً، أفاد مصدر ميداني أن مروحيات الجيش السوري ألقت منشورات فوق الرستن وتلبيسة بريف حمص تدعو المدنيين إلى مغادرة كلتي البلدتين قبيل بدء العملية العسكرية فيهما. وأشار المصدر إلى أن المنشور تضمن تعليمات الأمان التي يجب على المغادرين من البلدتين اتباعها حفاظاً على سلامتهم. ويطلب المنشور من المغادرين التأكد من أنهم «لا يحملون أي نوع من السلاح عند اقترابهم من حواجز الجيش السوري وأن يقتربوا ببطء مكشوفي الصدر حاملين معهم المنشور بيد واليد الأخرى حول الرأس».

سياسياً، اعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن موسكو مستعدة لإقامة اتصالات مع «الجيش الحر» في سورية إن وجد هذا التنظيم على الأرض بالفعل، منتقداً ازدواجية التعامل مع الضربات الروسية ونظيراتها الغربية في سورية.

وقال الوزير الروسي في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير خارجية لاوس: «نحن حتى على استعداد لإقامة اتصالات مع «الجيش الحر» إذا كان هو بالفعل جماعة مسلحة من المعارضة الوطنية تملك قدرات معينة وتضم سوريين، إن هذا التنظيم بات وهمياً… وعلى الأقل طلبت من وزير الخارجية الأميركي جون كيري تقديم معلومات حول مواقع هذا الجيش السوري الحر وقادته، لم يقل أحد لنا حتى الآن أين يعمل هذا الجيش السوري الحر؟ أو أين وكيف تعمل وحدات أخرى مما يسمى بالمعارضة المعتدلة».

وأكد لافروف أن الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد ستكون خرقاً صارخاً لقرار مجلس الأمن الدولي الذي صادق على بيان جنيف الصادر في 30 حزيران عام 2012، مؤكداً أن هذا البيان يقضي بضرورة تسوية الأزمة السورية سياسياً بشكل سلمي فقط.

وأضاف: «لذلك ما يصدر في الآونة الأخيرة من بعض العواصم حول ضرورة حلّ النزاع عسكرياً في حال استمرار الوضع على ما هو عليه، هو دعوة لانتهاك القانون الدولي».

وأكد لافروف أن المزاعم بأن الجيش السوري لا يكافح تنظيم «داعش» الإرهابي، عارية عن الصحة، مشيراً إلى أن «الجيش السوري هو فصيل واضح تماماً، إن لم يكن وحيداً، يستطيع القيام بمهمة مكافحة الإرهاب على الأراضي السورية».

إلى ذلك، كرر وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر الاتهامات التي يوجهها «البنتاعون» لموسكو باستهداف «فصائل معارضة» في سورية، داعياً الروس إلى «التركيز على استهداف مسلحي داعش بدلا من خصوم الأسد».

وانتقد الوزير الأميركي الاستراتيجية التي تتبعها روسيا في سورية، مدعياً «أن روسيا قامت بتصعيد الحرب الأهلية بسورية، وعرضت للخطر الحل السياسي وفرص الاحتفاظ بمؤسسات الدولة السورية ترقباً لتشكيل حكومة جديدة».

وأردف قائلاً: «لكنني ما زلت آمل في أن يدرك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن تمسك روسيا بسفينة غارقة يمثل استراتيجية خاسرة، ويقرر مواجهة الخطر الذي يمثله «داعش» بدلاً من مواصلة غاراته الأحادية ضد معارضي الأسد».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى