باريس ترضخ لموسكو وتضمّ «النصرة» للمطلوب استهدافهم… و«القاعدة» تتوعّد تل أبيب تقرّر المواجهة حتى النهاية… والفلسطينيون لتجديد الانتفاضة

كتب المحرر السياسي

تتالت الغارات الروسية بنتائجها النوعية على مواقع تنظيم «القاعدة» وتنظيم «داعش»، وشكل مشهد فرار المسلحين وتهاوي قلاعهم ومستودعاتهم والتدفق عبر الحدود التركية والأردنية عكسياً من سورية، سمة مشتركة لدى مسلحي «داعش» و«النصرة» وسائر مسمّيات «القاعدة».

بدأ الغرب يحسبها جيداً، فلا قدرة على التصدّي لروسيا وحملة التحالف الذي يضمّها مع إيران وسورية والعراق، ولا قدرة على التصدّي لإحراج لوائح الجماعات المسلحة المرسلة من موسكو إلى عواصم الاحتجاج على الغارات ومطالبتها بتسمية من يعتبرهم المعترضون «معارضة معتدلة»، ووزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف يسخر علناً من كذبة «الجيش الحر»، قائلاً: دلُّونا على مواقعه لندير معه اتفاقات ميدانية، ونحيّد مواقعه من لوائح أهدافنا، ومعلوماتنا أنه مجرد يافطة لا وجود لها في الميدان.

لم يتبقّ للغرب سوى التأقلم، كما بدأت الإشارة الفرنسية بقبول ضمّ المواقع التابعة لـ«جبهة النصرة» إلى لائحة الاستهداف، أملاً بتحييد ما يمكن تحييده، و«النصرة» هي الأشدّ إحراجاً في اللائحة كفرع رسمي معتمَد لتنظيم «القاعدة»، بينما بدأ تنظيم «القاعدة» التصرف على أساس معادلة حرب مفتوحة مع روسيا، بدءاً بمحاولة تفجير السفارة الروسية في أفغانستان، وصولاً إلى الإعلان عن جوائز مالية لكلّ من يساعد في خطف جنود روس في سورية.

هذا بينما فلسطين تشتعل لليوم الرابع، وتحمل الصحافة «الإسرائيلية» نقلاً عن مصادر حكومية وعسكرية ومخابراتية، ما وصفته بخلاصة مستوى القرار، بالسير في المواجهة حتى النهاية، لأنّ مسألة مصير القدس يجب عدم التهاون فيها، فيما تواصلت المواجهات في أنحاء الضفة الغربية والقدس، وبدأت صفحات النشطاء الفلسطينيين تمتلئ بالدعوات للانتفاضة الثالثة، والضغوط في غزة والضفة على القيادات الفلسطينية للخروج من لغة البيانات إلى ساحات المواجهة، وأكدت لـ«البناء» مصادر في فصائل المقاومة أنّ الوضع في غزة لن يلبث في حال الهدوء طويلاً وستحمل الأيام المقبلة مفاجآت نوعية في الدفاع عن القدس وأهلها في وجه غزوات المستوطنين المدعومين من قوات الشرطة وجيش الاحتلال.

في لبنان تستردّ طاولة الحوار حيويتها اليوم مع تأكيد مشاركة العماد ميشال عون فيها، مقابل تمديده للمهلة المتاحة لحسم أمر الترقيات التي يتوقف عليها موضوع بقاء أو تسريح العميد شامل روكز من المؤسسة العسكرية، حتى يوم الأحد ليعلن عون أمام التجمّع الذي سينظمه التيار على طريق قصر بعبدا، موقفه النهائي من الاستمرار في الحكومة وطاولة الحوار، وقالت مصادر متابعة إنّ العماد عون بعد ترتيب ملف العلاقة مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، فعندما يقرّر مغادرة الحوار سيفعل ذلك لقناعته بلا جدوى الحوار مع تيار المستقبل. وأضافت المصادر أنّ جلسة الحوار بين تيار المستقبل وحزب الله، التي شهدها مقرّ الرئاسة الثانية في عين التينة، كانت مخصّصة لتسهيل تخطي العقد من أمام مسألة الترقيات، والإفادة من مهلة الأيام المتبقية قبل الأحد لتظهير تسوية لائقة.

عون يحضر جلسة الحوار اليوم تحت عنوان الفرصة الأخيرة

تنطلق اليوم الجلسة الأولى من جلسات الحوار الوطني الثلاث التي حدّدها الرئيس نبيه بري في السادس والسابع والثامن من تشرين الاول الجاري. وتبلّغ رئيس المجلس أمس من المتحاورين حضورهم الجلسة بمن فيهم رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون، تحت عنوان الفرصة الأخيرة فإذا لمس أنّ هذا الحوار أصبح مضيعة للوقت فلن يُكمل به.

وعشية الجلسة، التأمت في عين التينة طاولة حوار ثنائية جمعت حزب الله وتيار المستقبل حضرها المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله حسين الخليل، والوزير حسين الحاج حسن، والنائب حسن فضل الله عن الحزب، ومدير مكتب الرئيس سعد الحريري نادر الحريري والوزير نهاد المشنوق والنائب سمير الجسر عن تيار المستقبل، وفي حضور المعاون السياسي للرئيس بري الوزير علي حسن خليل، وبحث المجتمعون الأزمة السياسية، وجرى التأكيد على أهمية الحوار الوطني وتأثيره الإيجابي على الوضع، وكذلك التشديد على إيجاد المخارج المناسبة لإعادة العمل في المؤسسات الدستورية وتفعيلها في أسرع وقت.

حزب الله لـ«المستقبل»: الترقيات مدخل لتفعيل عمل الحكومة

وعلمت «البناء» أنّ ملف الترقيات شكل محور المحادثات، حيث تمنّى حزب الله على تيار المستقبل الموافقة على تسوية الترقيات، المدخل الرئيس لتفعيل عمل الحكومة ومجلس النواب.

14 آذار: تسوية الترقيات دُفنت

وإذ أكدت مصادر مقربة من الرابية لـ«البناء» أنّ أي تسوية سوف تتخذ يجب أن تحترم قانون الدفاع، والقوانين المرعية والدستور، لفتت مصادر في 14 آذار لـ«البناء إلى «أنّ تسوية الترقيات دفنت، خصوصاً بعد الذي جرى في مجلس النواب امس بين نواب تكتل التغيير والإصلاح من جهة وتيار المستقبل من جهة أخرى، وأنّ الحوار يترنح».

«ساحة» ساحة النجمة

إلى ذلك تحوّلت ساحة النجمة إلى ساحة عراك، إذ شهدت جلسة لجنة الأشغال والطاقة النيابية فور التئامها برئاسة النائب محمد قباني وحضور النواب الأعضاء والوزيرين علي حسن خليل وارتور نظاريان وديوان المحاسبة تراشقاً بزجاجات المياه بين نواب التيار الوطني الحر وتيار المستقبل، لتتحوّل غرفة الصحافة منبراً للسجالات الكلامية بين الطرفين عبر المؤتمرات الصحافية عقب رفع قباني الجلسة، بعدما كان منتظراً أن تشهد الجلسة إشكالاً بين وزير المال ونواب «التغيير والإصلاح».

وأكد النائب جمال الجراح لـ«البناء» أنّ نواب التيار الوطني الحرّ تعمّدوا افتعال مشكلة مع النائب قباني فور دخول الكاميرات إلى جلسة لجنة الأشغال النيابية، عندما وجدوا أن ديوان المحاسبة سيحضر الجلسة وسيفضح المخالفات التي ارتكبها وزير الطاقة السابق جبران باسيل ويستكملها مستشاروه اليوم في وزارة ارتور نظاريان المشهود له بالكفاءة.

ولفت إلى «أنّ الكهرباء غير موجودة على رغم دفع المليار و200 مليون لوزارة الطاقة لتأمين الكهرباء، والسبب عدم تنفيذ القوانين الموجودة أو فرض الرقابة». وإذ أشار الجراح إلى «أنّ وزير المال أكد في الجلسة أنه لو كانت هناك دولة لكان هناك أناس يجب دخولهم السجن»، طلب من الرئيس بري رفع السرية عن مداولات تلك الجلسة.

في المقابل أوضح عضو التكتل النائب فادي الأعور لـ«البناء» أن قباني رفع الجلسة على رغم مطالبتنا بعدم رفعها، لعدم تبيان الحقائق للبنانيين»، لافتاً إلى «أنه لا يمكنه رفع الجلسة بوجود وزيري الطاقة والمال». وإذ أشار إلى «أننا نعاني من تصرفات قباني الفئوية، وضع ما جرى في خانة التراكم التاريخي لعمل لجنة الأشغال، متمنياً موافقة الرئيس بري على رفع السرية عن مداولات اللجنة وان تعقد الجلسات المقبلة بحضور الإعلام. واذ تحدث عن التاريخ الأسود للحريرية السياسية، ذكّر الأعور بأن تيار المستقبل ضيّع على لبنان 850 كلم مربع من المياه الاقتصادية الخالصة المليئة بالثروات الطبيعية، حين هرّب خريطة تحدّد الحدود إلى قبرص على رغم التفاوض بينها وبين «إسرائيل» حول المياه الإقليمية.

هيئة التنسيق إلى الإضراب

ودعت هيئة التنسيق النقابية في مؤتمر صحافي إلى الإضراب في كلّ المؤسسات العامة والوزراء في 20 و26 تشرين الأول و4 تشرين الثاني، وأكدت أنها ستعلن عن خطواتها التصعيدية في حال لم تتمّ الاستجابة لمطالبها. كما دعت الهيئة طاولة الحوار الى «الاتفاق على انتظام عمل المؤسسات الدستورية وإقرار المشاريع الحياتية وفي مقدّمها سلسلة الرتب والرواتب بالصيغة التي طلبتها هيئة التنسيق النقابية».

على صعيد أزمة النفايات تستكمل لجنة المتابعة لملف النفايات عملها لتحضير مكبّ سرار وتحويله مطمراً، يعقد اليوم عند العاشرة والنصف من قبل الظهر اجتماع لمتابعة ملف النفايات في السراي الحكومية برئاسة رئيس الحكومة تمام سلام وحضور وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق ووزير الزراعة أكرم شهيّب ولجنة الخبراء وأصحاب الاختصاص بملف النفايات. وأكد شهيّب أن لا رجعة عن المضيّ في تنفيذ الخطة وأنّ التحضير مستمر. في المقابل لا تزال هذه الخطة محط اعتراض الحراك المدني وأهالي المناطق وبعض البلديات، أكد الناشط في الحراك أيمن مروة لـ«البناء» أن «ليس من مسؤولية الحراك وضع خطة للسلطة السياسية لحلّ مشكلة النفايات، وشدّد على أنّ الحراك يرفض رفضاً تاماً سياسة المطامر التي تتبعها السلطة، لكن كيفية رفع النفايات من الشوارع والمكبّات العشوائية هي مسؤولية السلطة والمؤسسات».

وأشار مروة الى «أنّ أهالي المناطق المحيطة بالمطامر هم الذين يقرّرون الموافقة على إقامة المطامر. وهم رفضوا ذلك ونحن كحراك مدني نقف معهم بأن لا لسياسة المطامر مهما كان الثمن».

وأوضح ناشطون بيئيون لـ«البناء» أنّ «هناك مساحة كافية في النورماندي تبلغ 200 ألف متر مربع وعلى الدولة فضّ العقود مع شركة سوكلين وإجبارها على استخدام إمكاناتها العينية والتقنية لرفع النفايات واعتماد عملية التعليب البلاستيكي في هذه المنطقة، ولفتت المصادر إلى أن لا نية للسلطة بفسخ العقود مع سوكلين».

… وأهالي العسكريين إلى التصعيد اليوم

وبعد الخطوة التصعيدية التي تمثّلت بقطع طريق المطار القديمة الأحد الماضي، أعلن أهالي العسكريين المختطفين في بيان عن نيتهم التحرك ظهر اليوم انطلاقاً من ساحة الشهداء لإعادة الأولوية لملفهم.

وأكد حسين يوسف والد الجندي المخطوف في الجيش محمد يوسف لـ«البناء» أن «أياً من المسؤولين في الدولة لم يتصل بأهالي العسكريين باستثناء اتصال رئيس الهيئة العليا للإغاثة اللواء محمد خير الذي اطمأن خلاله الى الأهالي، لكنه لم يقدم لنا أي معلومة عن المفاوضات في الملف».

وأشار يوسف إلى «أن قراراً حاسماً ونهائياً اتخذه الأهالي بالتصعيد حتى جلاء المعلومات الحقيقية في هذا الملف والعمل جدياً لإعادة أبنائنا المخطوفين»، مؤكداً أن التحرك اليوم سيكون عبارة عن قطع بعض الطرقات الحيوية كما حصل من خلال قطع طريق المطار القديمة».

ولفت إلى أن «الحديث عن وسيط قطري والوصول الى صفقة بين الدولة والجهات الخاطفة كان مجرد كلام ووعود ولا شيء عملي، ونفى تلقي الأهالي أي إشارة أو طلب قطري للتحرك في الشارع والضغط على الحكومة».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى