ناصر عبيد… يرسم بالكاميرا فنّاً مغايراً

إيناس سفان

خمسٌ وخمسون لوحة ضوئية بمقاسات مختلفة، تحمل بصمة الفنان ناصر سلامة عبيد، قدّم من خلالها رؤية فنية جديدة عالية الإحساس، بتجربة فيها روح التجديد والإضافة والابتكار في مجال التصوير الضوئي، أظهرت خيال الفنان وإبداعه ومهاراته في الاستفادة من عناصر الطبيعة وانعكاسات الضوء على الأسطح، لخلق لوحة إبداعية فنية تصويرية مغايرة.

امتشق عبيد الكاميرا عوضاً عن الريشة لرسم لوحاته في معرضه الفرديّ العاشر الذي حمل عنوان «تصوير ضوئيّ مغاير»، المقام حالياً في صالة المعارض في دار الأوبرا ـ دمشق، ليقدّم شكلاً جديداً من أشكال فنّ التصوير، فيكون تصويراً مختلفاً استطاع من خلاله مقاربة الصورة الضوئية بالمنجز الفني التشكيلي متعدّد الموضوعات والمدارس الفنية.

إبداع عبيد في استخدام التقنيات البصرية من الضوء واللون والعناصر وزاوية الالتقاط، جعل من الصعوبة تحديد الأداة المستخدمة لتنفيذ لوحات هذا المعرض. وهذا يؤكّد مقدرة فنّ التصوير الضوئي على منافسة الفنّ التشكيلي التقليدي.

يقول عبيد إنّ التصوير الضوئي التقليدي يوثّق المناظر الطبيعية والأماكن والأوابد الأثرية من خلال عدسة الكاميرا. لكن التقنيات الحديثة في الكاميرا ومواكبة التطوّر في عالم الفنّ التشكيليّ، فرضت على الفنان الخروج من القوالب التقليدية ليرسم بالضوء لوحات مغايرة، مستخدماً الكاميرا عوضاً عن الريشة، مع الاستفادة من المدارس الفنية القديمة والحديثة، مقدّماً لوحات تشكيلية ضوئية جديدة بالكاميرا تُظهِر الرؤية البصرية والفكرية للفنان الضوئي بأسلوب فنّي جديد.

ويضيف عبيد أنه استخدم أكثر من عنصر في لوحاته كالماء والضوء والنار والأشخاص، ليرسم لوحات بأسلوب تجريديّ من خلال الكاميرا. تاركاً للمتلقّي قراءتها بالطريقة التي يراها، وذلك من خلال تحفيز مخيّلته ومشاعره نحو اللوحة التي حملت عدّة أفكار تجمعها مع اللوحات الأخرى بصمة عمل واحدة.

وأشار عبيد إلى أن رسالة معرضه تتمثل بالتأكيد على استمرارية الحياة في سورية، وتحدّيها الحرب التي تُشنّ عليها. «فالفرح الذي تحمله اللوحات يأتي ردّاً على الحزن واليأس. كما أنّ التطوّر في عالم الفنّ التشكيلي ردّ على الهمجية والظلامية التي يريد نشرها الإرهاب المتطرّف».

ورأت الدكتورة في كلّية الهندسة المعمارية عبير عرقاوي أن المعرض جاء بتقنيات عالية قدّمها فنان مبدع، استخدم تقنية التصوير وإدخال الضوء مع السيطرة على الفراغ وإظهار عنصر الجمال واللون والرمزية، ليقدّم لوحات عالية الجمال، وجهداً واضحاً نتيجة تطوّرٍ ضمن مراحل متعدّدة.

وأوضح الفنان أدهم قسّام، طالب ماجستير في كلّية الفنون الجميلة، أنه في فنّ التصوير الضوئي لكلّ لوحة اسم وإحساس معين. واستطاع الفنان عبيد تقديمه ببراعة واتقان، خصوصاً في لوحاته التي استخدم فيها عنصر الماء وانعكاسات الضوء فيها، مع وجود الإحساس الفني العالي، بأسلوب تشكيليّ تميّز به الفنان عبيد الذي عُرِف بقراءاته وأبحاثه الكثيرة، فكان لكلّ لوحة لمسة فنية خاصة.

يذكر أن الفنان ناصر سلامة عبيد مهندس ديكور متخرّج من كلّية الفنون الجميلة قسم العمارة الداخلية عام 1985. وهو عضو اتحاد الفنانين التشكيليين السوريين وعضو نادي التصوير الضوئي في سورية. له عدد من المعارض الفردية والمشتركة، وأنجز أعمالاً نحتية تمثّل القلاع في سورية. كما صمّم منحوتة «الصخرة الأقوى» وأشرف على تنفيذها من مادة البازلت بارتفاع يتجاوز أربعة أمتار، وتمثّل تاريخ سورية الحضارة والإنسان.

يشار إلى أن معرض «تصوير ضوئيّ مغاير» مستمر لغاية 14 تشرين الأوّل الجاري.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى