هادي قاصوص… «أيضاً وأيضاً»

لمى نوّام

هادي قاصوص، فنان تشكيليّ سوريّ مقيم في لبنان، أحبّ الرسم والفنون منذ الصغر، واستطاع أن يطوّر عمله الفنّي ويصقل موهبته، عبر دراسة الفنّ التشكيليّ دراسة خاصة، ومن خلال متابعته المعارض الفنية. فأصبح ذا حسٍّ بصريّ متّقد، وانطلق رسّاماً تشكيلياً يشترك في عددٍ من المعارض الفنية في لبنان وسورية، كما حاز على عددٍ من شهادات التقدير. وأعماله مقتناة من قبل كثيرين. ومن المعارض التي شارك فيها: «ملوّنة شامية» في «غاليري زمان»، سمبوزيوم مليتا، سمبوزيوم طرابلس، سمبوزيوم صور، «فنانون مبدعون للنادي الثقافي العربي، وزاوية تشكيلية في معرض بيروت للكتاب.

«أيضاً وأيضاً»، هو عنوان معرض هادي قاصوص الفرديّ الأوّل الذي افتتحه مؤخراً في «غاليري زمان»، والذي يستمرّ حتى منتصف تشرين الأوّل الجاري. و تروّى قاصوص قبل تنظيم معرضه هذا، كي تنضج الفكرة التي حاكى عبرها الأزمة السورية وتداعياتها من نزوح ولجوء، حسبما صرّح لـ«البناء».

ويقول قاصوص: «لا يخلو موضوع المعرض من الألم، لكنني أحاول إظهار الأمل من خلال بعض اللونيّات الجميلة التي وضعتها في اللوحات».

يستعمل قاصوص الأكريليك، أما معرضه الذي ضمّ 25 لوحة، فجسّد صرخة أشخاص هُجّروا من بلادهم وأصبحوا لاجئين ونازحين، ويحلمون بالعودة إلى وطنهم الأمّ سورية. وتبرز في اللوحات وجوه وبيوت بلا أمان ولا استقرار.

«أيضاً وأيضاً» عبارة عن تأكيد على أنه مهما حصل في البلاد، فسيعود المهجّرون اليها، على رغم الألم والصراخ الظاهرين في بعض اللوحات. أضفى اللون الأزرق على معظم لوحات المعرض فسحة من السلام ، كما برز اللونان البرتقالي والأصفر لإعطاء نوع من الأمل.

أعمال قاصوص المعروضة في «غاليري زمان» تنتمي الى المدرسة التعبيرية، لكنها لا تخلو من الرمزية. وهناك عدد من اللوحات تقف على عتبة السريالية لسبب قد يصب في خدمة رسالة المعرض ككل.

وإذ يطمح قاصوص لأن تصل لوحاته إلى العالمية والى أكبر عدد ممكن من الناس، فإنّ المرأة بارزة في لوحاته بشكل الموناليزا السورية، إذ جسّد جسد المرأة الذي يبرز من خارج المدن بالمنظور البصري، فنشعر أنها ترتدي شال المدن للتعبير عن أن الانسان اذا خرج من مدينته، يتعرّى نوعاً ما، وأن بلده «يستره».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى