الانتفاضة على الأبواب… نتنياهو يهدّد بحرب شاملة والفصائل الفلسطينية تستعدّ لتشكيل قيادة موحَّدة

شكلت عمليات الطعن والدهس التي ينفذها شبان وشابات فلسطين ضد قوات الاحتلال حدثاً كبيراً في سياق تفجير الانتفاضة الثالثة في وجه هذا الاحتلال، وأمس استشهد 5 فلسطينيين بعد طعن عدد من الجنود والمستوطنين في تل أبيب والقدس والخليل.

ونقلت مصادر العدو، أن شاباً فلسطينياً طعن المجندة بمفك وأصابها بجروح خطرة وخطف سلاحها وتوجه نحو برج «عزرائيل» الشهير في تل أبيب، فيما كان يوجه طعنات أخرى للمارة.

وأفادت مصادر أخرى بإصابة ثلاثة «إسرائيليين» آخرين قبل أن تتمكن الشرطة من إطلاق النار على الشاب وقتله.

من جهة أخرى، أصيب مستوطن بجروح وصفت بالخطيرة في عملية طعن جديدة في القدس الشرقية، واعتقلت شرطة العدو شاباً فلسطينياً يشتبه بتنفيذ العملية.

وأفادت مواقع عبرية بأن فلسطينياً قام بطعن المستوطن 20 سنة بالقرب من مقر الشرطة العام وبالقرب من محطة للقطار الخفيف في الشيخ جراح في القدس الشرقية. وفي عملية طعن أخرى أصيب مستوطن بجروح في مستوطنة كريات أربع بالخليل، بحسب وسائل إعلام العدو.

تأتي هذه العمليات رداً على تمادي قوات الاحتلال في سياسة العقاب الجماعي التي تتبعها «إسرائيل» لمعاقبة عائلات منفذي العمليات الفدائية ضد المستوطنين وجنود العدو، سياسة كانت قد أوقفتها بعد انتفاضة الأقصى بسبب مخالفتها القوانين الدولية وعادت إلى تطبيقها مجدداً لترهيب الفلسطينيين.

وعلى خلفية استمرار المواجهات عقد رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو جلسة لتقدير الأوضاع، أوعز في نهايتها إلى الشرطة بمنع زيارات الوزراء وأعضاء الكنيست اليهود الحرم القدسي الشريف حتى إشعار آخر، منعاً لاشتعال الأوضاع.

يقول نتنياهو: «لا نزال في ذروة موجة إرهاب… نحن نعمل بحزم ضد المتظاهرين وضد المحرضين، سنعزز القوات وسنستخدم كل الوسائل والأساليب المطلوبة من أجل محاربة هذا الإرهاب» بحسب تعبيره.

وفي ظل الأوضاع المشتعلة على الأرض رأى مراقبون أنه سواء كانت «إسرائيل» في ذروة انتفاضة ثالثة، أو في قلب موجة تصعيد لا فرق، فالوضع الأمني في الضفة الغربية والقدس المحتلة آخذ بالتدهور.

عضو الكنيست عن القائمة العربية أحمد الطيبي وصف قرار نتنياهو بالمجنون وغير القانوني، قائلاً: «إن نتنياهو واليمين لن يستطيعا منع النواب العرب من دخول المسجد الأقصى» مؤكداً أنهم سيصلون إلى المكان اليوم الجمعة.

وقالت وسائل إعلام العدو إن نتنياهو دعا في ختام جلسة عقدها مع كبار المسؤولين الأمنيين إلى العمل ضد ظاهرة إقامة الفلسطينيين من دون تصريح داخل أراضي 48. كما أوعز الى الدوائر الأمنية بالتعامل الصارم مع ما وصفه بأعمال الشغب في الأراضي المحتلة عام 48.

من جهة أخرى، قال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات: «إن نتنياهو أعلن الحرب الشاملة على الشعب الفلسطيني حتى يواجه الإجماع والدعم الدوليين اللذين حصلت عليهما فلسطين بعد كلمة الرئيس محمود عباس في الأمم المتحدة» على حد قوله. معتبراً أن «القوات «الإسرائيلية» تمارس انتقاماً جماعياً».

وقال محمود الزهار، القيادي في حركة المقاومة الإسلامية «حماس»، إنّ مواجهات الفلسطينيين في الضفة الغربية، مع جيش الاحتلال «الإسرائيلي»، قد تتصاعد وتتطور إلى «انتفاضة».

وأضاف الزهار، في كلمة خلال ندوة سياسية نظمها «معهد فلسطين للدراسات الاستراتيجية»، في غزة، مساء أمس إن «الفرصة لحدوث انتفاضة فلسطينية جديدة متوفرة في الوقت الراهن».

وتابع: «هناك فرصة شعبية، للقيام بانتفاضة، لكن الأمر الذي قد يحول دون ذلك، هو استمرار التنسيق الأمني بين أجهزة أمن السلطة في الضفة الغربية».

وفي السياق، قال جميل مزهر، عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، خلال بيان ألقاه باسم عدد من الفصائل، عقب اجتماع عقدته في غزة: «تؤكد القوى دعمها وإسنادها الكاملين للهبة الجماهيرية وتعتبرها رداً طبيعياً على جرائم الاحتلال، وأسلوباً كفلته الشرائع والقوانين الدولية»، بحسب ما أفاد موقع «القدس العربي» نقلاً عن وكالة «الأناضول». وأضاف: «يجب أن يأخذ هذا الحراك مداه في التصدي للاحتلال، والعمل على تشكيل قيادة وطنية موحدة تقود الحراك الشعبي والهبة الجماهيرية وتحولها إلى انتفاضة شعبية شاملة في مواجهة الاحتلال».

وشارك في الاجتماع الفصائلي، كل من حماس والجهاد الإسلامي، والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين وحزب الشعب».

وطالبت الفصائل في بيانها السلطة الفلسطينية بعدم «الاستجابة للضغوطات «الإسرائيلية» والعودة للمفاوضات».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى