مواجهات بين المتظاهرين وقوى الأمن في وسط بيروت وإصابات من الجانبين بالحجارة والمياه وتوقيف ناشطين

تحوّل وسط بيروت ليل أمس إلى ساحة مواجهة بين المتظاهرين وقوى الأمن الداخلي التي اضطرت بحسب بيانها الى استخدام وسائل مكافحة الشغب «بعد تدمير المشاغبين للحاجز الأمني وتخطيه واحتكاكهم بالعناصر والتعرض المباشر لهم وسقوط إصابات في صفوف هذه العناصر»، فيما وقعت عشرات الإصابات جرّاء إلقاء العناصر الأمنية قنابل مسيلة للدموع.

وكانت المواجهات بدأت لدى محاولة المتظاهرين فور وصولهم إلى أمام مبنى «النهار»، خرق السياج الأمني على حدود ساحة النجمة، بالرغم من دعوة قوى الأمن الداخلي هؤلاء إلى الحفاظ على سلمية التظاهرة وعدم خرق السياج، لكنهم لم يمتثلوا واجتازت مجموعة منهم الحاجز الأسمنتي.

ونادى أحد المتظاهرين عبر مكبر للصوت، ممهلا القوى الأمنية ربع ساعة من الوقت لإزالة الشريط الشائك والسماح للمتظاهرين بدخول ساحة النجمة.

وقد استخدمت قوى الأمن خراطيم المياه لتفريق المتظاهرين، وألقت القنابل المسيلة للدموع بعد خرقهم السياج ورمي المتظاهرين مفرقعات نارية وزجاجات بلاستيكية وحجارة باتجاهها بكثافة.

وفي وقت لاحق نزع المتظاهرون المكعب الأسمنتي وحاولوا نزع المكعبات الأخرى على مرأى من قوى الأمن.

هذا وقد أفيد عن توقيف عدد من المتظاهرين بينهم وارف سليمان وبيار حشاش وفايز ياسين.

وتم تسجيل عشر حالات اختناق من جراء القنابل المسيلة للدموع بين المتظاهرين، وعملت عناصر الصليب الاحمر وهيئة الاسعاف الشعبي على معالجتهم ميدانيا. كما أصيب عدد من العناصر الأمنية والمتظاهرين جرّاء رشق بعض الناشطين القوى الأمنية بالحاجرة، ومن بين المصابين الناشط في حملة طلعت ريحتكم عماد بزي.

وأوعز وزير الصحة وائل ابو فاعور للمستشفيات بمعالجة المصابين على نفقة وزارة الصحة.

وقد قُطعت الكهرباء عن وسط بيروت فيما واصلت قوى الأمن رشق المتظاهرين بخراطيم المياه وإلقاء القنابل المسيلة للدموع. كما أوقفت عدداً منهم ونقلتهم إلى ثكنة الحلو ومخفر زقاق البلاط.

ودعا أحد المتظاهرين عبر مكبر للصوت القوى الامنية إلى التوقف عن رمي القنابل المسيلة للدموع ورش المتظاهرين بخراطيم المياه ، كي يتوقف المتظاهرون عن رمي الحجارة باتجاه القوى الأمنية.

وأقدم المتظاهرون على تحطيم مدخل فندق «لوغراي»، وفي السياق، ذكرت قوى الامن الداخلي انه « تم تحطيم باب فندق «لوغراي» من قبل المتظاهرين محاولين اقتحامه، وتقوم قوى الأمن بمنعهم بعد مناشدتنا من قبل مسؤولي الفندق للتدخل».

قوى الأمن

ولاحقاً صدر عن المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي – شعبة العلاقات العامة ما يلي: منذ بداية التظاهرة مساء اليوم 08/10/2015، دأب بعض المشاغبين على استفزاز عناصر مكافحة الشغب ومحاولة إزالة العوائق الحديدية والإسمنتية وقطع الشريط الشائك وقاموا برشقهم بالحجارة وعبوات المياه والمواد الصلبة، الذين لم يبادروا بأي رد فعل تجاه المشاغبين. وهذا ما شاهده المواطنون مباشرة على شاشات التلفزة.

أما وبعد تدمير المشاغبين للحاجز الأمني وتخطيه وإحتكاكهم بالعناصر والتعرض المباشر لهم وسقوط إصابات في صفوف هذه العناصر، وللحيلولة دون خرق صفوف عناصر مكافحة الشغب للوصول إلى ساحة النجمة ما قد يؤدي إلى عواقب لا تحمد عقباها.

ازاء ذلك، اضطرت قوى الأمن إلى إستعمال وسائل مكافحة الشغب من خراطيم المياه والقنابل المسيلة للدموع التي تستخدم في أرقى الدول الديموقراطية حفاظاً على السلامة العامة ومنعاً لتفاقم الأمور».

وكان الناشطون كان قد طالبوا في بيان باستقالة وزير البيئة محمد المشنوق ورفع النفايات وبحل لملف العسكريين المخطوفين.

وأكّدوا رفض سياسة الطمر وأي حل يفرض بالقوة على أهالي جوار المطامر الحالية والمزمع انشائها.

وتوجهوا إلى السياسيين قائلين: «اوقفوا سرقة أموال بلدياتنا وأفرجوا عن أموالها وابدأوا بتشغيل معامل الفرز فوراً».

وفيما رفض المتظاهرون إلى الوسط قبل إطلاق سراح الموقوفين،

أصدرت الأمانة العامة لقوى 14 آذار بياناً تمنت فيه «على المتظاهرين تنقية صفوفهم من العناصر المشبوهة، وتطلب من الحكومة أخذ التدابير اللازمة من أجل وضع حد للفلتان التي تشهده العاصمة، لأن الفوضى لا تخدم إلا أعداء لبنان، ولا تحقق مطالب الناس التي هي بحاجة إلى دولة لتلبيتها. لقد انزلقت التظاهرات في اتجاه مشبوه، ونطلب من كل المواطنين عدم السماح لإدخال لبنان في مجهول أمني ودستوري وسياسي في مرحلة شديدة الخطورة».

في المقابل، أكد الوزير السابق شربل نحاس أن التصعيد مستمر وعناوينه فضح الفاسدين ومحاكمتهم، مؤكداً أن القضاء اللبناني اليوم أمام إمتحان». وأضاف « نحن مستمرون في التظاهر والإعتصام حتى نثبت للمسؤولين انهم عليهم تحمل المسؤولية والإهتمام بالمرحلة الإنتقالية لتغيير الطقم الحاكم».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى