الانتفاضة مستمرّة… وعلى تل أبيب أن تتحضّر للأسوأ

منذ أن اندلعت المواجهات بين المستوطنين المتطرفين وبين الفلسطينيين جراء التصرفات الاستفزازية التي دفعت إليها «تل أبيب» ومتطرفوها الصهاينة، توالت المعلومات المؤكدة انّ «إسرائيل» تحاول الدخول على خط التسويات في المنطقة، بعدما أيقنت أنها تتغيّر بسرعة، وأنها ليست الأولى على جدول أعمال الدول الكبرى، بمعنى أنّ إمكانية اقتناص فرصة حلّ للصراع الفلسطيني ــــ «الإسرائيلي» بما يتناسب مع الأخيرة غير واردة بعدما فقد الأميركيون الأمل من أيّ تجاوب «إسرائيلي»، كما أظهرت جولات وزير الخارجية الأميركي جون كيري السابقة، فاضطرت «إسرائيل» للدخول إلى واجهة الأحداث…

هذا الدخول استدعى قلقاً «إسرائيلياً» أخذ نتنياهو نحو موسكو التي لم تكن قد حزمت حقائبها وتوجّهت نحو سورية بعد، محاولاً الحصول على ضمانات بعدم قيام المحور الحليف، أيّ إيران أو حزب الله او حلفائهما من الفصائل الفلسطينية داخل الأراضي المحتلة بالردّ على الاستفزازات القائمة، لكنه لم يحصل على ايّ ضمانات، واليوم تشتدّ التطورات بشكل أكبر يوماً بعد يوم، وتشير المعلومات الصحافية إلى أنّ اللافت أنّ التحركات الشعبية ضدّ قوات الاحتلال هذه المرة ليست منبثقة من فصائل منظمة، إنما هي حركة عفوية ضاقت ذرعاً بممارسات قوات الاحتلال، وبالتالي فإنّ زمام الأمور قد أفلت هذه المرة من القبضة «الإسرائيلية» إلى غير رجعة…

اللافت أنّ نائب وزير الأمن «الإسرائيلي» دعا المستوطنين الذي يحملون رخص سلاح إلى عدم الخروج من منازلهم من دون سلاحهم، وهذا الكلام يدلّ على نيات داخل سلطة الاحتلال «الإسرائيلي» لتأجيج الصراع أكثر فأكثر ضمن لعبة تصفية حسابات داخل الحكومة «الإسرائيلية». وإذا كانت «إسرائيل» تحاول اليوم الحصول على مكان لها في المعادلات الإقليمية الجديدة التي تطبخ على نار أميركية ـــــ روسية هذه المرة، وإذا كانت «إسرائيل» غير مطمئنة إلى الاتفاق الغربي مع طهران وغير مطمئنة لبقاء الأسد واهتزاز الوضع في المملكة العربية السعودية، فإنّ اختلاق الأزمات في الداخل واللعب بورقة الأقصى يحتّم على «إسرائيل» تحمّل أيّ ردّ فعل للفصائل الفلسطينية المقاومة، خصوصاً حركة الجهاد الإسلامي حليفة إيران وحزب الله، والتي إذا رأت في الردّ مصلحة عليا فهي ستقوم به، خصوصاً في ظل الوجود الروسي في المنطقة، والذي يقوّي ورقة الحلفاء، فهل تستطيع «تل ابيب» هذه المرة تحمّل شنّ حرب في مثل هذه الظروف؟

هل يمكن لـ»إسرائيل» أن تتحمّل حرباً جديدة تحتم انهمار الصواريخ مجدداً على الداخل المحتلّ؟

«إسرائيل» اليوم أمام تحدّ أكبر من أيّ وقت مضى، فهي غير قادرة اليوم على إعادة الوضع إلى ما كان عليه سابقاً فإنها غير مستعدة أيضاً لتحمّل ثمن باهظ لحرب…

خلقت «تل أبيب» حدثاً يفرض على العالم التدخل، لكن ما يجري فاق التوقع والشبان اليوم يقودون من دون قائد، والقضية الفلسطينية وضعت اليوم على نار حامية بخطيئة «إسرائيلية»، اعتقدت أنها قادرة على أن تحجز لها مكانة على طاولة التسويات وتعيدها الى واجهة الحدث، وإذا بالفلسطينيين يسطّرون أجمل مشاهد الثورات… في ثورة الحقيقة الكبرى، ثورة العرب الحقيقية…

«توب نيوز»

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى