قائد الحرس الإيراني: سورية ستشهد انتصارات كبرى خلال الأيام المقبلة

أكد القائد العام لقوات حرس الثورة الإيرانية اللواء محمد علي جعفري أن «سورية ستشهد خلال الأيام المقبلةة انتصارات كبرى»، مؤكداً أهمية سورية لدى محور المقاومة و لإيران، وأهمية دعم المقاومة فيها.

وأضاف جعفري أن «الشعب الإيراني الواعي وتبعاً لنهج قائد الثورة الإسلامية يدرك أن سورية داعمة لجبهة المقاومة الإسلامية أمام الاستكبار والكيان الصهيوني الغاصب»، ولفت إلى أن «أمن منطقة غرب آسيا ومنها إيران الإسلامية كمركز لانطلاق الثورة الإسلامية مرتبط بسورية ومحور المقاومة في هذه الجبهة»، ورأى أنه لذلك «يجب دعم هذه الجبهة».

جاء ذلك في وقت أعرب وزير الخارجية الصيني وانغ يي خلال لقائه بثينة شعبان المستشارة السياسية والإعلامية للرئيس السوري أمس في بكين عن دعم بلاده لسورية في سعيها للحفاظ على سيادتها ووحدة أراضيها.

وجاء في بيان صادر عن الخارجية الصينية أن وانغ أكد ضرورة تضافر الجهود الدولية في مكافحة الإرهاب بالتعاون مع الدولة المعنية بما لا يخرق سيادتها. وقال إن بلاده تعارض «التدخل السهل في الشؤون الداخلية للبلدان الأخرى»، مضيفاً «في نهاية الأمر فإن مصير سورية سيقرره السوريون»، مشدداً على ضرورة بذل المزيد من الجهود للتوصل إلى حل سياسي للأزمة.

من جهة أخرى، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن روسيا تنوي إجراء مزيد من الاتصالات قريباً مع الجهات الدولية والإقليمية حول الأزمة السورية. وذكر بأن الجانب الروسي أجرى مؤخراً سلسلة من الاتصالات بمختلف الجهات الإقليمية التي لها تأثير في أطراف الأزمة السورية، بما في ذلك الشركاء السعوديون والإماراتيون والإيرانيون والأتراك، كما أنه أكد استمرار الاتصالات بشأن الأزمة السورية بين موسكو وواشنطن.

وتابع لافروف أن الجانب الروسي يشعر خلال اتصالاته بواشنطن والرياض بتنامي إدراكهما لأبعاد خطر الإرهاب. وأردف قائلاً: «إن رؤيتنا في ما يخص الوضع في سورية لا تتطابق بعد مئة في المئة ف ما يخص كل خطوة من خطواتنا، لكن هناك حركة إلى الأمام، إذ يقبل شركاؤنا منطقنا ويقدرون استعدادنا لأخذ قلقهم بعين الاعتبار».

كما أكد اهتمام الجانب الروسي بإقامة تنسيق بين التحالف الدولي الذي شكلته الولايات المتحدة لمحاربة «داعش» وبين العسكريين الروس في سورية، مضيفاً أن الحديث يجب أن يدور ليس عن وضع قواعد تحول دون حوادث غير مقصودة في أجواء سورية فحسب، بل وعن تنسيق العمليات العسكرية المشتركة.

وأعاد لافروف في هذا الصدد إلى الأذهان أن موسكو قد طلبت من شركائها الذين ادعوا أنهم يعرفون الوضع في سورية بصورة أفضل، تزويدها بمعلومات حول مناطق تمركز الإرهابيين، وعن المناطق التي تعمل فيها المعارضة التي لا صلة لها بالإرهاب، لكن شركاء روسيا غير مستعدين حتى الآن لتقديم مثل هذه المعلومات.

وجدد وزير الخارجية الروسي استعداد موسكو للتعاون مع المعارضة الوطنية التي ترفض الأساليب الإرهابية، قائلاً: «بلا شك، نحن مستعدون بالإضافة إلى التعاون مع الجيش السوري، لإقامة تعاون مع المعارضة الوطنية التي لا علاقة لها بالإرهاب والتي ترفض أساليب الإرهابيين وإيديولوجيتهم، بما في ذلك ما يسمى «الجيش الحر».

وأوضح الوزير أن مثل هذا التعاون مع فصائل المعارضة الوطنية المسلحة يجب أن يتعلق بتنسيق العمليات لمكافحة الإرهاب على الأرض، بالتزامن مع إشراك هذه الفصائل الوطنية في الجهود الرامية إلى إعداد العملية السياسية، مشدداً على ضرورة إطلاق العملية السياسية بسورية في أقرب وقت، لكنه ربط أبعاد الجهود الدولية فيها بمدى الحزم في مكافحة الإرهاب.

الى ذلك، قال مجلس الاتحاد الأوروبي إن الرئيس السوري بشار الأسد «يجب أن يرحل عاجلاً أم آجلاً»، كما أنه دعا روسيا إلى الكف عن استهداف «المعارضة المعتدلة» في سورية.

وجاء في بيان صدر عن مجلس الاتحاد الأوروبي الذي اجتمع أمس في لوكسمبورغ على مستوى وزراء الخارجية: «إن الغارات الروسية الأخيرة التي تمضي أبعد من استهداف داعش والجماعات الأخرى التي تعتبرها الأمم المتحدة إرهابية، بما في ذلك الغارات التي تستهدف المعارضة المعتدلة، تثير قلقنا العميق، ويجب أن تتوقف فوراً».

واعتبر وزراء الخارجية في البيان أن التصعيد العسكري الأخير يؤدي إلى استمرار النزاع ويعيق العملية السياسية، كما يؤدي إلى تردّي الوضع الإنساني وتنامي نزعات التطرف في سورية، مشيراً إلى أن الغارات الروسية «يجب أن تُنفّذ في إطار تنسيق وثيق» مع عمليات التحالف الدولي بقيادة واشنطن.

لكن البيان الجديد للاتحاد الأوروبي جاء بموقف معتدل نسبياً بشأن مصير الرئيس السوري بشار الأسد، باعتبار أنه يجب أن «يرحل عاجلاً أم آجلاً»، من دون أن يطالب الوزراء برحيله فوراًَ أو من دون تحديد المرحلة التي يجب أن يرحل فيها.

لكن الوزراء اعتبروا أن «نظام الأسد لا يمكن أن يمثل شريكاً في الحرب ضد داعش وذلك بسبب سياساته وأفعاله».

وفي السياق، جدّد أليكسي ميشكوف نائب وزير الخارجية الروسي تأكيد أن سلاح الجو الروسي يستهدف في سورية فقط مواقع تنظيم «داعش» وجماعات إرهابية أخرى وليس على قوات تابعة للمعارضة المعتدلة.

وقال تعليقاً على بيان المجلس الأوروبي «إنني قرأت تصريحاتهم، لكن الجميع يدركون من فترة طويلة أن روسيا تستهدف التنظيمات الإرهابية، وداعش وليس المعارضة».

وكانت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني قد دعت قبل بدء اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي إلى تنسيق خطوات بروكسيل وواشنطن وموسكو في سورية، وإلى أن يكون دور روسيا السياسي في سورة أكبر، محذرة من تفاقم الوضع هناك سياسياً وعسكرياً.

وتابعت موغيريني أن أفعال روسيا في سورية لا يمكن اعتبارها إيجابية أو سلبية بشكل واضح، مشيرة إلى أن تدخل روسيا «يغير الوضع ويحمل عناصر تثير القلق، بخاصة خرقها لأجواء تركيا».

وأكدت أن خطوات الأطراف المعنية يجب أن تكون موجهة ضد «داعش» وغيره من التنظيمات التي تعتبرها الأمم المتحدة إرهابية قائلة «لدى الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي جميعاً موقف مشترك يتمثل في القرارات المتخذة في إطار الأمم المتحدة. ويجب أن تكون الخطوات منسقة، وإلا فإن ذلك سيكون خطراً ليس فقط من وجهة النظر السياسية، بل ووجهة النظر العسكرية أيضاً».

وأشارت المسؤولة الأوروبية إلى أن بروكسيل يجب أن تبذل كل الجهود من أجل دعم عملية تشارك فيها جميع الجهات المعنية في تسوية الأزمة في سورية.

وقالت إن جميع اللاعبين في هذه الأزمة وعملية الانتقال السياسي يجب أن يشاركوا في المفاوضات وإن نتائج الانتقال ستحدد من خلال جهود مشتركة للمجتمع الدولي وللسوريين في المقام الأول.

من جهة أخرى، أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ أن روسيا قادرة على لعب دور بناء في مكافحة خطر «داعش» الإرهابي إلى جانب المجتمع الدولي، محذراً من أن دعم الأسد يؤدي إلى إطالة الحرب.

وقال ستولتنبرغ في كلمة ألقاها في اجتماع للجمعية البرلمانية لحلف شمال الأطلسي في مدينة ستافانغر النرويجية أمس إن «روسيا من الممكن أن تلعب دوراً بناء في مكافحة «داعش»، إلا أن دعم الأسد غير بناء، إن ذلك يؤدي فقط إلى إطالة الحرب».

وأوضح أن الحلف لا يرى أي بديل من حل النزاع في سورية سياسياً، قائلاً: «التوصل إلى حلّ سياسي لوقف الحرب والقتال في سورية قد يبدو غير واقعي. ومن جهة أخرى لا يوجد بديل آخر. ويجب إيجاد حل سياسي من خلال المفاوضات عاجلاً أم آجلاً. ولذلك ندعم جميع جهود الأمم المتحدة في البحث عن هذا الحل السياسي».

وقال ستولتنبرغ إن «الناتو» لا ينوي التدخل بالوضع في سورية، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن عدداًَ من الدول الأعضاء والشريكة تلعب دوراً محورياً في التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة. وأضاف أن التحالف يستفيد كثيراً من قدرات وخبرات قوات الناتو.

وأعاد إلى الأذهان أن واشنطن أعلنت سابقاً استعدادها للتعاون مع روسيا وإيران وغيرهما من الدول في البحث عن سبل للتسوية السياسية في سورية. وأعرب عن قناعاته بأن قدرات «الناتو» تضع أساساً للعلاقات البناءة مع روسيا، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن ذلك لا يعني أن الحلف سيسمح لروسيا بأن تتصرف بحرية كاملة.

وأضاف الأمين العام أن «الناتو» سيدرس انعكاسات الأزمة الحالية في العلاقات مع روسيا مع اقتراب قمة الحلف التي ستنعقد في وارسو، مؤكداً أن عزل روسيا مضر بالاستقرار والسلام في العالم، قائلاً: «روسيا هي أكبر جيراننا وعضو مجلس الأمن الدولي. وكل مرة عندما نحاول إيجاد حل لقضية السلاح الكمياوي في سورية ونبحث الاتفاق النووي مع إيران، وعندما نبحث عن حل سياسي للحرب في سورية أو حل لغيرها من المسائل، تشارك روسيا في ذلك بشكل أو بآخر. ولذلك فإن فكرة عزل روسيا ليست جيدة بالنسبة لنا وكذلك للاستقرار والسلام في العالم».

وفي شأن متصل، أكد رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، إن أنقرة ستجري محادثات مع روسيا وإيران من أجل التوصل إلى حل سياسي في سورية، مشيراً إلى أن بلاده لن تتبنى موقفاً سياسياً يضفي شرعية على الحكومة السورية.

وأشار داود أوغلو إلى أن الضربات الجوية الروسية في إدلب وحلب ستتسبب في تدفق جديد للاجئين السوريين إلى تركيا، مؤكداً أن بلاده لها الحق في الدفاع عن نفسها، وأنها لن تتردد في ذلك.

وأعلن مبعوث الأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا أمس عزمه التوجه إلى موسكو للبحث في مستجدات الساحة السورية بعد بدء العمليات الجوية الروسية، لافتاً إلى أن الغارات الروسية في سورية تتم على أساس القرار الخاص بالأمم المتحدة وقال: «التدخل العسكري الروسي في سورية جلب لنا آليات جديدة وتطورات في الوضع وبالتالي الحسابات ستصعب وأنا في طريقي لموسكو لهذا السبب».

وأضاف: «التدخل العسكري في سورية تم على أساس القرار الخاص بالأمم المتحدة الذي تم تبنيه بموجب الفصل السابع بما فيه القرار 2170»، لافتاً إلى أن «أي عمل عسكري يجب أن ينسجم مع هذه القرارات». وتابع: «نأمل وندفع لأن نتجنب التصعيد العسكري حتى لا يؤدي إلى نتائج خطيرة خاصة بين روسيا والولايات المتحدة وأيضاً دول الجوار».

وأعرب دي ميستورا عن أسفه لرفض «الائتلاف المعارض» المشاركة في مجموعات العمل للتسوية على خلفية الضربات الجوية الروسية، لكن المبعوث قال إنه يحترم موقفه، مذكراً أن مسألة الحوار السوري هي أساسية ولكن حلّها غير ممكن من دون دعم إقليمي ودولي.

ميدانياً، سيطر الجيش السوري أمس على قرية كفرنبودة في ريف حماة بشكل كامل، في حين رمت الطائرات المروحية السورية مناشير على خان شيخون جنوب إدلب تدعو فيها المسلحين إلى تسليم أنفسهم.

من جهة ثانية، استعاد الجيش السوري السيطرة على المنطقة الحرة وسجن الأحداث ومعمل الاسمنت وبلدة كفر طونة في ريف حلب الشمالي بعد اشتباكات عنيفة مع «داعش»، في حين استهدف الطيران الحربي الروسي مواقع لـ«جبهة النصرة» في بيانون وعندان وحيان وحريتان.

وكانت الغارات الروسية تواصلت على مواقع المجموعات الإرهابية وقد أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن طائراتها دمرت معسكر تدريب و25 موقعاً محصناً لـ«داعش» ونقطة إسناد للإرهابيين قرب بلدة سلمى بمحافظة اللاذقية، و7 مراكز قيادة، و6 معسكرات لتدريب الإرهابيين، و6 مخازن للذخيرة، وقافلة سيارات في محافظة حماة، و3 مخابئ في محافظة اللاذقية ومجموعة متنقلة تستخدم مدافع الهاون قرب تل سكيك في محافظة حماة من بين 63 موقعاً للإرهابيين استهدفتها خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.

وأوضحت الوزارة أن الغارات دمرت معاقل جيش الفتح في التمانعة وخان شيخون ومعرة النعمان في ريف إدلب الجنوبي، بهدف تأمين تقدم الجيش السوري. كذلك قصفت الطائرات مناطق كنسبة والحماميات في ريف اللاذقية الشمالي.

وأشار المتحدث باسم الوزارة الروسية إلى أن إرهابيين يحاولون في الأيام الأخيرة نقل الذخيرة والأسلحة والوقود إلى خطوط المواجهة مع القوات السورية من محافظة الرقة، مضيفاً أن الطيران الحربي الروسي قد دمر جزءاً كبيراً من احتياطات الإرهابيين من الأسلحة والذخيرة والوقود.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى