موسكو والرياض… منع انتصار «الخلافة الإرهابية»

ناديا شحادة

التدخل الروسي عسكرياً في سورية لمساندة الجيش السوري في محاربته للإرهاب، كان كالصاعقة على رؤوس المتآمرين على سورية، فالموقف الروسي من الأزمة السورية ومكافحة الإرهاب ازداد صلابة وقوة بعد أن ألقت طائراته بقنابلها على مواقع التنظيمات الإرهابية في الأراضي السورية، والتي بدأت بالتنفيذ في 30 أيلول من العام الحالي. فموسكو وبالتعاون مع الجيش السوري وحلفائه على الأرض استطاعت أن تضع حداً للحلف المعادي للدولة السورية الذي فشل في إحداث تغيير في الميدان، فالولايات المتحدة وتركيا وقطر والسعودية وأدواتهم فشلوا في تحقيق اهدافهم في منطقة الشرق الاوسط وفي إسقاط النظام السوري بعد صمود الجيش وحلفائه في الميدان، فجاء التدخل الروسي عسكرياً ليؤكد هذا الفشل، فمنذ أواخر أيلول أبدت موسكو قوتها من خلال إطلاق حملة قصف مكثفة على مواقع الإرهابيين في سورية، ولتحجب بذلك التحالف الدولي بقيادة واشنطن الذي يدّعي انه يحارب الإرهاب ولتثير تلك الضربات غضب الغربيين والمملكة السعودية التي أعربت عن قلقها من العمليات الروسية فطالبت بوقف الغارات. جاء ذلك على لسان مندوب السعودية في الامم المتحدة في 1 تشرين الاول.

يؤكد المتابعون على أن موسكو التي تتمسك باحترام الشرعية الدولية حسمت موقفها بشكل قاطع بأنها تقف إلى جانب القيادة السورية والشعب السوري في حربه على الإرهاب، وبدأت بالمشاركة الفعلية إلى جانب الجيش السوري وقوى المقاومة في الحرب على العصابات التكفيرية والإرهابية، هذا التدخل أدّى إلى انقلاب المشهد على المستوى السياسي والاستراتيجي وغيّر قواعد اللعبة وفي المعادلة الدولية.

فصعود روسيا واستعادتها مكانتها العالمية بلور خرائط جديدة للتحالفات الإقليمية، فها هي الرياض التي أعربت عن قلقها من العمليات العسكرية الروسية يسارع مسؤولوها الى موسكو، للتأكيد على دعم محاربة الإرهاب بدعم العملية العسكرية الروسية، فبعد اللقاء الذي جمع بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير الدفاع السعودي الامير محمد بن سلمان في 11 تشرين الاول في روسيا أكد الطرفان على التطابق التام للأهداف التي تسعى موسكو والرياض لتحقيقها في سورية، وفي مقدمتها ضرورة منع انتصار الخلافة الإرهابية في الأراضي السورية. وهذا ما أكده وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في 11 تشرين الاول مؤكداً على أن عمل العسكريين الروس موجّه فقط ضد تنظيم داعش وجبهة النصرة وغيرهما من المجموعات الإرهابية.

وبعد المحادثات التي جمعت كلاً من الرئيس الروسي ووزير الدفاع السعودي والتي وصفها المحللون بأنها في غاية الأهمية سياسياً نظراً للظروف التي تمرّ بها منطقة الشرق الأوسط وسورية بالذات. فالمبادرة الاستراتيجية الروسية الخاطفة ومع نتائجها الميدانية التي بدأت بالظهور منذ الأيام الأولى للقصف الجوي الروسي ففرضت على المعسكر الآخر الاعتراف بفشله واحترام موازين القوى الجديدة وتسوية القضايا بناء على هذه الأوضاع التي تشهدها منطقة الشرق الاوسط.

ويبقى السؤال هل زيارة المسؤولين السعوديين إلى موسكو هي بداية لتقدم الرياض التي بالغت بالرهان على أنها لا تزال قوة عظمى ومقررة في المنطقة؟ هل تبادر الرياض وتتقدم نحو مفاوضات حل أزمات منطقة الشرق الأوسط وبالذات الأزمة السورية وبخاصة بعد تأكيد الباحث في معهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية علي يوري زينين أن المحادثات بيـن مـوسكـو والـريـاض ستلـعب من دون أدنى شك دوراً فاعلاً في حل أزمات منطقـة الشـرق الأوسـط، وبالـذات الأزمـة السوريـة فـي الـوقـت الحـالـي.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى