الاتحاد الأوروبيّ والأطلسيّ: روسيا والأسد محور الحلّ والحرب على الإرهاب دي ميستورا لجمع السعودية وإيران في لجنة سورية… وانتفاضة فلسطين مستمرّة

كتب المحرّر السياسيّ

لم تعد أنباء التطورات الميدانية في سورية موضع تساؤل حول وجهتها، التي باتت مرسومة باتجاه واحد واضح مع بدء العمليات الجوية للقوات الروسية، هو اتجاه التقدم لحساب الجيش السوري، بينما تعيش المجموعات المسلحة تحت ضغط عسكري واضح يفرض عليها التراجع من جهة، ويفرض على عناصرها وقادتها التفكير الجدّي بالنزوح من الحرب من جهة مقابلة، وعلى السوريين من عناصرها البحث عن وسيلة اتصال بمن يمكن أن يضمّهم إلى مشروع تسوية الأوضاع الذي تقدّمه الأجهزة الأمنية للمسلحين، بينما البنى المنظمة الرمادية والتي تتخذ موقفاً في منتصف الطريق من تنظيم «القاعدة» وكانت تتماهى معه نفاقاً وتكسّباً لدور وسلاح ومال، فصارت تبحث عن فرص شطب أسمائها من لوائح الاستهداف الروسية، بتقديم أوراق اعتمادها للمشاركة في الحرب على «داعش» والتبرّؤ من تنظيم «القاعدة» وفكره وقادته، والسعي للمشاركة في صيغة تضمن لها مقعداً إلى موائد التفاوض، خصوصاً بعدما صار أمر «جبهة النصرة» محسوماً على اللوائح المشتركة بين روسيا وأميركا والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، وسقطت آخر محاولات حصر الحرب بـ»داعش»، ومع «النصرة» «أحرار الشام» وتنظيمات تشبههما.

الاستعداد لترك ريفَي إدلب وحلب يطغيان على أحاديث قادة الكثير من المجموعات المسلحة، فمن ينتمي للتنظيمات المستهدَفة يفكّر بالرحيل عبر الحدود إلى تركيا، ومَن ينتمي للرمادي من التشكيلات يفكر بالنزوح نحو حدود الرقة أملاً بتبنّيه ضمن المعادلات الجديدة.

الفرز الذي عجز عن القيام به البنتاغون خلال عام من الاتصالات، ورصد له ميزانية خمسمئة مليون دولار، تنجزه طائرات السوخوي في عشرة أيام.

الاتحاد الأوروبي وحلف الأطلسي في اجتماعين منفصلين على مستوى وزراء الخارجية وقادة الأركان، توصلا، رغم ما قاله قادتهما من كلام عن تصعيد روسي خلط الأوراق، إلى أنّ روسيا صارت محور الحلّ السياسي في سورية ومحور الحرب على الإرهاب، ولا مناصَ من التفاهم مع موسكو لضمان أمن أوروبا ودول الناتو، فهذا التفاهم وحده يضمن السير بحلّ سياسي جدّي وواقعي في سورية، ويضمن في المقابل حرباً ذات أفق على الإرهاب، وأنه بعد التطورات الأخيرة لم يعد ممكناً تخيّل الحلّ والحرب كمسارَين متوازيين ومتلازمين من دون شراكة الرئيس السوري بشار الأسد.

بالتوازي كان المبعوث الأممي للحلّ السياسي في سورية ستيفان دي ميستورا يعلن بدء اتصالاته في ضوء التفاهمات الناشئة بين موسكو وواشنطن، وبعد المحادثات الروسية السعودية، عن توافر الظروف المناسبة لتحريك لجنة التواصل حول سورية التي تضمّ إضافة إلى روسيا وأميركا، كلاً من إيران والسعودية ومصر وتركيا، وكان نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف قد أعلن قبل أسبوعين توقعه دعوة هذه اللجنة في النصف الثاني من الشهر الحالي للاجتماع، بعد تثبيت مفاعيل الحلّ في أوكرانيا، وهو ما تؤكد التقارير الأوروبية أنه يحقق تقدّماً ملموساً وواضحاً.

فلسطين واصلت بالدم انتفاضتها، بينما وحشية جنود الاحتلال دخلت مرحلة الجنون والهستيريا وسجلت أمس عمليات قتل بدم بارد لشباب وصبايا بعمر الورود، لا زالوا أطفالاً في منطوق القانون، وذلك لمجرد صرخة كاذبة من مستوطن أنّ تلميذة في الخامسة عشرة من عمرها تقصد مدرستها فاتهمها بأنها تحمل سكيناً لتسقط مضرجة بدمائها برصاص جنود الاحتلال، ومثلها شاب قتل مرات عديدة برصاص الجنود وهو يستغيث وما من مُغيث، لكن كلّ ذلك زاد شباب الانتفاضة صلابة وثباتاً ولم يفتّ في عضدهم فتواصلت مواجهتهم في كلّ أنحاء الضفة الغربية وأحياء القدس. وبرزت في غزة حالة تململ في صفوف المقاتلين من قرار حركة حماس منع إطلاق الصواريخ دعماً للانتفاضة.

في لبنان الإجازة تبدو لأسبوع مقبل مع استمرار سفر رئيس مجلس النواب نبيه بري، وعجز القوى المشاركة في الحكومة والحوار عن ترتيب تفاهمات مقابل عجزها عن تحمّل مسؤولية نعي الحكومة والحوار منفردين أو مجتمعين، بينما العماد ميشال عون يُعيد ترتيب أوراقه بعد حشده الشعبي أمام القصر الجمهوري، والمواقف التي أطلقها بانتظار تجميع ردود الأفعال وتقييمها وبلورة رؤية مشتركة للمرحلة المقبلة مع الحلفاء.

خيوط رفيعة ممسكة باستقرار هشّ

يتواصل الحديث عن مخاطر تستهدف لبنان وتوتر أمني وانهيار مؤسسي، ورغم ذلك يبقى هناك نوع من الخيوط الرفيعة الممسكة بحالة الاستقرار الهش الذي يعيشه لبنان من دون أن يذهب ذلك باتجاه هزّ عرش الاستقرار الحالي، فالغرب إذا كان يريد أن يدفع باتجاه مخطط لبناني، فسيكون الخاسر الأكبر.

وبانتظار عودة رئيس المجلس النيابي نبيه بري الأسبوع المقبل من جنيف ورومانيا التي وصلها في زيارة رسمية أمس، يُجري خلالها جولة من اللقاءات والمحادثات مع كبار المسؤولين الرومانيين تتناول العلاقات الثنائية وتطوير التعاون البرلماني بين البلدين، بالإضافة إلى التطورات الراهنة في الشرق الأوسط ، يبدو أنّ استمرار الحوار يتوقف على تفعيل عمل مجلس الوزراء الذي ينتظر الموافقة على خطة النفايات. وفي السياق عينه جدّد رئيس مجلس النواب نبيه بري تأكيد «أهمية الحوار واستمراره»، واصفاً أنه «بارقة الأمل في البلاد»، وأعرب عن «خيبته مما انتهى إليه ملف النفايات حتى الآن»، مبدياً «خشيته من الوصول إلى وقت يصبح فيه لكلّ منطقة مشروعها في هذا المجال».

إلى ذلك لم يكشف رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون أول أمس في بعبدا أوراقه دفعة واحدة، فهو يعتمد السياق الزمني ويجري في الوقت نفسه مشاورات مع حلفائه ويترقب المشهد الإقليمي في سورية، وينتظر الوقت المناسب لذلك، ولذلك لا يريد أن يستعجل في روزنامة التصعيد من دون التفاهم مع حلفائه، بخاصة أن «وضع الحكومة بات صعباً جداً ومحرجاً».

ووضعت مصادر مطلعة لـ«البناء» عدم التصعيد لإبقاء الأبواب مفتوحة أمام الحلول والمساعي الجارية، لكي يبقى الحوار مستمراً ويتم التوصل إلى تفاهمات في الأمور الأساسية». وشدّدت المصادر على «أنّ الجنرال اتخذ مواقف في المستوى المطلوب وكان خياره الخيار الأنسب، صحيح أنه خسر جولة غير أنّ جولات أخرى تنتظره أبرزها جولة الانتخابات الرئاسية الأمر الذي يستدعي أن يتريّث في التعاطي والردّ على تيار المستقبل، على عكس الرئيس سليمان الذي «ما بيحرز أنو يشاغب في وجهه»، فهو «لا يمثل أيّ وزن في السياسة».

وأكد رئيس تيار المرده النائب سليمان فرنجية «أنّ تمسك الجنرال ميشال عون بالرئاسة لا يزعجنا أبداً، والكلام عن تنازله لا يعني أنّ سليمان فرنجية سيصبح رئيس جمهورية بل سيقولون إننا نعرقل ونعطل والى ما هنالك، فارتاحوا إذاً من هذه الناحية ولا تقلقوا أو تدخلوا في متاهة ما».

الوقت لحلّ أزمة النفايات لن يطول وحزب الله يختار مطمر البقاع الشمالي

إلى ذلك، انتهى اجتماع السراي الحكومي برئاسة رئيس الحكومة تمام سلام المخصّص للبحث في ملف النفايات بتأكيد وزير الزراعة أكرم شهيّب أنّ الوقت للحلّ لن يطول لثلاثة عوامل، هي: الكمية والطقس وثبات المواقف.

وتردّدت معلومات أنّ العقار الذي اعتمد أخيراً كمطمر في البقاع الشمالي ويقع في منطقة حدودية بين لبنان وسورية، اختاره حزب الله، على ما قالت المصادر لـ«البناء» وأبلغ وزير الزراعة أكرم شهيّب موافقته عليه، لكونه «لا يشكل حساسية أمنية لا على حزب الله ولا على الجيش السوري».

وجزمت المصادر أنّ خطة شهيّب ستطبق وستعتمد المطامر الثلاثة وفقاً للخطة في نهاية المطاف، ولكن ما يجري من هرج ومرج وتأخير حول هذا الموضوع ما هو إلا امتصاص الحكومة لغضب بعض المواطنين الرافضين لإقامة هذه المطامر».

وأكدت مصادر بقاعية لـ«البناء» أنه تمّ استبدال الموقع الأول الذي تمّ اختياره كمطمر في سلسلة جبال لبنان الشرقية بموقعٍ آخر مجاور له وذلك بعد أن تبيّن وفقاً لخبراء جيولوجيين أنّ الموقع الأول يختزن آباراً جوفية للمياه تربط مياه نبع شمسين، ونتيجة رفض إقامة المطمر الأول شكلت لجنة من خبراء بيئيين لدراسة موقع آخر في منطقة عقارية قريبة من بلدة كفرسلوان، لكن تبيّن أن هذا الموقع ذات تربة رخوة قابلة لتسرّب عصارة النفايات إلى المياه الجوفية فتمّ اختيار عقار آخر في سلسلة جبال لبنان الشرقية ذات غلاف مانع لامتصاص عصارة النفايات».

كتاب سليمان إشارة سعودية

وسلّم الرئيس السابق ميشال سليمان منذ أيام، بحسب «وكالة الأنباء المركزية» سفير فرنسا في لبنان ايمانويل بون رسالة للرئيس فرنسوا هولاند عنوانها العريض القضايا اللبنانية العالقة المرتبطة بالحلّ السوري والواجب بتّها دولياً مع بدء هذا الحلّ. وتتألف من أربع نقاط أساسية هي: ترسيم الحدود اللبنانية – السورية، نشر مراقبين دوليين على الحدود، وضع ملف النازحين السوريين لجهة إعادتهم إلى بلادهم في قائمة أولويات الدول العاملة على الحلّ وإعادة النازحين الفلسطينيين من سورية إليها منعاً للتوطين أما النقطة الرابعة فاقتطاع جزء من الأموال التي ستخصص دولياً لإعادة إعمار سورية للبنان نسبة لحجم الأضرار التي تكبّدها جراء الأزمة وأقرّتها مجموعة الدعم الدولية في اجتماعها الأول في نيويورك العام 2013، على «أن يسلّم سفراء دول مجموعة الدعم الدولية والأعضاء في مجلس الأمن رسائل مماثلة».

وأكدت مصادر في فريق 8 آذار لـ«البناء» أنّ الرئيس سليمان الذي جاء بالصدفة خلافاً للدستور، والذي مدّدت له الصدفة موقعاً في السلطة عبر الوزراء سمير مقبل وأليس شبطيني وعبد المطلب الذين لا يمثلون أحداً من الشعب أو المكوّنات الحزبية أو الطائفية، يظن أنه شخصية أساسية في لبنان، بينما الواقع أنه عندما كان رئيساً للجمهورية، كان لا شيء. وكما وصفه وزير الدفاع السابق الياس المر أنه أضعف ضابط ماروني بين الضباط في ذلك الحين، ووصفه السياسيون أنه «أسوأ رئيس جمهورية ويعادل الفراغ».

وتضيف مصادر 8 آذار: رغم ذلك يظن سليمان أنه شيء، في حين أنه خلال السنوات الست في رئاسة الجمهورية جلّ ما قام به هو سياسة سياحية إلى 63 بلداً وتجميع ثروة طائلة». وتتابع المصادر «الآن إرسال سليمان الكتاب لن يقدّم أو يؤخّر. فهو لا يمثل شيئاً، فالمتغيّرات الدولية جعلت قدرة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند على التأثير معدومة بالمطلق». وشدّدت المصادر على أن كتاب سليمان جاء بناء لإشارة سعودية ترافقت مع المتغيّرات في الميدان السوري، مع العلم أنّ سليمان بات في الآونة الأخيرة الناطق باسم المملكة في لبنان».

روكز يغادر اليوم موقعه وسليمان خَرَق الأقدمية والدستور

يغادر العميد شامل روكز الذي يُحال إلى التقاعد بعد غد الخميس، موقعه اليوم في قيادة فوج المغاوير من دون حفل تسليم وتسلّم مع خلفه العقيد الركن مارون القبياتي، الذي صدر قرار تعيينه منذ أيام، بسبب العطلة الرسمية في ذكرى رأس السنة الهجرية يوم غد. وفيما بات مؤكداً أنّ أبواب تسوية الترقيات سدّت بالكامل نتيجة تعنّت سليمان بادّعاء حماية الجيش اللبناني». استغربت أوساط سياسية لـ«البناء» موقف الرئيس السابق الذي عندما تمّ الاتفاق على تعيينه قائداً للجيش بقرار سوري، وضع جانباً التراتبية والأقدمية وغضّ النظر عن ذلك، على رغم وجود 77 ضابطاً أقدم منه، 5 ألوية في المجلس العسكري و66 عميداً في الجيش، ولم يحترم الدستور الذي ينصّ على وجوب الاستقالة من قيادة الجيش قبل 6 اشهر من انتخابه رئيساً للجمهورية، ليكون سليمان في قيادة الجيش خرق الأقدمية وخرق الدستور عندما انتخب رئيساَ».

أمنياً، أوقف الجيش اللبناني في بلدة عرسال أحد أعضاء «جبهة النصرة» البارزين إبراهيم مطاوع، وهو مطلوب لتورّطه بأعمال إرهابية ومعارك ضد الجيش اللبناني.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى