حمية: لن نقبل المسّ بشهدائنا الأطهار و«مرّ تي في» مطالبة باعتذار واضح عن تقريرها المسيء

أكد مدير الدائرة الإعلامية في الحزب السوري القومي الاجتماعي العميد معن حمية أنّ تقرير محطة «مر تي في» الذي أدرج الاستشهادية سناء محيدلي في قائمة «نساء انتحاريات»، لن يمرّ من دون اعتذار واضح من قبل المحطة المذكورة، فأسلوب التمييع والتجهيل والاستغباء الذي اعتمدته المحطة في توضيحها المجتزأ والمبتور، يضاعف الإساءة، فنحن لم نطلب إجراء فحص دم لأحد، لكننا نطالب بعدم المسّ بشهداء أبطال يشكلون رمزية لنا لأنهم أقبلوا على الاستشهاد ليس بفعل التجنيد بل بفعل إيمانهم بخيار المقاومة من أجل تحرير الأرض والدفاع عن بلادنا وشعبنا وتحقيق السيادة والكرامة.

وأكد حمية أنّ الاستشهادية سناء محيدلي واحدة من كوكبة الاستشهاديّين الذين آمنوا جميعاً بقضية تساوي وجودهم، وانخرطوا في جبهة المقاومة الوطنية لقتال الاحتلال الصهيوني وطرده عن أرضنا، ولولا هؤلاء الشهداء، وتضحيات المقاومين لكان لبنان لا يزال تحت الاحتلال وكناية عن محمية «اسرائيلية»، لا يعرف معنى السيادة ولا الاستقلال.

وقال حمية إنّ لسناء محيدلي رمزية وفعلها البطولي يسكن نبض آلاف مؤلّفة قلوبهم بحبّ الوطن، فعشرات الآلاف أعلنوا عبر مواقع الإعلام والتواصل الاجتماعي عن سخطهم وغضبهم واستنكارهم من جراء بث المحطة المذكورة للتقرير السيّئ الذكر، وهؤلاء الغاضبون جلّهم من الإعلاميين والطلبة، ولا نعتقد أنّ شخصاً أو مجموعة أشخاص يديرون سياسة المحطة، هم أكثر فهماً ومعرفة من الآلاف الذين وجدوا في التقرير إساءة بالغة وخطيرة، وعلى من أساء أن يقدّم اعتذاراً واضحاً لا لبس فيه.

أضاف: إنّ قضية المسّ بصورة وفعل الاستشهادية سناء محيدلي، وعدم التمييز بين الانتحاري الذي يتجنّد في مشروع إرهابي ضدّ القيم الإنسانية، وبين الاستشهادي الذي انخرط طوعاً وإيماناً بقضيته، هي القضية الأساس بالنسبة لنا، يُضاف إليها الحملة ضدّ الحزب السوري القومي الاجتماعي، إذ انّ مدير اخبار المحطة غياث يزبك، «لما اجا يكحلها عماها»، إذ أنه وقبل أن يصدر عن الحزب السوري القومي الاجتماعي موقف رسمي بهذا الخصوص، استعرض «فحولته» عبر تصريحات أدلى بها إلى بعض الصحف والمواقع الإعلامية، يردّ فيها على الحزب القومي… وهذا أمر يثير العجب، إذ كيف لمدير أخبار في محطة تلفزيونية أن يُقوّل الحزب القومي ما لم يقله الحزب!! إنها فضيحة برسم المحطة وبرسم كلّ الوسط الإعلامي في لبنان.

وأكد حمية أنّ محاولة المحطة التنصّل من الاساءة ببث العبارة التي ورد فيها اسم الاستشهادية سناء محيدلي بمعزل عن التقرير الكامل، لا يعفيها من تحمّل المسؤولية الوطنية والأخلاقية والتي يجب أنّ تترجَم باعتذار واضح، وليس مدير الأخبار في المحطة، هو من يحدّد ما إذا كان التقرير «شكل قيمة للاستشهاديات» لأنّ التقرير في واقع الأمر لم يذكر كلمة استشهادية. فـ «الشمس طالعة والناس قاشعة». هو يستطيع فقط ان يفرض رأيه ويخالف ربما آراء آخرين في محطته، لكنه لا يستطيع أن يحوّل كذبته الى حقيقة أمام الرأي العام.

وإذا افترضنا حسن النية لدى المحطة التي قالت إنها ليست بحاجة الى فحص دم في الوطنية والقومية، فإنّ هذا يستدعي مساءلة مدير الأخبار الذي نزّ قيحاً في تهجّمه على الحزب القومي بعبارات استعلائية، على خلفية موقف لم يصدر عن الحزب، وهذا دليل على أنّ العمى يستوطنه هو.

وتابع حمية: إنّ موقف الحزب السوري القومي الاجتماعي الذي صدر، لم يتضمّن إساءة إلى المحطة، بل فيه إشارة واضحة إلى أنّ المحطة كانت اعتذرت عن أخبار وتقارير مسيئة سابقة شكلت لها إحراجاً، وأنّ ما هو مطلوب منها الاعتذار عن إقحام اسم الاستشهادية سناء محيدلي في تقرير عن الانتحاريات الإرهابيات.

وأشار حمية إلى أنّ مدير أخبار «مر تي في» تسرّع في التهجّم على الحزب، ولذلك نلفت عنايته، إلى أنه ليس على دراية بالأوزان والأحجام والتأثير، فالبعض يقيس التأثير بحجم الرشاوى التي تدفع لأصحاب النفوس الصغيرة، في حين أنّ وزن الحزب السوري القومي الاجتماعي وحضوره مقرون بسجله الحافل بالمحطات المضيئة في المقاومة ضدّ الاحتلال والاستعمار والإرهاب والفساد والإفساد، وفي مقاومة مشروع تقسيم لبنان وفي صناعة استقلال لبنان.

أضاف حمية: ما يجدر بنا قوله، إنّ «الأكتاف العالية» هي تلك التي ينأى أصحابها عن أسلوب نزّ الأحقاد، أما الذين يستخدمون هذا الأسلوب من دون سبب، فإنّ أكتافهم مهما علت تتساوى بالأرض.

وختم حمية: لقد طالبنا في موقفنا معالي وزير الإعلام الأستاذ رمزي جريج، ورئيس المجلس الوطني للإعلام الأستاذ عبد الهادي محفوظ وأعضاء المجلس، باتخاذ الإجراءات المناسبة في هذه القضية، واليوم سنزورهما ونضعهما في حيثيات القضية، لأنها قضية تمسّ لبنان الذي انتصر بشهدائه وفي مقدّمتهم سناء الرمزية، وانتصر بمقاومته وجيشه وشعبه على العدو الصهيوني.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى