مهنا: سعيد فخر الدين شهيد الاستقلال ورمز لبنان المقاوم وإنكار هذه الحقيقة تزوير للتاريخ

بمناسبة عيد تأسيس الحزب، أقامت منفذية المتن الشمالي في الحزب السوري القومي الاجتماعي حفل العشاء الطلابي الشبابي السنوي في مطعم «قصر الدلب» في بكفيا، حضره نائب رئيس الحزب توفيق مهنا، عميد الإذاعة والإعلام وائل الحسنية، عضو المجلس الأعلى النائب السابق غسان الأشقر، الرئيس الأسبق للحزب مسعد حجل، منفذ عام المتن الشمالي سمعان الخراط وأعضاء هيئة المنفذية، وحشد من الطلاب والشباب من مختلف مناطق المتن الشمالي.

بداية رحبت عريفة الاحتفال بترا أبو حيدر بالحضور وألقت كلمة رأت فيها أنّ عيد تأسيس الحزب، يشكل محطة فاصلة في تاريخ أمتنا السورية، التي كانت تمرّ بمرحلة حالكة السواد بعد أن جزّأها المستعمر إلى كيانات، وأتى باليهود من أقاصي المعمورة ليوطّنهم في جنوب أمتنا.

لقد واجه سعاده كلّ هذا الظلام بإطلاق نور النهضة، ومبادئ الفكر الحرّ ليخرج شعبنا من التخبّط والفوضى إلى اليقين والوضوح.

كلمة الطلبة والشباب

ثم ألقت كلمة الطلبة والشباب الطالبة كاتيا صليبا استهلتها بالحديث عن أهمية التأسيس في حياتنا أمة وشعباً، والذي حوّلنا من قطعان بشرية إلى شعب يحبّ الحياة ويعشق الحرية، ويحب الموت متى كان طرقاً للحياة…

أضافت: لقد أزال سعاده الفوارق الكيانية والطائفية والعرقية، واستبدلها بهوية قومية جامعة، محدّداً الأهداف لبناء مجتمع قوي بالمعرفة، لأنّ «المجتمع معرفة والمعرفة قوة»، وراهن سعاده على الجيل الجديد لتحقيق التغيير في المجتمع، فدعا إلى حمل راية النهوض بالأمة، بعيداً عن المفاسد، ونادى جيلاً خلاقاً، يمتلك العزم وإرادة التغيير، وأكد أنّ الشباب والطلبة هم نقطة الارتكاز في العمل القومي، وها نحن نسير على نهجه متسلحين بمبادئه ملتزمين مؤسسات الحزب، ونحن على ثقة بأنّنا سائرون إلى النصر.

واختتمت كلمتها بتوجيه الشكر إلى كلّ من شارك في حفل العشاء، أملاً أن نبقى متضامنين متآزرين لتحقيق ما هو أفضل لبلادنا، وأن تتكلل هذه الأمة بالعزة والحق والخير والجمال.

كلمة الحزب

وألقى نائب رئيس الحزب توفيق مهنا كلمة قال فيها: نحيي عيد تأسيس حزبنا السوري القومي الاجتماعي بنور العقيدة ووهج الدماء، نحيي عيد التأسيس مبادئ حية نابضة بالحقائق التي حدّثنا عنها باعث النهضة ومؤسّس الحزب الزعيم الخالد أنطون سعاده، ألم يقل «إني لم آتكم بالخوارق بل بالحقائق التي هي أنتم».

أنتم الحقائق أيها الطلبة أيها الجيل الجديد، أنتم الحقائق يا رسل النهضة الذين حملتم أعباءها طوال عقود وعقود، فلم تهنوا ولم تذلوا ولم تخافوا ولم تتبدّلوا، هي الحقائق التي توصل ماضينا منذ العام 1932 بحاضرنا.

أضاف مهنا: من هذه الأرض الطيبة انبثقت أنوار النهضة السورية القومية الاجتماعية لتشعّ على أمتنا وبلادنا وشعبنا بالحقائق والمفاهيم، بالعقيدة والنبض والإرادة، بالقوة في وجه من حاول أن يبثّ سموم اليأس وثقافات الإحباط.

خرج من هذه البلاد، من صنّين، من الشوير، مارد نهضوي يقول إني هنا لأعلن لشعبي أنّ الحياة وقفة عز، وأنّ الحياة لا تليق إلا بالأحرار، ونحن أمة حرة ستبقى مدى الدهر تكتب بدماء الأحرار تاريخها ومستقبلها.

وسأل: ألم يقل سعاده باعث نهضتنا إنّ الطلبة هم نقطة الارتكاز في العمل القومي؟ نعم الطلبة نقطة الارتكاز لأنهم يحملون الوعي ويكتنزون المعرفة وينهلون الثقافة ويؤسّسون لهوية جديدة ومستقبل جديد وحياة جديدة، الطلبة هم نقطة الارتكاز، إنهم حركة النور في وجه الظلمة، والوعي في وجه الجهل، حركة النهوض في وجه التخلف والتمزق والرجعة. وهم نقطة الارتكاز في العمل القومي لأنّ الطالب في مفهومنا هو المثقف، صاحب المعرفة، مناضل، مصارع، هو جبار عملاق، لذلك نحن طلبة نحمل في يد القلم وفي يد البندقية.

وتابع مهنا: ما أحوجنا في هذا الزمن إلى المعرفة التي أرساها سعاده، المعرفة التي تردّ الويل عنا وتبعث هويتنا القومية الجامعة وهي التي تحطم معاهدة سايكس ـ بيكو وإفرازات سايكس ـ بيكو في السياسة في الثقافة والاقتصاد والاجتماع، لأنه من سايكس ـ بيكو خرجت الكيانات الهزيلة، ومنها خرج وعد بلفور، وخرج فكر الانعزال والتعصّب، ومنها يولد الارهاب والتطرف والجاهلية الجديدة.

لذلك أعلن في عيد التأسيس باسم الحزب السوري القومي الاجتماعي أننا وُجدنا لنكون حرباً على سايكس ـ بيكو ومدارسها وأحزابها وأنظمتها وكياناتها، لقد وُجدنا من أجل حقيقة الأمة، وإذا لم نكن في هذا المستوى سينتصر على أرضنا مشروع من اثنين، إما مشروع دولة يهودية تستجمع يهود العالم من أقطار الأرض ليستوطنوا في أرضنا، وإما مشروع الخلافة المزعومة التي تجمع كلّ إرهابيّي ومتطرفي العالم الذين يقتلون شعبنا بغريزة إجرامية وحشية.

نحن هنا لنقول إننا سيف مشهور في وجه دولة بلفور ووعد بلفور وكيان بلفور ودولة التوراة، ونحن خندق وسيف وبندقية في وجه مشاريع الدويلات الطائفية والذمية، نحن تلامذة سعاده لنبني دولتنا القومية المدنية الحضارية فوق أرضنا الواحدة، ولنبني النظام الجديد، لنحرّر مجتمعنا من هذه السياسات التي وُئدت فيه قيمة الحرية وقيمة الاستقلال وقيمة السيادة، لذلك، وفي هذا العراك إذا كان سايكس ـ بيكو في العام 1916 أورثنا بلفور ومدارس الانعزال على كلّ سوياتها ومستوياتها، فإنّ مشروع الشرق الأوسط الكبير أو الجديد، يورثنا هذه الدويلات الطائفية، إلا أننا ما دام فينا نبض قومي ونقطة دم حارّة، سنعمل وسنناضل في كلّ الجهات وعلى كلّ المستويات لنقهر هذه الغزوة الجديدة، غزوة الظلاميين الجاهليين المتخلفين الذين هم وجه آخر من وجوه الإرهاب الصهيوني فوق أرضنا وبلادنا.

واستطرد مهنا قائلاً: مع ذكرى استقلال لبنان نحيّي كلّ مواطن أو كلّ مسؤول سعى من أجل استقلال لبنان، لكن فليعرف الجميع والعالم كله وهذا النظام السياسي بكلّ رموزه، أنّ السوريين القوميين الاجتماعيين، أنّ سعاده وحزب سعاده، هم بناة حجارة الاستقلال في هذا البلد الذي اسمه لبنان، من كان وقفة العز في وجه المستعمر الفرنسي؟ ومن وقف في وجه هذا المستعمر في المحاكم في السجون وفي كلّ مكان، ومن روى استقلال لبنان غير دماء سعيد فخر الدين وإبائه وأبطال حزبه؟ ولذلك نحن إذا كنا لا ننكر على من أعطى من أجل استقلال لبنان، نتساءل لماذا ينكر علينا أن يعترف بدم شهدائنا برجال النهضة الكبار الذين زجّ بهم في السجون من سجن إلى سجن من أجل استقلال لبنان؟ لماذا ينكر علينا أن يكتب اسم سعيد فخر الدين بأحرف من ذهب وبأحرف من نور في سجل تاريخ لبنان؟ يزورون كلّ عام رجال الاستقلال وينسون شهيد الاستقلال الأوحد سعيد فخر الدين، بمناسبة تأسيس حزبنا أقول إنّ سعيد فخر الدين هو شرف لبنان وكرامة لبنان وعز لبنان ورمز استقلال لبنان، ومن يريد أن يلغي أو يقلب الحقائق أو يزوّر التاريخ، ويكتب تاريخ الطوائف والأمراء بدلاً من تاريخ الأحرار وتاريخ المقاومين المجاهدين لن يكتب له النجاح.

ورأى مهنا أنّ من أنكروا الاحتفال بذكرى الشهيد سعيد فخر الدين ينكرون الاحتفال بعيد المقاومة والتحرير في العام 2000، المقاومة واحدة من سعيد فخر الدين إلى خالد علوان إلى وجدي الصايغ إلى سناء محيدلي إلى شهداء المقاومة على أرض لبنان؟

من يكتب تاريخ لبنان بهذه الخفة وهذا الطيش؟ من أنتم في سجل الصراع الحارّ، سجل الصراع ضدّ العدو الصهيوني الذي احتلّ أرضنا في فلسطين وفي الجولان وفي جنوب لبنان؟ من أنتم في سجل الصراع الزاحف علينا من كلّ أنحاء الأرض حتى تعتدوا على رموز استقلالنا وتنفوها من سجلاتكم، نحن كتبة الاستقلال الحقيقي لأننا نحن رجاله.

وفي هذه المناسبة أيضاً أكرّر وأؤكد ما قاله سعاده: أنت يا سعيد وأنتم يا شهداءنا في المقاومة، وأنتم يا رفقائي يا أبطالنا على مدى هذه الأرض السورية الواحدة، تكتبون الحقائق، تكتبون تاريخ عز جديد ونصر جديد، ونحن في عيد التأسيس نعاهدكم بأنّ هذه المبادئ التي حملها رجالنا وضحّى من أجلها أبطالنا ستبقى النور وفجر الضوء في وجه العتمة في هذا الظلام الزاحف، ستبقى هي معنى القوة التي نرتكز إليها في صراعنا، ألم يقل سعاده إنّ فينا قوة لو فعلت لغيّرت وجه التاريخ، وها هي هذه القوة تفعل ولا أحد يقدر أن يفرض عليكم الغش والتزوير أو الخوف والتخويف أو اليأس والتيئيس.

هذه القوة تفعل، وها هم رفقاؤكم الشباب والطلبة في فلسطين الذين ولدوا في ظلّ الاحتلال الصهيوني ينتفضون من جديد ليكتبوا تاريخ فلسطين، والتاريخ تصنعه إرادة المقاومة الفلسطينية.

رفقاؤكم الشباب والطلبة في الحزب وفي المقاومة يكتبون على أرض الشام تاريخ الشام الحقيقي.

وختم مهنا كلمته قائلاً: كما كان هذا المتن منطلقاً لحرب التحرير القومية ضدّ الغزوة الصهيونية التي اجتاحت لبنان عام 1982، سيبقى هذا المتن عنوان صمود وعنوان مقاومة وعنوان وعي قومي لا عنوان فكر انعزالي قضى عليه الزمن. بهذا الإيمان نحن ما نحن، بهذا الإيمان نحن ما سنكون وسيبقى هتافنا يدوي في العالم أجمع لتحي سورية وليحي سعاده.

وتخلل حفل العشاء تكريم عدد من الشباب والطلاب بتقديم دروع لهم من نظارة الإذاعة والإعلام لجهودهم في العمل القومي، كما تم تقديم درع لنائب رئيس الحزب توفيق مهنا.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى