بوتين ينشر الـ«أس 400» ويبدأ مع الأسد حملة تنظيف سورية من جماعة أردوغان

كتب المحرر السياسي

لم تصمد العنتريات التركية والأطلسية ليلة واحدة بعد ساعات من الإعلان الروسي على العزم بمواصلة الحسم العسكري في سورية، وترجمة ذلك بقرارات عملية أصابت مقتلاً من الحسابات التركية الفعلية التي كانت وراء قرار إسقاط الطائرة وهي حماية الجماعات التابعة لتركيا والمختبئة تحت مسمّى المعارضة المسلحة في شمال سورية، وتحييدها من الغارات الروسية، خصوصاً في جبل التركمان والمناطق القريبة من الحدود، والتي لأجلها كانت اتصالات الرئيس التركي رجب أردوغان يومياً بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إثر كلّ جولة للمطالبة بتحييد هذه المناطق والجماعات لتفاهم سياسي لاحق، وروسيا تجيب دائما أنّ تصنيف التنظيمات الإرهابية وفقاً لمعايير الأمم المتحدة هو الذي يضع خطاً فاصلاً بين مَن يُستهدف ومَن يُدعى للمشاركة في العملية السياسية من جهة، وأنّ وحدة سورية الوطنية غير قابلة للتقسيم إلى مناطق نفوذ إقليمية، وأنّ التكوينات العرقية والاتنية للسوريين لا تبرّر التطلع إلى دولة سورية متعدّدة الولاءات بل إلى دولة علمانية موحدة، وكلّ هذا ورد في تفاهمات فيينا. ولما يئس أردوغان من المراجعات بادر مع الأميركيين إلى التحرك نحو انتزاع قريتين شمال سورية من يد «داعش» بغطاء جوي تركي أميركي لحساب هذه الجماعات التي تستهدفها روسيا، لمنح هذه الجماعات صكّ براءة وإخراجها من لائحة الإرهاب، ولما تواصلت الغارات الروسية وتقدّم الجيش السوري وصار جبل الزاوية محور القتال الأول وقع الاستهداف للطائرة الروسية لوضع الأمور في دائرة خط أحمر يعادل حرباً.

استنفرت واشنطن حلفاءها لمساندة أردوغان لساعات، ووقف الرئيس أوباما خطيباً مدافعاً عن حق تركيا بحماية مجالها الجوي، وتضامن حلف الأطلسي، ونقل الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند رسالة ليبلغها من الرئيس أوباما للرئيس بوتين، لكن موسكو استبقت كلّ ذلك وقالت إذا كانت القضية قضية مجال جوي تركي، فهي تحترم هذا المجال، ولا تحتاج إلى وساطات ومفاوضات لأجل تثبيت ذلك، ولا مبرّر للقاءات تعقد تحت هذا العنوان وتمنح صك براءة بإسقاط الطائرة، ولأنّ القضية ليست كذلك وهي قضية مضمون ومفهوم الحرب على الإرهاب ومستقبل سورية والدور الروسي في الحرب وفي وسورية، فإنّ روسيا ستمضي بثبات أشدّ وعزيمة أقوى في ما كانت تقوم بتنفيذه وتواصل اليوم فعله غير آبهة بالرسالة التركية ولن تقبل مساومة على أيّ من ثوابتها، وهي تضع بطاريات صواريخ تشكل أحدث ما في الترسانة العالمية في سلاح الدفاع الجوي وليس في الترسانة الروسية فقط ومعها تنقل سفنها الحربية وطائراتها الأشدّ فتكاً، لتمنح قرار الحسم في وجه الجماعات التابعة لأردوغان في سورية من جنوبها إلى شمالها، خصوصاً على خط الحدود التركية السورية، فإنّ كان لدى أردوغان وحلف الأطلسي وأوباما عزيمة خوض الحرب، فبوتين قد اتخذ قراره ولن يتراجع ولن يتردّد.

تلعثمت تركيا، وارتعدت فرائص الثعلب التركي أردوغان، ووقف الرئيس الأميركي مجدداً مستعيناً بمجلس الأمن القومي ليحاضر بخطر «داعش» على البشرية وضرورة أن يكون أولوية الأولويات، أملاً بوصول الرسالة إلى بوتين بأن لا نية للتصعيد ولا رغبة بالتوتر، وأنّ الأولوية الواحدة تجمع الجميع في مركب واحد، وموسكو تعلّق أنها متفقة مع هذه الأولوية، لكن الفارق أنها تمارسها كأولوية بينما يريد الآخرون جعلها أولوية كلامية ليفرضوا أولوياتهم الخاصة ويثنوا روسيا عندما تضعها كأولوية عملية عن ذلك، لأجل مساومتها على أولوياتهم الخاصة المريضة والدنيئة، والرخيصة عموماً. وروسيا لن تصغي ولن تسمع ولن تستجيب لهذه المحاولات ولو لبست ثوب الوداعة.

جولة الحوار الـ11 الملف الرئاسي في كواليس

بقي الموضوع الرئاسي في مقدمة الاهتمامات، وإن في الكواليس، فيما غاب هذا الموضوع عن الجولة الحادية عشرة من الحوار الوطني في عين التينة.

وفي أول موقف رسمي للنائب سليمان فرنجية عن طرح اسمه كمرشح رئاسي، قال: «إن هذا الطرح الجديد هو من فريق 14 آذار، وقد يكون من الرئيس سعد الحريري وعندما يُعلن رسمياً عندها لكل حادث حديث. وحتى الآن، كل الحديث هو حديث كواليس، واجتماعات ثنائية وثلاثية وغيرها».

وأضاف فرنجية: «نحن والجنرال ميشال عون على تواصل مستمر ولا يفكرنّ أحد أن هناك أي جو لا يكون من ضمنه الجنرال عون ونحن على تواصل مستمر معه».

وأكد نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري أن «المرشح المتقدم على جميع المرشحين اليوم في ملف الرئاسة هو رئيس تيار المردة سليمان فرنجية»، مشيراً إلى أن «الغرب مشغول عن لبنان ولسنا أولوية».

وفي حديث تلفزيوني، أوضح مكاري أنه «طرح اسم فرنجية بسبب عدم التوصل لاتفاق حول رئيس طوال المدة الماضية»، لافتاً إلى «أنه يتمّ التواصل بين تيار المستقبل وتيار المردة منذ فترة».

وفي موازاة ذلك، قالت أوساط تيار المستقبل إن حسم اسم فرنجية المرشح للرئاسة مرتبط بنتائج الاتصالات الجارية في هذا الشأن.

جلسة حوار بلا رئاسة

وكانت الجلسة الحادية عشرة من الحوار الوطني قد انعقدت بغياب رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون لكن حضر معاونه النائب ابراهيم كنعان، بينما استمر حزب الكتائب بمقاطعته للجلسات حتى انعقاد مجلس الوزراء لحل أزمة النفايات، وكانت الجلسة روتينية ولا جديد فيها، بينما تركز البحث على ملف النفايات وقانون الانتخاب وعمل اللجنة المكلفة إعداد مشروع في هذا الصدد، أما في ما يتعلق بالحكومة لا تزال الأمور على حالها والمواقف نفسها، فالتيار الوطني الحر سيشارك فقط في جلسة مخصصة لموضوع النفايات إذا تم التوافق على خيار الترحيل، أما إذا لم يحصل هذا التوافق فشرطه لعقد جلسة وزارية هو البحث في آلية العمل الحكومي وفي التعيينات الأمنية في الجلسة الأولى.

وتم تحديد يوم الاثنين في 14 كانون الأول موعداً للجلسة المقبلة.

التفاصيل ص. 3

جلسة حكومية ربما الأسبوع المقبل

على الصعيد الحكومي، ينتظر رئيس الحكومة تمام سلام الانتهاء من درس خيار ترحيل النفايات ليدعو الأسبوع المقبل إلى جلسة لمجلس الوزراء.

وفي السياق، أكد وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس لـ«البناء» أنه «عند الانتهاء من دراسة العروض التي قدمتها الشركات لترحيل النفايات إلى الخارج، سيدعو الرئيس سلام إلى جلسة لمجلس الوزراء»، مرجحاً أن تكون الأسبوع المقبل.

وأشار إلى أن «هناك شروطاً فنية معقدة تفرضها الدول المستوردة للنفايات يتم درسها، لكن خيار الترحيل يتقدم وهو الخيار الأفضل حالياً».

ونقلت أوساط سلام عنه تفاؤله بنجاح خيار الترحيل وانعقاد مجلس الوزراء الأسبوع المقبل.

إجراءات أمنية عشية الأعياد

وعشية الأعياد، تكثّفت الاجتماعات الهادفة إلى تعزيز الإجراءات الأمنية في المناطق ولا سيما في بيروت وجبل لبنان وكسروان واتخذت جملة مقررات أبرزها تركيب كاميرات مراقبة موصولة بالأجهزة الأمنية وذلك لاستباق أي عمليات إرهابية وإجهاضها قبل أن تحصل.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى