«القومي» يحتفل بعيد تأسيسه الـ83 في الوطن وعبر الحدود

أقامت مديرية صحراء الشويفات التابعة لمنفذية المتن الجنوبي في الحزب السوري القومي الاجتماعي، حفل عشاء لمناسبة عيد تأسيس الحزب حضره رئيس المجلس الأعلى الوزير السابق محمود عبد الخالق، عضو المجلس الأعلى بشارة باروكي، عضو المجلس الأعلى منفذ عام المتن الجنوبي عاطف بزي وأعضاء هيئة المنفذية، وعدد من المسؤولين ومدير المديرية باسل كردية وأعضاء الهيئة، وجمع من القوميين والأصدقاء.

عرّفت سوزان وهبي الحفل مرحّبة بالحضور.

كلمة المنفذ العام

وألقى المنفذ عاطف بزي كلمة جاء فيها: نلتقي اليوم لنضيء مشعلاً جديداً من مشاعل الحياة احتفالاً بعيد تأسيس حزب النهضة والمجتمع، حزب المقاومة وفلسطين… حزب الزعيم الخالد أنطون سعاده الذي خاطب ساعة استشهاده القوميين وأبناء الأمة بالقول: «أنا أموت أمّا حزبي فباقٍ»، ونحن نقول يا زعيمي إنّ حزبك باقٍ، وإنّ الأجيال ستبقى أبداً تهتف باسمك لحياة الأمة لتبقى عزيزة كريمة.

وتوجه بزي إلى القوميين بالقول: دعتكم النهضة من أجل نشر العقيدة وتعاليمها، وبرهنتم أنكم الطليعة وخير من حمل القلم وصان الفكر، وعندما دعاكم الواجب إلى البطولة المؤيدة بصحة العقيدة كنتم الطليعة في فلسطين ولبنان والشام… وحين نحتفل بعيد التأسيس نؤكّد أنّ كلّ محطاتنا النضالية كانت مشدودة إلى معاني التأسيس والبطولات التي سطّرها القوميون الاجتماعيون ويسطرونها، تستمدّ زخمها من مبادئ النهضة وعقيدتها التي تضيء لنا دروب النضال، لنسير على هديها ونحقّق غايتنا النبيلة في وحدة الأمة وعزّتها ونهضتها.

أضاف: سعاده أسّس الحزب لبعث نهضة في أمة متميّزة بمواهبها، متفوّقة بمقدراتها، غنية بخصائصها، والتأسيس هو فعل مستمرّ، من أجل حياة جديدة هو الانتصار على الطائفية والإقطاع والفردية، هو حرب على المفاسد والانحراف، هو العمل المتواصل الذي لا ينقطع، هو الردّ على التجزئة والتقسيم لبلدنا، هو السرّ الذي زرع الأرض شهداء، هو دعوة دائمة لتحقيق الانتصارات.

لم نتعاقد مع سعاده على أمر عارض أو منفعة خاصة أو شأن جزئي، إنّما تعاقدنا على أمر خطير يساوي كلّ وجودنا، وهذا التعاقد حقّقته نفوس لا ترضى بالإيمان المستكين، وبالنوايا التي لا تفعل، ولا بالرأي الذي لا يواجه، والإرادة التي لا تصارع، ولا بالجهد الذي لا يفيد، ولا بالولاء الذي لا ينخرط في نظام الفكر والنهج والمؤسسات، بل هي نفوس تؤمن بالصراع والانتصار لأنها نفوس تؤمن بأنّ الحياة كلها وقفة عزّ فقط.

أضاف بزي: ثلاثة وثمانون عاماً قدّمتم خلالها نموذجاً متميّزاً في البطولة والفداء والدفاع عن وحدة المجتمع، نجحتم في أصعب امتحان بأنّ قضيتم على الطائفية والمذهبية في صفوفكم، وواجهتم مشاريع التفتيت والتقسيم، ودفعتم آلاف الشهداء والجرحى.

وقال بزي: لقد استشرف سعاده باكراً مخاطر الغزو اليهودي لبلادنا، محّذراً من مفاعيل سايكس ـ بيكو، كما نبّه إلى خطر الحزبيات الطائفية والمذهبية المدمّرة لحياتنا، واليوم نشهد على صحة استشرافه.

فمنذ التأسيس قاوم حزبنا كلّ أشكال الاحتلال فقدّم الشهداء، من سعيد العاص إلى وجدي وسناء وخالد ومحمد عواد، هو نهج استشهادي مقاوم لن يتغيّر ولن يتبدّل، وفي لبنان نستذكر الشهيد القومي سعيد فخر الدين الشهيد الوحيد لاستقلال لبنان، والشهيد القومي حسن عبد الساتر.

ولفت بزي إلى أنّ أمتنا اليوم تواجه عدواناً إرهابياً من نوع آخر، فما يجري هو صراع مصيري بين المشروع الأميركي ـ «الإسرائيلي» وأدواته من قوى إرهابية وعصابات متطرّفة، مشروع هدفه القضاء على المقاومة في الأمة وتقسيم المقسّم وضرب الحاضن القومي وإضعافه، وبين قوى المقاومة والوحدة وفي مقدّمتها سورية.

وقال: ها هي المؤامرة على وشك الهزيمة والانكسار بفعل الإنجازات التي يحققها الجيش السوري والمقاومة وأبطال نسور الزوبعة بدعم من الأصدقاء والحلفاء في روسيا الاتحادية والجمهورية الإسلامية في إيران. وإنّ الانتصار على هذه المؤامرة والحرب الكونية ليس ببعيد بفضل دماء الشهداء طليعة انتصاراتنا الكبرى.

وأردف بزي: في حضرة تشرين، ها هي كوكبة جديدة من شهداء نسور الزوبعة الأبطال تقدّم دماءها في مواجهة العصابات الإرهابية في معارك مهين ودوما: خليل أدهم جروس، محمد تامر رسلان، عبد الوهاب سليمان الزعبي، كريم مخول، عمار الحسن، أنس الأحمد، عز الدين مندو، ثائر عدنان جريج، وليد عبد النور الخوري، إبراهيم محمد الطبل، محمد شحادة المصطفى، محمد عبد الرزاق المصطفى، محمد حسن جمعة، ومعهم عشرات الشهداء والجرحى الذين ارتقوا دفاعاً عن هذه الأرض وعزّتها.

وأشار بزي إلى أنّ سعاده أسّس الحزب لجعل الأمة السورية صاحبة السيادة على نفسها ولينتصر بشعبها على عوامل التخلّف في مجتمعه، أسّس الحزب لينتصر بشعبه على العدو الصهيوني الذي احتلّ فلسطين، واليوم على عصابات الإرهاب، وهما الخطر الحقيقي على الأمة كلّها… أليسا وجهان لعملة واحدة؟

كان الحزب رائداً في مقاومة العدو في فلسطين، وفي لبنان، وقدّم في هذه المواقع قوافل الشهداء. وفي مقاومته للعصابات الإرهابية كان طليعياً، وشهداؤه الذين ارتقوا في مواقع البطولة المؤيّدة بصحة العقيدة أبلغ من كلّ كلام، كما قاوم العصبيات المذهبية والطائفية ونشر الوعي القومي بثقافة المواطنية والوحدة، وبنية الحزب التي ينصهر فيها القوميون الاجتماعيون على اختلاف مذاهبهم وطوائفهم نموذج يُحتذى في تجاوز الطائفية وبناء المجتمع الجديد، الذي هو الحلّ الأمثل لما نواجهه اليوم.

وإذ شدّد بزي على أنّ كلّ هذا الدور إنّما كان مستنداً إلى عقيدة الحزب وسيرة مؤسسه وزعيمه أنطون سعاده، توجه إلى الزعيم قائلاً: لك يا زعيمي في عيد التأسيس ألف تحية، ونجدّد لك العهد وللشهداء بأننا مستمرون وثابتون على قسمنا وعهدنا أن نبقى حزباً قومياً مقاوماً لا يُهادن ولا يساوم.

كما توجه بالتحية إلى شهداء الحزب، وشهداء الجيش في لبنان والشام والعراق، وتوجه بتحية خاصة إلى شهداء مجزرة حلبا.. مؤكدا أننا لم ولن ننسى.

تخلل الحفل تقليد وسام الواجب لكلّ من باسل وحسين ومصطفى كردية وهشام المصري ووهيب وهبي. كما تمّ تقليد مدير مديرية عين الرمانة أنطون أبو ذيب وسام الثبات، وقدّمت عمدة التربية والشباب درعاً وتهنئة لبطل لبنان برياضة التوكواندو علي حمزة كريدية. وتمّ عرض فيلم وثائقي تناول إنجازات مديرية صحراء الشويفات.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى