خلدة

بمناسبة عيد تأسيس الحزب السوري القومي الاجتماعي، افتتحت مديرية خلدة التابعة لمنفذية الساحل الجنوبي مكتباً لها في خلدة، بحضور عضو المجلس الأعلى عاطف بزي، المندوب السياسي في جبل لبنان الجنوبي حسام العسراوي، منفذ عام الغرب بدري شهيب، منفذ عام المتن الأعلى عادل حاطوم، مدير مديرية الإقليم غسان الحسن، وأعضاء المجلس القومي عدنان كردية، محمد المصري وسليم ميداني.

كما حضر مسؤول منطقة الجبل في حزب الله الحاج بلال داغر وأعضاء قيادة حزب الله في خلدة هادي الحسيني وعلي جعفر، مصطفى عساف ممثلاً حركة أمل، الشيخ شريف ضاهر ممثلاً الشيخ ماهر مزهر، محمد سلوم عن سرايا المقاومة، وجمع من القوميين والمواطنين.

استهلّ الاحتفال بكلمة تعريف وترحيب ألقاها مذيع مديرية شبعا في الحزب حسام عبد العزيز أكد فيها أهمية دور الحزب الريادي والنهضوي منذ التأسيس وحتى اليوم، حيث كان ولا يزال في طليعة المتصدّين للأخطار المحدقة بالأمة، وكان أول من تصدّى لليهود في فلسطين المحتلة. مؤكداً أننا اليوم نخوض حرباً مصيرية في في مواجهة المخاطر على أمتنا.

كلمة الحزب

وألقى المندوب السياسي لجبل لبنان الجنوبي حسام العسراوي كلمة الحزب، جاء فيها: نلتقي اليوم في حفل افتتاح مكتب مديرية خلدة بالتزامن مع الاحتفالات ببزوغ فجر النهضة القومية الاجتماعية، التي أطلقها الزعيم أنطون سعاده قبل ثلاثة وثمانين عاماً، ومنذ ذلك التاريخ بدأت المواجهة مع مشاريع التقسيم والاستعمار، وشكلت الحركة السورية القومية الاجتماعية الخطة المعاكسة في مواجهة العدو اليهودي الذي يغتصب جزءاً عزيزاً من أمتنا في فلسطين.

منذ التأسيس وحتى اليوم لا تزال مبادئ النهضة القومية المُرتكز الأساسي في معركة الوجود، التي أراد سعاده من خلالها أن ينتقل بأبناء الوطن من حالة الضعف والتشتّت الى المجتمع الواحد، المبني على أسس القوة والنظام والحرية والواجب، بعيداً عن قيود الطائفية والكانتونات الانعزالية، وذلك للارتقاء بالأمة الى مصاف الأمم الحية.

وها هو حزبنا اليوم يلعب دوراً طليعيا الى جانب الجيش السوري وقوى المقاومة في التصدّي للمشروع التقسيمي الجديد، من خلال التصدّي لقوى الإرهاب والتطرف، التي تشنّ حرباً على الشام منذ خمس سنوات، برعاية ومؤازرة من الغرب والعدو الصهيوني وعرب النفط… وهذه الحرب وما سبقها من غزو أميركي للعراق هي مشاريع هادفة الى إنشاء كيانات طائفية وعرقية، تهدف الى شرعنة وجود كيان الاحتلال الصهيوني في فلسطين المحتلة.

أضاف العسراوي: نحن اليوم نخوض حرباً مصيراً ووجودية ضدّ المشروع المعادي… ونحن أبناء مدرسة تؤمن بأنّ مسألة فلسطين، لبنانية وشامية وعراقية، وقومية في الصميم، لذلك نعتز بشهدائنا الذين يرتقون على أرض الشام في مواجهة الإرهاب، لأنهم يدافعون ليس عن الشام وحسب، بل عن فلسطين ولبنان والعراق وكلّ الأمة.

المطلوب أن نلتفّ جميعاً حول خيار الصمود والمقاومة، فهو خيارنا للتحرير وخيارنا للانتصار وخيارنا للكرامة والحرية.

ونقول اليوم للذين دعموا الإرهاب وراهنوا على سقوط خيار المقاومة في امتنا، إنّ رهاناتكم خاسرة، وأحلامكم التي بنيتمونها هي أوهام… فالإرهاب الذي دعمتم هو إرهاب قاتل هدّام، لا يميّز بين قتل شعبنا وبين قتل شعوبكم، والإرهاب الذي ضرب في فرنسا هذه الدولة التي رعت الإرهاب باسم دعم الحرية، يؤكد أنّ الارهاب يشكل خطراً على الإنسانية جمعاء.. فهو وليد الإرهاب الصهيوني الموغل في عنصريته وحقده على البشرية.

وتابع العسراوي: نجدّد اليوم دعوة حزبنا لقيام جبهة شعبية لمكافحة الاحتلال والإرهاب، ومسؤولية كلّ القوى والهيئات على تنوّعها، أن تنخرط في هذه الجبهة لتحصين مجتمعنا والتخلص من آفة الارهاب.

ولأنّ الإرهاب خطر على كلّ المجتمعات فإنّ دول العالم كلها مطالبة بمحاربة الإرهاب بصورة جدية، كما تفعل سورية وروسيا الاتحادية وإيران. والمطلوب أن يتمّ وضع حدّ للدول الإقليمية والعربية التي لا تزال تدعم الإرهاب، خصوصاً تركيا التي تمارس سياسة إرهابية وترتكب حماقات غير محسوبة.

وعن الوضع الداخلي في لبنان قال العسراوي: المرحلة دقيقة وحساسة، وتتحمّل بعض القوى اللبنانية مسؤولية تفاقم الأزمات وشلل المؤسسات، نتيجة رهاناتها الخاسرة على تغيّر المعادلات على مستوى المحيط والأقليم. أما اليوم فإنّ هذه القوى تتلمّس فشل رهاناتها، لذلك فإنّ المطلوب العمل من أجل تحصين لبنان، بانتخاب رئيس جديد للجمهورية، وبتفعيل عمل الحكومة لكي تكون فاعلة وتتحمّل مسؤولياتها تجاه الناس، وبالذهاب الى مجلس النواب للقيام بدور التشريع، وأن يكون التشريع الأول قانون انتخابات على اساس لبنان دائرة واحدة وعلى قاعدة النسبة وخارج القيد الطائفي.

نعم، إنّ قانوناً للانتخابات يحقق صحة التمثيل لكلّ الناس، هو الذي يؤسّس لانتظام الحياة السياسية، ويلغي مفاعيل القنابل الطائفية والمذهبية، التي كلما انفجرت تأخذ البلد الى الأزمات.

انّ دعوتنا هذه صريحة وواضحة، نحن دعاة ان يكون لبنان نطاق ضمان للفكر الحرّ، ودعاة ان يكون لبنان بلد عدالة اجتماعية ومساواة بين الناس، لأنّ المساواة مطلب حق، ومطلب إنساني.

كما دعا العسراوي إلى تحصين البلد أمنياً وعلى كلّ المستويات، فلبنان انتصر على العدو الصهيوني، بثلاثية الشعب والجيش والمقاومة، وهو منتصر حكماً على الإرهاب بهذه المعادلة، التي يجب ان تترسّخ في عقول وأذهان الجميع… لكن ما نشدّد عليه، هو مغادرة سياسة النأي التي سمحت للإرهاب بأن ينفّذ عشرات التفجيرات ضدّ المدنيين وآخرها تفجيرات برج البراجنة.

نحن ندعو الى التنسيق بين لبنان والشام، وهذا منصوص عنه في المعاهدات والاتفاقات المشتركة بين البلدين، وأننا واثقون من أنّ هذا التنسيق كفيل بوأد الإرهاب.

كما نوجه التحية الى شهيد الاستقلال البطل سعيد فخر الدين وتحية الى سناء محيدلي الاستشهادية التي تمثل لنا ولكلّ المناضلين رمزية وطنية وقومية… وتحية لشهداء وأبطال نسور الزوبعة وكلّ المقاومين المرابطين على الثغور في مواجهة الأعداء.

وختم العسراوي مشيراً الى أنّ خلدة تمثل محطة مشرّفة في تاريخ المقاومة وعند مثلثها تمّ تسطير أروع ملاحم البطولة في مواجهة العدو الصهيوني أثناء الاجتياح عام 82.

واختتم الاحتفال بتدشين مكتب مديرية خلدة، وكانت مداخلة من الحاج بلال داغر هنأ فيها بافتتاح المكتب مؤكداً أنّ المقاومة مستمرّة بفضل التضحيات ودماء الشهداء والحزب السوري القومي الاجتماعي شريك أساسي في المقاومة وانتصاراتها، كذلك أشاد الشيخ ضاهر بدور الحزب النضالي الى جانب باقي قوى المقاومة آملاً أن تشكل انتصارات المقاومة فاتحة لتحرير القدس وفلسطين.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى