«منقذة الحياة».. أمل النجاة من حوادث الطيران

يتنامى الاهتمام يوماً بعد يوم بتقديم نظام سلامة ثوري جديد للمسافرين عبر الطائرات، في أعقاب حادث تحطّم الطائرة الروسية المأساوي في مصر.

ومن أجل هذا الغرض كرّس مهندس الطيران الأوكراني فلاديمير تاتارينكو، جزءاً كبيراً من حياته للوصول إلى نظام السلامة الأمثل للمسافرين جوّاً.

ويقول تاتارينكو عن هذا الأمر: «البقاء على قيد الحياة بعد حادث تحطّم طائرة أمر ممكن، وليس بمستحيل». وبالفعل توصّل هذا المهندس الأوكراني في هذا الصدد إلى اختراع كبسولة «مُنقذة للحياة»، يمكنها أن تساعد الآلاف على النجاة من حوادث الطيران المأساوية.

ويعمل تاتارينكو في شركة أنطونوف لتصنيع الطائرات في كييف، وكان في كثير من الأحيان عضواً في لجان خاصة ساهمت في التحقيق في حوادث الطيران، وربما من هنا أتته فكرة اختراعه الجديد.

يوضح تاتارينكو فكرته بالقول: «عند النظر إلى هذه المشاهد المروّعة ومعرفة الإحصاءات عن الحوادث توصّلت إلى بعض الاستنتاجات، وهي أنّ الناس يُخطئون في تفسيرهم للكوارث الجوية، حيث أنّ نحو 80 في المئة منها يحدث بسبب خطأ بشري. ورغم أنّ مهندسي الطيران في جميع أنحاء العالم يحاولون جعل السفر بالطائرة أكثر أماناً، إلّا أنّهم لن يستطيعوا عمل شيء حيال الخطأ البشري».

وها هو المهندس تاتارينكو بعد 5 عقود من البحث يحصل على براءة اختراع نظام كبسولة النجاة التي تهدف إلى إنقاذ الطاقم وركّاب الطائرة في حالة الطوارئ.

ويضيف تاتارينكو: «لسنوات طويلة كان مجتمع الباحثين غير قادر على تحقيق ذلك الأمر، لأنّ المهندسين لم يتمكّنوا من العثور على المادة المناسبة لتحقيق ذلك، لكننا في النهاية توصّلنا إلى استخدام ألياف الكربون، وهي مادة قوية وفي نفس الوقت خفيفة الوزن جداً، وأثبتت قدرة فائقة على تنفيذ هذه المهمّة الصعبة».

وتدور فكرة الاختراع حول تثبيت كبسولة النجاة أو الإنقاذ وبداخلها مقاعد الركاب وطاقم الطائرة داخل جسم الطائرة، ويمكن أن تحدث عملية طرد مركزية للكبسولة من داخل جسم الطائرة من خلال فتحة خلفية في غضون 2 إلى 3 ثوان، في حالة حدوث عطل في المحرك أو حرائق على متن الطائرة أو مشاكل تقنية قد تنجم عن سوء الأحوال الجوية وغيرها من المشاكل.

ومع ذلك لا يمكن للكبسولة طبعاً إنقاذ أرواح المسافرين في حال تعرّضها لانفجار قنبلة داخلي أو لهجوم بصاروخ خارجي.

وعلى الرغم من أنّ فكرة هذا الاختراع يمكن أن تمثّل حلاً مهمّاً لمشاكل سلامة الطيران، إلّا أنّ تاتارينكو يشك في أن يتمّ قريباً إنتاج كميات كبيرة من كبسولة النجاة هذه، حيث أنّ اختبار تشغيلها سيستغرق نحو 4 سنوات على الأقل، كما أنّ المشروع يحتاج إلى استثمارات ضخمة.

ووفقاً له، يمكن أن تصل التكلفة التقريبية لكبسولة النجاة الواحدة إلى مليون دولار، ولم تُبدِ شركات الطيران حتى الآن إلّا القليل من الاهتمام بهذا الاختراع، لأنّ من شأنه أن يقلّل من عدد المقاعد علاوة على زيادة استهلاك الوقود.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى