دردشة صباحية

يكتبها الياس عشي

هل باستطاعة أحد أن يحصي عدد الأزمات التي تواجه الحكومة اللبنانية، وتنعكس على حياة المواطنين، وتتحوّل إلى الجزء الأهمّ في يومياتهم؟

هل يمكن أن نتصوّر يوماً واحداً يمرّ على اللبنانيين دون مظاهرة من هنا، وقطع طريق من هناك، ومؤتمر صحافي من هنالك؟

قامت الدنيا ولم تقعد لأنّ أصحاب الفخامة، وأصحاب الدولة، ومعالي الوزراء، تلكّأوا عن واجبهم في «تصدير» النفايات، ثمّ، وبسحر ساحر، توقفت الاحتجاجات، وصارت الروائح النتنة جزءاً من «الثقافة اللبنانية»، ونسي الناس، أو كادوا، الحكاية برمّتها.

ثم.. وثم.. وثم.. كم من الساحات قد احتلّت، وكم من الدواليب قد أحرقت، وكم من اليافطات قد رفعت، وكم من الأبرياء قد قتلوا، وكلّ ذلك من أجل أمور عالقة لو تدخلت الحكومات في آنها لحلّت وانتهى الأمر! إنها اللامبالاة التي تأخذ برقاب المسؤولين بدءاً من بعبدا، مروراً بالسراي الحكومي، وانتهاء بساحة النجمة.

واليوم تنضمّ إلى «نادي» الأزمات أزمة أخرى، أو بتعبير آخر أرادوا تحويلها إلى أزمة، عنيت بها الموضوع المتعلق بالمتطوّعين في الدفاع المدني.

والسؤال المطروح على كلّ شفة ولسان وبصوت عالٍ ولكن أصحاب المعالي أصيبوا بالطرش ولا يسمعون : كيف تؤمّن السيولة لنوّاب الآمة بالأذن من الأمة ، ولا تؤمّن لفريق لا يحتاج إلى أكثر من خمسة في المئة من مجموع رواتب النواب والمخصصات الممنوحة لهم؟

وسؤال آخر: كيف وجدوا حلّاً لتمويل الانتخابات البلدية فيما «عويلهم» وصل بيوت أولئك المتطوّعين المتفرّغين لإنقاذ الناس من «الحريق والغريق والمشنشط عالطريق»!

وعلى فكرة.. هذه العبارة المحروسة بقوسين والتي هي «يا رب.. لا تموّتني لا غريق، ولا حريق، ولا مشنشط عالطريق» حفظتها على ظهر قلبي من المرحومة أمي التي كانت تصرّ عليّ أن أردّدها كلّ مساء قبل أن استسلم للنوم. بل هي الصلاة الوحيدة التي زاد تمسّكي بها، وما زلت أتلوها حتى اليوم، وأنا أرى مشاهد الغرق والنزوح والحرائق الهائلة التي خطط لها المتآمرون على العالم العربي «من المحيط إلى الخليج».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى