كيري ولافروف لشبكة أمان في ميونيخ لجنيف… بعد توفير 10 مليارات في لندن عون: أنا والسيد واحد… وباسيل مع العريضي… وحردان: الحوار طريق الوفاق

كتب المحرر السياسي

خيّم انفراط عقد مفاوضات جنيف من جهة وحجم الإنجازات المتدافعة والمتلاحقة التي يحققها الجيش السوري في شمال سورية من جهة أخرى على المقاربات الدولية والإقليمية للوضع في سورية، حيث بدا أنّ الدولة السورية مدعومة من حلفائها في موسكو وطهران والمقاومة تملك استراتيجية عمل واضحة، تقوم على الانفتاح على العمل السياسي بعدما وضعت في جيبها القرار 2254 الذي يشكل سقفاً صالحاً للحوار السوري السوري بالنسبة لها لتأكيد التمسك بسيادتها ووحدتها والطابع العلماني لمؤسساتها، وبعدما سلّم خصومها الكبار وعلى رأسهم الأميركيون بسقوط شعار استهداف الرئيس السوري كعنوان لحرب لن تحقق شيئاً، وحلول شعار أولوية الحرب على الإرهاب مكانه، وفي المقابل تجد الدولة السورية بمقدّراتها العسكرية مع دعم الحلفاء ما يكفي لخوض هذه الحرب، حتى ينضج العالم لقبول مفهوم مشترك حولها، وبذلك تمسك الدولة السورية بآلة الزمن، تحت عنوان معادلة تقوم على دعوة المعنيين الدوليين والإقليميين إلى تصنيف موضوعي للتشكيلات الإرهابية ووضعها خارج أيّ عملية سياسية، والاعتراف بمحدودية قدرة باقي تشكيلات المعارضة على صياغة وقف للنار أو تقديم مساهمة جدّية في الحرب على الإرهاب، والقبول المتبادل بحكومة وحدة وطنية تضمّ بعضاً من المعارضين من جانب الدولة السورية، مقابل التزام الآخرين بإقفال الحدود ووقف التمويل والتسليح وفك العقوبات وإعادة السفارات وتطبيع وضع الدولة السورية في البيئتين الدولية والإقليمية.

أظهر جنيف رغم التقدّم الذي سجلته المواقف الدولية نحو الاقتراب من الرؤية السورية، قياساً بالسابق، أنّ المواقف الإقليمية وخصوصاً التركية والسعودية لا تزال بعيدة عن الانخراط في التسوية التي تعني الانتقال بسورية، وفقاً لتوصيف الرئيس الأسد، إلى ربع الساعة الأخير.

في قلب هذه المعادلة تخوض موسكو وطهران ديبلوماسياً عبر حضورهما الفاعل على خط الحوار مع عواصم الغرب، لتسريع فرص مسار جدّي ومجد في جنيف يبدأ بحسم تصنيف التشكيلات الإرهابية، بينما سجّل على خط الاتصال بين وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأميركي جون كيري توافق على الحاجة بعيداً عن المواقف المسبقة إلى توفير شبكة أمان لحوارات جنيف، تخرج من ميونيخ يوم الجمعة المقبل بتوافق دولي إقليمي على تصنيف التنظيمات الإرهابية وحلّ مشكلة تمثيل المعارضة، بعدما شكل اختبار مؤتمر لندن للمانحين بجمع شعرة مليارات دولار لقضية اللاجئين والنازحين السوريين حجم اهتمام وقلق دوليّين تجاه خطر انتشار الإرهاب انطلاقاً من تجذّره في سورية.

بقيت تركيا والسعودية على خط الأوهام والأحلام، وبالتالي إنكار الحقائق والمتغيّرات، وأثار تدحرج الانتصارات السورية هستيريا عكسرية في أنقرة والرياض بالحديث عن الاستعداد لعمل عسكري في سورية، رصدت موسكو بعده التركي وحذرت منه ومن أيّ حماقة ومغامرة، وصرّحت الرياض علناً بنواياها تجاه خيار عسكري في سورية، لكن سرعان ما تتالت التوضيحات أنّ القصد هو عمل من ضمن التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن ضدّ «داعش».

لبنانياً، يبقى الاستحقاق الرئاسي حاضراً كعنوان دعوة مستمرة للحوار بوابة للوفاق كما أكد أمس رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب أسعد حردان، فيما سجلت بورصة الاتصالات لقاء ضمّ وزير الخارجية جبران باسيل والنائب غازي العريضي، ممثلاً النائب وليد جنبلاط، لتأكيد التروّي الجنبلاطي في الخيارات الرئاسية رغم تبنّيه العلني لترشيح النائب سليمان فرنجية، بينما كان العماد ميشال عون يحيي مرور عشر سنوات على توقيع التفاهم مع الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله بالقول: أنا والسيد واحد.

سلام: نرفض الوجود الموقت للاجئين

انطلق مؤتمر الجهات المانحة لسورية في لندن أمس، ووجّه رئيس الحكومة تمام سلام خلال كلمته نداء الى المجتمع الدولي ناشده فيه مساعدة لبنان في تحمّل عبء النزوح السوري، مؤكداً عدم قدرة لبنان على تمويل الحاجات الإنسانية للاجئين، ومحذراً من أنّ لبنان سيصبح في وقت قريب عاجزاً عن منع انطلاق موجات من النازحين الى شواطئ بعيدة، مع كلّ ما تمثّله من تهديد للأمن والاستقرار. وأكد سلام انه «لا يمكن القبول إلا بوجود موقت للاجئين السوريين في لبنان، والحلّ الحقيقي للأزمة في سورية هو اتفاق سياسي».

عمل اللاجئين تحت سقف القوانين

ونقل وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس عن الرئيس سلام لـ«البناء» مخاوفه من الشروط الدولية لمساعدة لبنان في تحمّل أعباء النازحين السوريين، لا سيما طلب تأمين فرص عمل للنازحين في أماكن تواجدهم، وأوضح درباس أنّ «الحكومة اللبنانية ليست ضدّ عمل اللاجئين السوريين أو تأمين فرص عمل لهم، لكن أن يتمّ ذلك تحت سقف القوانين اللبنانية»، مشدّداً على «أنّ لبنان لن يغيّر قوانينه في هذا الأمر».

وأبدى درباس خشيته من المحاولات الدولية لتوطين اللاجئين السوريين في لبنان، «لأنّ توطينهم يتوافق مع مصلحة بعض الحكومات الغربية لإبعاد خطر اللاجئين عن دولها».

وأشار درباس إلى أنّ «سلام أبلغ كلّ الدول خلال مشاركته في مؤتمر المانحين بأنّ كلّ أمر يؤدّي الى توطين اللاجئين السوريين في لبنان سترفضه الحكومة اللبنانية»، مشدّداً على «أنّ وحدة الموقف الحكومي في هذا الأمر»، مذكراً بالإجراءات المتعدّدة التي اتخذتها الحكومة للحدّ من النزوح، وأبرزها وقف اللجوء.

فتح سوق العمل للنازحين خطير جداً

وأعرب وزير العمل سجعان قزي لـ«البناء» عن تخوّف لبنان من فتح سوق العمل أمام النازحين السوريين»، مشيراً الى «أنّ مبدأ إعطاء مساعدات للنازحين مقابل فرض شروط على لبنان أمر مرفوض لأنه يمسّ بالسيادة اللبنانية ويشكل خطراً على لبنان»، وقال قزي: «صحيح أنّ لدينا عمالاً سوريين يعملون في قطاعات يحتاج إليها لبنان لكننا لن نقبل العمل خارج إطار هذه القطاعات، وأيّ قرار في هذا الشأن يحتاج الى توافق غير متوفر بين المكوّنات السياسية».

اتصالات «التيار» مستمرة

الى ذلك نشطت الاتصالات واللقاءات التي يجريها رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل في إطار التواصل مع المعنيين في الداخل والخارج للحصول على دعم ترشيح رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية، لا سيما بعد لقاء معراب. والتقى باسيل في لقاء مطوّل وسرّي في قصر بسترس الوزير السابق والنائب غازي العريضي في إطار البحث في الأجواء الرئاسية والأوضاع السياسية الداخلية والدولية. وفي المعلومات انّ العريضي أكد لباسيل أنّ النائب وليد جنبلاط لم يحسم خياره الرئاسي بعد، لا سيما أنه عاد وأكد ترشيح النائب هنري حلو، مشيراً الى انه سينقل الى رئيس اللقاء الديمقراطي أجواء اللقاء والاتصالات التي يقوم بها التيار الوطني الحر مع المكوّنات السياسية ليبنى على الشيء مقتضاه».

وفيما يلتقي باسيل اليوم السفير الفرنسي إيمانويل بون للغاية نفسها، اجتمع امس بالسفير البابوي غابريال كاتشيا في زيارة تأتي بعد اجتماع عقده البطريرك الماروني أمس بحضور كاتشيا مع سفراء سفراء فرنسا وروسيا والولايات المتحدة الأميركية وألمانيا وايطاليا والاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية وممثلين عن المملكة المتحدة والصين، في إطار مسعى البطريرك لفصل الرئاسة في لبنان عن الأزمات التي تحيط بنا وضرورة التدخل لإنهاء الفراغ الرئاسي.

حردان: الحوار منصة ضرورية للحلول

في هذه الأثناء أكد رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب أسعد حردان، خلال استقباله بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس مار إغناطيوس أفرام الثاني «أنّ موقف الحزب واضح بخصوص إنجاز الاستحقاقات وانتخاب رئيس للجمهورية وتفعيل عمل المؤسسات، ونحن أطلقنا الدعوة الى ضرورة الحوار الذي نرى فيه منصة ضرورية من أجل التوصل الى حلول مجدية لكلّ المسائل العالقة، وبما يحفظ الوحدة ويحمي الاستقرار ويحصّن لبنان في مواجهة الإرهاب والاحتلال وكلّ التحدّيات».

عون: أنا والسيد واحد

وبمناسبة مرور عقد على التفاهم بين التيار الوطني الحر وحزب الله، أكد رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون انّ العلاقة مع حزب الله أقوى من التشكيك، لأنها مرّت باختبارات قاسية جداً، لافتاً الى انه حين خُيّر بين الرئاسة وبين فك الارتباط مع حزب الله، قال: «الوحدة الوطنية أهمّ من رئاسة الجمهورية»، وهذا الكلام لم يعد سراً وهذا الموضوع بالنسبة لي محسوم. ومشيراً الى انّ هناك قضايا وطنية تسمو كالوحدة الوطنية.

وعن تصريحه بأنه والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله واحد وهناك تكامل وجودي بينهما، قال عون: «كمواطنين نعم، أنا والسيد واحد. في الأيام الصعبة نتصرف أحياناً بنفس الطريقة، حتى دون أن نتكلم مع بعضنا البعض، نؤمن بنفس المضمون حول معاني سيادة الشعب والوطن، وحرية الرأي والموقف، أين العيب في ما أقوله «أنا والسيد واحد»؟

واعتبر عون انّ ساعة اللقاء مع السيد كانت مباركة وأمّنت أموراً إيجابية جداً للبنانيين، مقدّراً تضحيات الشباب الذين قاتلوا سواء على الأرض اللبنانية أو الحدود والذين أوقفوا الإرهاب، وإنْ شاء الله قريباً نرى السلام في دول الجوار وشعوبها». واصفاً السيد نصرالله بـ«القائد الاستثنائي».

وأكد عون على الثقة الكبيرة الموجودة بين حزب الله والتيار، فالاتفاق لم يبنَ على مصلحة بل على تضحيات مشتركة. وأضاف: «عندما نقف الى جانب بعضنا البعض خلال الحرب والطائرات تواصل قصفها، ما هي المصلحة؟ هناك مصلحة عامة أكبر من الاثنين، هي مصلحة وطن وشعب. من هنا لا نستطيع تخيّل العلاقة ضعيفة. نحن لا نختلف على أمور مادية، لسنا شركة تجارية بل شركة تضحيات».

قاسم: السعودية تعطل الرئاسة

وأكدت كتلة «الوفاء للمقاومة» في اجتماعها الدوري أنّ «الحديث الذي أدلى به الأمين العام السيد حسن نصرالله حول الموضوع الرئاسي في إطلالته الاخيرة المتلفزة، قد وضع النقاط على الحروف، وجاء شفافاً وواضحاً الى أبعد الحدود، قاطعاً الطريق أمام أيّ تأويل أو تفسير آخر».

وأشار نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم إلى «أنّ من يقول إننا لا نريد رئاسة الجهورية مخطئ وواهم، لأنّ المشكلة كما أصبحت واضحة للجميع أنّ دولة إقليمية اسمها السعودية تتدخل في كيفية إجراء الرئاسة، ومن يمكن أن يصل ومن لا يمكن أن يصل، إذاً الفريق الآخر يخضع للإملاءات الخارجية ويعطل الرئاسة المحلية الداخلية التي يتوافق عليها اللبنانيون، فلا تحمِّلوا غيركم مسؤولية أعمالكم».

جلسة محاكمة سماحة

وعلى خط آخر، واستباقاً لجلسة مجلس الوزراء الثلاثاء المقبل وفي إطار تسريع محاكمة الوزير السابق ميشال سماحة ومطالبة فريق 14 آذار بإحالة القضية إلى المجلس العدلي، عقدت محكمة التمييز العسكرية جلسة محاكمة لسماحة أمس في جرم نقل المتفجرات من سورية إلى لبنان برئاسة القاضي طاني لطوف، تمحورت حول الاتصالات التي كان يجريها سماحة بالمخبر ميلاد كفوري. على أن تستأنف المحاكمة في 18 شباط الحالي لاستكمال استجوابه.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى