تشوركين: وفد «معارضة الرياض» جاء للاحتجاج وليس للتفاوض

أكد مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين، أمس، أن الضربات الجوية للتحالف الدولي في سورية غير مشروعة لعدم حصوله على موافقة من دمشق.

وأشار فيتالي تشوركين إلى أن المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا لم يحمّل القصف الروسي مسؤولية تعليق مفاوضات جنيف.

وأضاف مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة أن وفد المعارضة السورية جاء إلى جنيف للاحتجاج وليس للتفاوض، مشدداً على أنه لا يجب فرض شروط مسبقة لاستئناف مفاوضات جنيف بشأن سورية.

وكان مجلس الأمن الدولي عقد أمس جلسة مشاورات مغلقة مع المبعوث الأممي لسورية ستافان دي ميستورا. وبحسب مصدر دبلوماسي قدم دي ميستورا تقريراً إلى المجلس عن الظروف التي دفعت إلى تعليق محادثات جنيف حول سورية.

وقال مصدر في نيويورك: «إن مندوبي بريطانيا وفرنسا شنا خلال دخولهما إلى قاعة المشاورات في مجلس الأمن الدولي هجوماً على سورية وروسيا وحملاهما مسؤولية تعثر محادثات جنيف». وقال السفيران إن «موسكو ودمشق كثفتا الغارات الجوية والقصف المدفعي خلال المحادثات ما بدد الثقة بهما» على حد تعبيرهما. وطالبا بـ«مراعاة القانون الإنساني الدولي واحترام قوانين الحرب».

وقال نائب دي ميستورا رمزي عز الدين رمزي إن «موعد الجولة المقبلة للمحادثات حول سورية ستحدد في مؤتمر ميونيخ لمجموعة سورية الدولية»، مضيفاً أن هناك «رغبة وحرصاً لدى المجتمع الدولي وروسيا والولايات المتحدة من أجل استئناف المحادثات في أسرع وقت ممكن». ولفت إلى أن «عملية التواصل مستمرة من أجل الاعداد الكامل والضروري للمحادثات». كما نقل عن رمزي قوله: «إن الأمم المتحدة لا تعتزم توجيه دعوات جديدة أو تغيير شكل الجولة المقبلة من محادثات سورية.

وكان المتحدث باسم البيت الأبيض جوش ارنست قد حمّل الحكومة السورية وروسيا مسؤولية تعليق المحادثات في جنيف وأعرب عن أمل بلاده في استئنافها.

من جهة أخرى، رحّب وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر بعرض السعودية المشاركة في أي عمليات برية ضد داعش في سورية ضمن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.

قال كارتر إنه سيتم بحث هذا العرض مع المسؤولين السعوديين خلال اجتماع للتحالف الدولي في بروكسيل يعقد الأسبوع المقبل.

بدوره أعلن الكرملين أنه يتابع باهتمام خطة السعودية بشأن إجراء عملية برية في سورية.

وكان الكرملين أعلن أن موسكو تتابع باهتمام خطة السعودية حول إجراء عملية برية في سورية، مضيفاً أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيعقد لقاء مع ملك البحرين الاثنين المقبل.

وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف أمس، إن الجانب الروسي لم يتبن حتى الآن أي موقف بشأن إعلان الرياض استعدادها لإجراء عملية برية في سورية، مشيراً إلى أن الكرملين لا يملك حالياً ما يؤكد وجود مثل هذه الخطة بالفعل.

وكان المتحدث باسم التحالف السعودي أحمد العسيري أكد أن الرياض مستعدةٌ للمشاركة في أي عملية برية في سورية ضد تنظيم داعش.

وقال العسيري إن السعودية هي جزءٌ أساسيٌ من التحالف الدولي للحرب على الإرهاب، مؤكداً أن بلاده لن تتردد في إرسال قوات إلى سورية متى أقر التحالف ذلك بحسب تعبيره.

إلى ذلك، أعلن أمين مجلس حزب الإرادة الشعبية في سورية، قدري جميل، أن مجموعتي المعارضة السورية موسكو القاهرة دعيتا رسمياً للمشاركة في مفاوضات التسوية السورية.

وقال جميل الذي يمثل وفدي المعارضة السورية اللذين تشكل أحدها في موسكو والآخر في القاهرة في لقاء صحافي: «نعم، لقد تلقينا دعوة رسمية للمشاركة في مفاوضات التسوية السورية بوصفنا وفدين رسميين، نحن التقينا معه دي ميستورا بناء على هذا الأمر».

وأكد جميل أن المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا عبر خلال اللقاء عن الرغبة في استئناف المفاوضات في أقرب وقت ممكن. وأضاف: «هو تحدث دي ميستورا عن 25 شباط، لكن نأمل أن هذا الأمر سيتم في أقرب وقت ممكن».

وقال جميل إن مجموعة موسكو ستسعى لإشراك ممثلين عن الأكراد في المفاوضات، «لديهم في قائمتنا مكاناً، وسيبقى محفوظاً لهم».

وفي السياق، جدد مستشار قائد الثورة الإسلامية في إيران للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي تأكيد موقف بلاده الثابت بضرورة اعتماد الحل السياسي للأزمة في سورية.

وقال ولايتي في مؤتمر صحافي عقده بمقر السفارة الإيرانية في موسكو في ختام زيارته الرسمية لروسيا: «إن إيران أكدت مراراً ضرورة اعتماد الحل السياسي والحوار السوري السوري بين الحكومة والمعارضة الوطنية ومن من دون مشاركة التنظيمات الإرهابية».

ميدانياً، واصلت وحدات الجيش السوري بالتعاون مع مجموعات الدفاع الشعبية التقدم السريع بخطوات ثابتة على مختلف جبهات الحرب ضد الإرهاب بمناطق عدة خصوصاً في ريفي حلب ودرعا، حيث أعادت وحدات من الجيش والقوات المسلحة الأمن والاستقرار إلى بلدات عتمان بريف درعا وماير ورتيان بريف حلب الشمالي، في وقت أكدت فيه مصادر عسكرية سقوط عشرات القتلى والمصابين في صفوف إرهابيي «جيش الفتح» المرتبط بنظام أردوغان خلال طلعات جوية للطيران الحربي السوري على أوكارهم في ريفي حماة وإدلب.

وأفادت مصادر بأن الجيش بدأ معركة عتمان شمال مدينة درعا بدلاً من مواصلة التقدم باتجاه درعا من الشيخ مسكين باتجاه الجنوب نحو بلدتي أبطع وداعل.

وكانت مصادر مطلعة أكدت بأن اثنتي عشرة شاحنة عبرت قبل يومين الحدود الأردنية وهي محملة بالأسلحة للجماعات المسلحة.

وفي السياق، نفى مصدر في الحكومة التركية تخطيط أنقرة لتوغل عسكري في سوريا، مؤكداً أن البلاد في هذه الحالة «لن تعمل بشكل أحادي».

ونقلت وكالة «رويترز» عن المسؤول قوله: «ليست لتركيا أي خطط أو أفكار بشأن شن حملة عسكرية أو توغل بري في سورية».

وأردف قائلاً: «تركيا عضو في التحالف الدولي، وهي تعمل مع الحلفاء، وستواصل هذا التعاون. ولقد كررنا مرارا أن تركيا لن تعمل بشكل أحادي».

وكانت صحيفة «غارديان» البريطانية قد ذكرت أن السعودية قد ترسل آلاف الجنود من قواتها الخاصة إلى سورية، وذلك بالتعاون مع تركيا.

من جهة أخرى، تأكد وصول أول قافلة مساعدات إنسانية من الحكومة السورية عبر الهلال الأحمر إلى أهالي نبل والزهراء بعد كسر حصار المجموعات الإرهابية المسلحة عن البلدتين.

وتحتوي القافلة على المحروقات كالغاز والمازوت ومواد غذائية، بالإضافة إلى كميات كبيرة من الأدوية واللقاحات التي يحتاجها المواطنون.

وأفاد مصدر أنه تم نقل الحالات الصعبة من جرحى اللجان الشعبية والمدنيين عبر سيارات الإسعاف الى مستشفيات مدينة حلب.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى